كيف قرأت الإمارات إعلان السعودية هدف الحياد الصفري بحلول 2060؟

كيف قرأت الإمارات إعلان السعودية هدف الحياد الصفري بحلول 2060؟


24/10/2021


أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، بإعلان المملكة العربية السعودية عن سعيها للوصول إلى الحياد الصفري للكربون بحلول العام 2060، وثمنت رؤية قيادتها وحكومتها وشعبها في هذه الخطوة الطموحة والبناءة، وأثنت على عقد "منتدى مبادرة السعودية الخضراء" أمس في الرياض، وجهود المملكة لإيجاد حلول عملية للتصدي لتداعيات تغير المناخ. وقالت الإمارات بحسب ما نقلت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إنّ هذه المبادرة السعودية تؤكد "الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به منطقتنا في إيجاد حلول عملية في هذا المجال".

اقرأ أيضاً: كوارث البيئة تستبق قمة المناخ الــ 26 .. فهل تدفع نحو التزام جديد؟

وقد أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط بالعالم، السبت اعتزامها الوصول للحياد الكربوني بحلول العام 2060، فيما تحاول المملكة تنويع اقتصادها، وذلك قبل أيام من انطلاق المؤتمر الدولي للمناخ "كوب 26" في غلاسكو (إسكتلندا)، كما أوردت "وكالة الأنباء الفرنسية".

وبهذا الإعلان، تنضم المملكة إلى الصين وروسيا-أكبر مستهلك ومنتج للنفط في العالم على التوالي- اللتين حددتا عام 2060 كهدف لهما، مما يعقّد محاولات التوصل إلى إجماع في قمة "كوب 26" التي تنطلق في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في غلاسكو، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

 

أثنت دولة الإمارات على عقد "منتدى مبادرة السعودية الخضراء" أمس في الرياض، وجهود المملكة لإيجاد حلول عملية للتصدي لتداعيات تغير المناخ

 

وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إنّ السعودية قد تصل إلى الهدف قبل عام 2060 لكنها اختارت ذلك التاريخ لأنّ خبراء الأمم المتحدة يتوقعون أنّ معظم تقنيات المناخ لن تنضج قبل عام 2040 وقال الأمير إنّ المملكة ستلبي احتياجات الطاقة المحلية من خلال التحول إلى مصادر متجددة بنسبة 50٪، وتخطط لخفض 90 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من خلال التركيز على الصناعة والنقل والبناء. وتشكل هذه القطاعات الثلاثة 90٪ من الطاقة التي تستهلكها السعودية.

 

اقرأ أيضاً: الشرق الأوسط من بين أكثر مناطق العالم عرضة للتهديدات البيئية بسبب التغيرات المناخية

وأضاف الأمير كما تنقل "وول ستريت جورنال": "نحتاج إلى ذلك الوقت وهذه المساحة للسماح لنا بالقيام بذلك بشكل صحيح". وتابع: "إنّ (الهدف) لعام 2060 سيمكننا من تحقيق انتقال سلس وقابل للتطبيق من دون المخاطرة بالتأثيرات الاقتصادية أو الاجتماعية".

صعوبة الوصول إلى أهداف المناخ

وبحسب "وول ستريت جورنال" تجادل المملكة العربية السعودية، جنبًا إلى جنب مع الحلفاء الرئيسيين المنتجين للنفط، بما في ذلك منظمة البلدان المصدرة للبترول، علنًا وسراً بأن أي دعوات لخفض الاستثمار تتم الموافقة عليها في محادثات جلاسكو قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتوسيع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة. وتوضّح الصحيفة: ظهرت الدول المنتجة للنفط كمجموعة هائلة تقاوم ما تصفه بأنه دفعة غير واقعية من قبل الدول الغنية للحد من الاستثمار في الوقود الأحفوري كوسيلة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وقالت وكالة الطاقة الدولية، وهي مجموعة تراقب قضايا الطاقة وتضم أعضاؤها الكثير من دول العالم المتقدم، في أيار (مايو) الماضي إنّ الحكومات والشركات يجب أن توقف على الفور الاستثمار في تطوير النفط والغاز الجديد إذا كان العالم يريد تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.

من جانبها، ترى صحيفة "فايننشال تايمز" أنّ مكانة السعودية في أسواق الطاقة العالمية توضح مدى تعقيد الوصول إلى أهداف المناخ. وبينما حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن جعل معالجة تغير المناخ حجر الزاوية في إدارته، فقد دعا أيضًا منظمة أوبك التي تقودها السعودية إلى زيادة إنتاج النفط في الأشهر الأخيرة للمساعدة في تهدئة الأسعار، التي ارتفعت إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات.

 

فريد كيمب: نؤمن أنّ السعي لتحقيق الحياد المناخي يحفز الفرص الاقتصادية، ويعتبر وسيلة لاستثمار هذه الفرص في اكتساب المعرفة وتطوير صناعات جديدة، وخلق فرص عمل في مجالات مستقبلية

 

 وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا إلى أكثر من خمسة أضعاف مستواها قبل عام بسبب زيادة الطلب في آسيا وتقلص الإمدادات، بما في ذلك الصادرات المقيدة من روسيا إلى أوروبا الغربية. وتضيف "فايننشال تايمز" أنّ ذلك قدّم ذخيرة لمنتقدي التعجيل بخفض الاستثمارات في الوقود الأحفوري، على الرغم من أنّ القادة السياسيين في أوروبا والولايات المتحدة جادلوا بأنه يسلط الضوء أيضًا على مخاطر الاعتماد على النفط والغاز المستورد.

الإمارات والحياد المناخي

ولدى مشاركته، أمس، في جلسة نقاشية في المنتدى السعودي، ورداً على سؤال فريد كيمب، الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي ومدير الجلسة، حول المبادرة الاستراتيجية الإماراتية الأخيرة للسعي لتحقيق الحياد المناخي في الإمارات بحلول عام 2050، أوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، أن الهدف الاستراتيجي لهذه المبادرة ينسجم مع مسار التنمية الذي باشرت به دولة الإمارات لتنويع اقتصادها.
وقال إنّ المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي في الإمارات بحلول عام 2050 هي برنامج اقتصادي يتماشى مع رؤية الإمارات للسنوات الخمسين المقبلة، و"نحن نؤمن أنّ السعي لتحقيق الحياد المناخي يحفز الفرص الاقتصادية، ويعتبر وسيلة لاستثمار هذه الفرص في اكتساب المعرفة وتطوير صناعات جديدة، وخلق فرص عمل في مجالات مستقبلية".


وأضاف "لذلك، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي بادرت إلى بناء القدرات في مجال الطاقة المتجددة، وأصبحت اليوم تدير ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم. وستركز دولة الإمارات على التعاون مع دول المنطقة والعالم لاستثمار هذه الفرص من أجل زيادة قدرة الطاقة المتجددة في الدولة بمعدل أربعة أضعاف لتصل إلى نحو 9 جيجاواط بحلول نهاية عام 2025"، بحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
وقال الوزير الإماراتي "تشكل الموارد الهيدروكربونية حالياً أكثر من 80% من نظام الطاقة العالمي، ويمثل النفط والغاز تحديداً حوالي 55% من هذه الموارد. وسيستمر الدور المهم للنفط والغاز في تلبية احتياجات العالم من الطاقة للعقود المقبلة. وفي الوقت الحالي، تلبي مصادر الطاقة المتجددة 7% فقط من الطلب العالمي على الطاقة. مما يعني أننا بحاجة إلى مزيد من الوقت إلى أن تكون المصادر المتجددة قادرة على تلبية المزيد من احتياجات العالم من الطاقة".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية