لماذا يستاء كثيرون من "مقالب" رامز جلال ولا يتوقّفون عن مشاهدتها؟

لماذا يستاء كثيرون من "مقالب" رامز جلال ولا يتوقّفون عن مشاهدتها؟


02/02/2022

ياسر خليل

أثار تأكيد الفنان رامز جلال استمراره في تقديم برنامج المقالب الخاص به في شهر رمضان المقبل، اهتماماً واسعاً بين الجمهور المصري. ونفى في تصريحات إعلامية، الخميس، اعتزاله تقديم برنامجه الرمضاني عام 2022، مؤكداً أنه لا يستطيع إلا أن يكون حاضراً في شهر رمضان، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ونال رامز جلال جائزة "البرنامج الأكثر مشاهدة" في حفل "جوائز صنّاع الترفيه" Joy Awards 2022 الذي أقيم في الرياض برعاية الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية. وقد تسلم درع الجائزة من رئيس الهيئة المستشار تركي آل الشيخ.

البرنامج الذي بدأ موسمه الأول عام 2011، أثار العديد من الانتقادات على مدار مواسمه العشرة السابقة. ورغم تلك الانتقادات، إلا أن حلقاته تحظى بملايين المشاهدات، ما يطرح سؤالاً مهماً: لماذا يشاهد الجمهور الغاضب من "مقالب" جلال حلقات برنامجه؟

واعتمد البرنامج منذ موسمه الأول، والذي كان بعنوان "رامز قلب الأسد" على تعريض ضيوفه من النجوم، لمواقف غير متوقعة، ومثيرة للرعب.

في ذلك الموسم كانت تتم دعوة نجمة أو نجم بحجة إجراء لقاء إعلامي معه، ثم يفاجأ بأسد يحاصره عند باب المصعد المعطل، ويتم تصوير ردود أفعاله خلال ذلك عبر غرفة مراقبة خاصة يجلس فيها جلال، ثم يفاجأ النجم بأن من فعل المقلب به هو رامز جلال.

تفسير نفسي

تقول الدكتورة منى حمدي، استشارية الصحة والإرشاد النفسي لـ"النهار العربي": "إن البعض يهاجم وينتقد  أموراً وأشخاصاً، ثم نجده يتابعها، بل ويبحث عنها، وقد يبدو هذا واضحاً في عصر السوشيال ميديا، وحمّى التريند، وقد يبدو أمراً غريباً للعامة، لكنه في علم النفس يوضع ضمن بديهيات تركيبة النفس البشرية، وأحدها التناقضات".

 فالنفس البشرية، حسبما توضح الاستشارية النفسية "مليئة بالتناقضات، ويزيد ذلك وينقص وفق درجة السواء، واللا سواء لدى الإنسان، ويقل كثيراً مع الوعي العام، والوعي بالذات ومراقبتها (أو ما يُعرف بالاستبطان الذاتي)".

وتضيف حمدي: "هذا السلوك يتجلى بوضوح في برنامج رامز جلال، كمثال. يخرج الجميع لشجبه والتنديد به، ثم يشاهدونه ويتابعونه! هذا ببساطة هو خليط من الفضول، وحمى التريند، وقوة العادة".

وتوضح استشارية الصحة النفسية أن "الفضول يصيب كل البشر بدرجات، وهي جزء من تركيبة الإنسان، تشكل انجذاباً لا إرادياً يتعذر مقاومته، وجميع البشر يولدون بتلك النزعة الفضولية، بدرجات متفاوتة، لتدعم الحافز السيكولوجي للاستكشاف والمعرفة، ولكن أحياناً تتحوّل لسمة بلا ضوابط، ولا قوانين خاصة".

وتنتقل في حديثها إلى "السلوك الجمعي، ومسايرة سلوك الجماهير، ليدفع بالإنسان ليفعل مثل الجميع، وهذا الجميع قد يكون قليل العدد، لكنه ظاهر، وحاضر بقوة، ومُروّج له، وهذا ما تحققه مواقع التواصل الاجتماعي".

"إنه الدفع بالجميع في اتجاه السلوك الجمعي، والاستجابة للفضول الفطري، وإن كان في غير اتجاهه الصحيح، إنها خطة ممنهجة" تقول استشارية الصحة النفسية، "ثم تأتي قوة العادات لتكمل الصورة، وترسخ السلوك، وان كان سلبياً، فالبرنامج لسنوات طويلة يُعرض بانتظام وقت الإفطار، ليرتبط بفسيولوجية الجسم، ومساراته العصبية، ومعزوفة الجهاز الهرموني، حيث سعادة لحظة الإفطار، وطقوس التوقيت، واعتياد المخ. والعادة أقوى من العقل والمنطق".

الدّخول للسّيرك

يقول الناقد الفني معتمد عبد الغني "إن برنامج رامز جلال بالنسبة للجمهور مثل تذكرة دخول السيرك، قد تستهجن قانون الغاب، لكن ليس لديك مانع من مشاهدة استعراض الحيوانات المفترسة للتسلية. الأمر نفسه ينطبق على مقالب رامز التي لم تعد تقدم الجديد في تسلسل الفقرات، والجمهور صار عارفاً بالمحتوى قبل عرضه من خلال الإعلان الدعائي، لكن يستمر في مشاهدته لسببين، الأول هو غرض التسلية، والثاني هو جودة الحبكة التي يقدمها رامز، وهي السبب الأساسي لاستمراريته وتميزه عن باقي البرامج التي حاولت منافسته خلال 12 موسماً حمل اسمه مذيلاً بموضوع المقلب الجديد".

ويرى عبد الغني أن "هناك سبباً آخر مرتبطاً بنفسية الجمهور الذي تحركه عاطفة الاستياء مما يقدمه رامز جلال، ومع ذلك يواظب على مشاهدته من منطلق الرفض الظاهري للسلوك الذي يمارسه مع ضيوف برنامجه، لكن في الحقيقة المتفرج يميل في أعماقه لرؤية النجوم والمشاهير يصرخون ويبكون، ويستمتع بالرعب الذي ينتابهم على الشاشة، وهذا نابع من طبيعة بشرية تنجذب إلى أفلام الرعب، وإلى مشاهد التدمير في أفلام هوليوود الشهيرة، وهو أمر يدركه جيداً القائمون على البرنامج".

ويشير الناقد الفني إلى "دوام التركيز على فقرة الرعب - الذروة في الإعلان الدعائي، غير مبالين بحرق الحبكة وتكرارها 30 يوماً، لأن المشاهد ينتظر الجديد من رد فعل الضيف نفسه الذي يفقد أعصابه ويخرج عن شعوره عند اكتشاف المقلب، ولاحظ معي أن الحلقات التي يبدو فيها الضيف هادئاً ومتماسكاً، لا تحقق دوياً ومشاهدات عالية، مثل حلقة محمد محيي، أو محمد رياض وزوجته رانيا محمود يس في حلقات إحدى المواسم السابقة، عكس نجوم آخرين صارت ردود أفعالهم الغاضبة علامة مسجلة، وينتظرها الجمهور بشغف، مثل فيفي عبده التي ظهرت في أكثر من موسم مع رامز".

عن "النهار" العربي

الصفحة الرئيسية