كورونا.. أين وصل العلم في أبحاثه المتعلقة بالفيروس؟

كورونا.. أين وصل العلم في أبحاثه المتعلقة بالفيروس؟


24/08/2020

مع استمرار فيروس كورونا بالتفشي في دول العالم، يواصل العلماء والباحثون من مختلف الدول دراساتهم وتجاربهم على الفيروس المستجد والمصابين به، لتتوالى الحقائق الجديدة التي تساعد العلم في معركته للقضاء على الفيروس، والتي تُسهم أيضاً في رفع منسوب الوعي بأعراض المرض وطرق انتشاره والوقاية منه لدى عامة الناس.

وفي هذا التقرير تُقدّم حفريات قائمة بأبرز الحقائق التي توصلت إليها الدراسات والأبحاث الحديثة:

تؤخذ بلازما الدم التي تحتوي على الأجسام المناعية المضادة لمرض (كوفيد- 19) من الأشخاص المتعافين من الفيروس التاجي المستجد

العلاج بالبلازما

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي مساء أمس، عن مصادقة بلاده على استخدام بلازما الدم المستخرجة من المتعافين من فيروس كورونا، واصفاً العلاج الذي استخدمته بعض الدول في وقتٍ سابق بالإنجاز التاريخي، ويأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (إف دي إيه) عن السماح باستخدام هذه التقنية.

وتؤخذ بلازما الدم التي تحتوي على الأجسام المناعية المضادة لمرض "كوفيد-19" من الأشخاص المتعافين من الفيروس التاجي المستجد، الأمر الذي يُحفّز مناعة المرضى لمواجهة الفيروس الذي يواصل انتشاره متسبباً في إصابة عشرات الملايين حول العالم، وفق ما أورد موقع الحرة.

ويتكون الدم من 4 أجزاء، هي؛ كريات الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين، وكريات الدم البيضاء، المسؤولة عن دعم الجهاز المناعي، والصفائح الدموية التي تعمل على تشكيل التجلطات الدموية لوقف النزيف، والجزء السائل من الدم والمعروف باسم "البلازما" الذي يُشكّل نصف حجم الدم ويُساعد على توزيع البروتينات والمواد الغذائية على جميع أنحاء الجسم، لكنّ العلماء مهتمون بالجزء الأخير لعلاج مرضى "كوفيد - 19" لاحتوائه على الأجسام المضادة بعد العدوى، وهي بروتينات يمكن أن ترتبط بسطح الميكروبات المعادية وتساعد الجهاز المناعي على تفكيكها.

تزيد الرطوبة من حجم قطرات الرذاذ المُحمّلة بالفيروس، ما يؤدي إلى سقوطها من الجو بشكل أسرع وتقليل فرص استنشاقها 

ما علاقة ارتفاع الرطوبة بانتشار كورونا؟

توصلت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين الهنود والألمان إلى أنّ نسبة الرطوبة في الجو واحدة من العوامل المحدّدة لمعدلات انتشار فيروس كورونا عبر الجو في الأماكن المغلقة.

ويشير تقرير الباحثين، الذين اعتمدوا على تقييم دراسات حديثة واختبارات سابقة لفيروسات مماثلة لكورونا مثل فيروس "إتش ون إن ون" المُسبب لإنفلونزا الخنازير وفيروس "ميرس-كوف" المُسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، يشير إلى أنّ الرطوبة تزيد من حجم قطرات الرذاذ المحمّلة بالفيروس، ما يؤدي إلى سقوط القطرات من الجو بشكلٍ أسرع، الأمر الذي يُقلّل من فرص استنشاق الرذاذ المحمّل بالفيروس.

اقرأ أيضاً: ما بعد كورونا: هل نحن جاهزون "للتعليم عن بُعد"؟

ويوصي الباحثون بضرورة الإبقاء على نسبة رطوبة لا تقل عن 40 بالمئة ولا تزيد عن 60 بالمئة في الأماكن المُغلقة للتقليل من احتمالات انتشار الفيروس، كما حذّر الباحثون سكان المناطق الاستوائية من أنظمة التبريد القوية التي تتسبّب في جفاف الجو بالأماكن المغلقة، وهو ما يعني نشاط أكبر للفيروس، وفق ما أورد موقع "دويتش فيله".

