في ذكرى ثورة (25 يناير)... الإخوان يناورون حتى الرمق الأخير

في ذكرى ثورة (25 يناير)... الإخوان يناورون حتى الرمق الأخير

في ذكرى ثورة (25 يناير)... الإخوان يناورون حتى الرمق الأخير


25/01/2024

انقسامات وانشقاقات وإخفاقات لاحقت جماعة الإخوان المسلمين منذ 2013، لكنّها تواصل استغلال المناسبات الوطنية لإعادة إحياء إرثها، محاولة العودة إلى المشهد السياسي، خاصة ذكرى ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، التي فتحت الباب أمامهم للانقضاض على الحكم في مصر.

جماعة الإخوان، المدرجة على قوائم الإرهاب، ترفض حقيقة أنّها أصبحت غير موثرة على الشارع المصري، وأنّ الشعوب لفظتها، فمع اقتراب الذكرى الـ (13) لأحداث (25 يناير)، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي عبر كتائب الإخوان الإلكترونية بدعوات للتظاهر والإضراب العام، إلا أنّ تلك الدعوات المشبوهة قوبلت بتجاهل تام من المصريين.

ووفق موقع (العين الإخبارية)، أطلق الإخواني الهارب بتركيا محمود فتحي دعوة للإضراب العام في مصر، مستغلاً اسم "طوفان الأقصى" عبر تحويله إلى شعار "طوفان الأمّة"، استعداداً لإحياء الذكرى الـ (13) للاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، لكنّ هذه الدعوة التي روّج لها عناصر الإخوان بكثافة خلال الأيام الماضية، سرعان ما تحطمت على صخرة استقرار الواقع، ليكون مصيرها شبيهاً بما لاقته دعوات مماثلة في مناسبات عديدة قوبلت بتجاهل تام؛ بفضل وعي المصريين، ويقظة أجهزة الأمن.

وفي السياق، حذّر وزير الداخلية المصري محمود توفيق من سعي تنظيم الإخوان المحظور إلى إحياء نشاطه عبر توظيف "لجان إعلامية" لترويج "الإشاعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف".

أديب: ذكرى 25 كانون الثاني (يناير) تأتي دائماً ومعها تأكيد تراجع وانحسار جماعة الإخوان

وقال وزير الداخلية المصري بمناسبة "عيد الشرطة" الـ (72)، الذي يجري الاحتفال به في 25 كانون الثاني (يناير)، وهو اليوم الذي شهد انتفاضة (25 يناير) 2011: إنّ الجماعة تعمل على "توظيف اللجان الإعلامية لترويج الإشاعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف لزعزعة الاستقرار والسلام المجتمعي"، مؤكداً اتخاذ الجماعة "لبعض العناصر التي تختلف معها فكرياً واجهة لتحقيق أهدافها المؤثمة تحت شعار (اختلاف الفكر ووحدة الهدف"، وفق ما نقلت صحيفة (اليوم السابع).

وأشار توفيق إلى "إجهاض (129) محاولة لتكوين بؤر إرهابية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدّر قيمتها السوقية بـ (3.6) مليارات جنيه، لتورطها في تقديم الدعم المالي لتنظيم الإخوان المدرج على قوائم الارهاب."

 

جماعة الإخوان المسلمين تواصل استغلال المناسبات الوطنية كذكرى ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، لإعادة إحياء إرثها، محاولة العودة إلى المشهد السياسي.

 

كما حذّر وزير الداخلية المصري من محاولات "التنظيمات الإرهابية" استغلال تراجع الأوضاع الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط، لإعادة التمركز و"تكوين بؤر جديدة" تتخذها منطلقاً لـ "التمدد واستعادة قدراتها في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وتدريبه افتراضياً ودفعه للقيام بأعمال عنف تستهدف مقدرات بلاده".

من جهته، يرى وكيل جهاز "أمن الدولة" السابق فؤاد علام أنّ الجماعة "تواصل انتهاج الفكر المتطرف والصدام مع الدولة"، وأنّ الجماعة التي تعرضت للتفكيك في مصر "تعمل على إعادة تنظيم نفسها بالخارج بشكل أكبر، خاصة في تركيا وسوريا"، مشيراً إلى أنّ "وجودها بالمناطق التي تشهد أعمالاً إرهابية في سوريا يعكس توجهها الحالي لتدريب أعضائها وقياداتها على الأعمال العسكرية والتحرك المسلح".

وأشار في تصريح صحفي نقلته صحيفة (العرب) اللندنية إلى أنّ "استعادة قوة الدولة المصرية ورصد الاتصالات التي يقوم بها أعضاء التنظيم في الخارج بالموجودين في الداخل، بالإضافة إلى الرفض الشعبي للجماعة والنظر إليها بوصفها أحد الأسباب التي دفعت البلاد لمرحلة حرجة للغاية، أمور تساعد في إجهاض أيّ مخططات يعتزم التنظيم القيام بها".