مصابو كورونا يفقدون حاسة الشم.. ما السبب؟

توصلت بعض الدراسات والأبحاث المُعدّة في وقت سابق إلى أنّ عرضاً جديداً ظهر على مصابي فيروس كورونا ويتمثل بفقدانهم حاسة الشم، لكنّ العلماء لم يتمكنوا من تفسير الظاهرة، إلى أن توصلت دراسة حديثة نشرت نتائجها في موقع "تايمز نيوز ناو"، إلى أنّ سبب فقدان الكثير من المصابين لحاسة الشم في الوقت الذي لا تظهر عليهم أعراض أخرى، يعود إلى وجود مستويات عالية من إنزيم "الأنجيوتنسين المحوّل" (ACE-2) في منطقة الأنف، وتحديداً بالمناطق المسؤولة عن حاسة الشم.

فقدان حاسة الشم لدى مصابي كورونا يعود لوجود مستويات عالية من إنزيم (الأنجيوتنسين المحوّل) في الأنف

تشير الدراسة، التي عكف عليها مدير قسم طب الأنف بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية البروفيسور أندرو لين والباحث المشارك في نفس الكلية الدكتور مينغفي تشين والتي تبحث في الأنسجة المأخوذة من أنوف مرضى "كوفيد - 19"، تشير إلى أنّ الجزء المسؤول عن الرائحة في الأنف قد يُشكّل موطئ قدم لفيروس كورونا يخترق من خلاله جسم الإنسان.

قد يُسهم الأطفال المصابون بالفيروس في نشر العدوى بدرجة أكبر من نظرائهم البالغين لأنّهم يحملون حمولة فيروسية أعلى من البالغين

الأطفال.. هل ينشرون كورونا بصمت؟

أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أنّ الأطفال ليسوا محصنين ضد الإصابة بفيروس كورونا، لكن من النادر إصابتهم بأعراض أو مضاعفات شديدة من المرض، كما تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ نسبة الوفيات بين الأطفال بسبب مرض "كوفيد - 19" محدودة للغاية.

ورغم أنّ الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا مقارنة بالبالغين، إلّا أنّ دراسة حديثة قام عليها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام ومستشفى الشامل للأطفال في الولايات المتحدة، تشير إلى أنّ الأطفال المصابين بالفيروس قد يُسهمون في نشر العدوى بدرجة أكبر من نظرائهم البالغين، نظراً لأنّهم يحملون حمولة فيروسية أعلى مقارنة بالبالغين، وفق ما أورد موقع "الشرق الأوسط".

اقرأ أيضاً: روسيا تطرح لقاحها الثاني لكورونا خلال شهرين.. تفاصيل

نبتة الشيح .. أمل جديد لعلاج كورونا

إلى ذلك، توصّل مجموعة من الباحثين في معهد "ماكس بلانك" في بوتسدام إلى جانب أخصائيين من جامعة برلين، إلى أنّ نبتة الشيح والمعروفة أيضاً باسم "أرتيميسيا"، أثبتت نجاعتها في الحدّ من فاعلية فيروس كورونا.

وكانت النبتة ذاتها قد أثبتت فاعليتها في مكافحة مرض الملاريا؛ إذ يستخدم الأطباء مادة "الأرتيميسينين" المستخلصة من هذه العشبة منذ أكثر من 20 عاماً.

توصّل مجموعة من الباحثين إلى أنّ نبتة الشيح أثبتت نجاعتها في الحدّ من فاعلية فيروس كورونا

ورغم إشارة البحوث المخبرية إلى أنّ النبتة أثبتت نجاعتها ضد فيروس كورونا المستجد، إلّا أنّ العلماء ينتظرون تقديم الدراسات السريرية الدليل القاطع لفاعليتها قبل اعتمادها.

الصفحة الرئيسية