ورغم عدّ وكيل جهاز "أمن الدولة" السابق أنّ "تنظيم الإخوان" جرى تفكيكه بالكامل داخل مصر، ولم يعد له وجود أو تأثير، فإنّه يرى أنّ عدد البؤر الإرهابية التي أحبطتها الداخلية المصرية في 2023 "كبير جداً"، الأمر الذي يتطلب "يقظة أمنية" مستمرة، مشيراً إلى أنّ "تفكيك التنظيم" لا يعني وجود "تراخٍ أمني" في التعامل مع محاولاته للعودة، وهي صفة تتسم بها غالبية التنظيمات الإرهابية، خاصة العابرة للحدود على غرار الإخوان".

 

الجماعة ترفض حقيقة أنّها أصبحت غير موثرة على الشارع المصري، وأنّ الشعوب لفظتها، ودعوات التظاهر والإضراب العام قوبلت بتجاهل تام من المصريين.

 

من جهته، يعتقد مستشار (مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) الدكتور حسن أبو طالب أنّ "التنظيم فكّك بشكل كبير داخل مصر، فلم يعد بالقوة التي كان عليها قبل 2011 أو حتى في 2013، وهو أمر يربطه بعدة عوامل؛ من بينها الضغوط الكبيرة التي تعرّض لها في الداخل والانقسامات التي شهدها بين قياداته وأدت إلى إحداث حالة من الارتباك بين قياداته داخل أو خارج مصر".

وأشار إلى أنّ "استعادة قوة الدولة المصرية ورصد الاتصالات التي يقوم بها أعضاء التنظيم في الخارج بالموجودين في الداخل، بالإضافة إلى الرفض الشعبي للجماعة والنظر إليها بوصفها أحد الأسباب التي دفعت البلاد لمرحلة حرجة للغاية، أمور تساعد في إجهاض أيّ مخططات يعتزم التنظيم القيام بها"، مؤكداً أنّ فكرة "الجماعة" لم تنته، ولم يتم القضاء عليها بشكل كامل."

من جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية منير أديب لـ (العين الإخبارية): إنّ "ذكرى 25 كانون الثاني (يناير) تأتي دائماً ومعها تأكيد تراجع وانحسار جماعة الإخوان الإرهابية، وإن كان علينا الاحتفال بتلك الذكرى، فسيكون لأنّها كانت كاشفة لتلك الجماعة وأفكارها، حتى لو وصلت إلى السلطة".

وأضاف أنّ الذكرى التي وصل من خلالها الإخوان إلى الحكم، والعديد من التنظيمات الإسلاموية، تحولت إلى ذكرى انكسار وانحسار للفكرة المؤسسة، سواء في مصر أو في العديد من العواصم العربية، فقد لفظت الشعوب العربية أفكار هذه الجماعة، وربما لم يستغرق حكمهم في مصر عاماً واحداً، رغم محاولاتهم الوصول إلى الحكم لقرابة (100) عام تقريباً.

وأوضح خبير شؤون الحركات الإسلامية أنّ الخلافات دبت أيضاً داخل التنظيم، وبعضها مرتبط بأمور مالية وأخرى بالمناصب، معتبراً أنّ تلك الخلافات قد كشفت الإخوان، مؤكداً أنّه يجب عدم الاكتفاء بمجرد سقوط هؤلاء من الحكم أو انكسارهم وانحساهم، لأنّ الإخوان وكل تنظيمات الإرهاب والعنف والتطرف مثل الجرثومة التي تنخر في الوطن والقيم الوطنية.

ورأى أديب ضرورة أن تستمر المواجهة مع الجماعة وتنظيمات الإرهاب والعنف والتطرف، موضحاً أنّها ليست مواجهة أمنية فقط، وإنّما على صعيد تفكيك الأفكار حتى لا يُعاد إنتاجها.

 بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي أنّ الثورة سُرقت؛ نتيجة قيام جماعة الإخوان الإرهابية بالسطو على حكم مصر، ونجحوا بمهارة في خطف البلاد مدة عام كامل، لهذا كان لا بدّ من تصحيح مسار الثورة.

 

إجهاض (129) محاولة لتكوين بؤر إرهابية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدّر قيمتها السوقية بـ (3.6) مليارات جنيه؛ بسبب دعمها الإخوان.

 

وأضاف فهمي أنّ الثورة سُرقت بالفعل، واستردادها كان صعباً ومكلفاً، وقد كلف الدولة المصرية والأجهزة الأمنية الكثير، والآن نحن ما نزال في مرحلة تصحيح المسار بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) .

وأشار فهمى إلى أنّه بعد مرور (13) عاماً على الثورة، لا بدّ أن نتساءل: وماذا بعد؟ خاصة أنّ هناك ثورة أخرى حدثت صححت المسار، وبنت عقداً اجتماعياً وسياسياً، وبالتالي نحن أمام ثورتين، أقرّهما دستور البلاد، ولا بدّ من استلهام روح الثورتين.

وأكد فهمي أنّه بعد قيام ثورتين، لا بدّ أن يشعر المصريون بحجم التغيير الحادث فى البلاد، فرغم أنّ البلاد تنعم باستقرار أمني واستقرار سياسي نتيجة التغيير في المجالس النيابية وبناء دستور، لكن يجب أن تكون هناك فعالية لمؤسسات الدولة، ولا بدّ من تقليل العبء على المصريين، مشيراً إلى أنّ الناس قبل 25 كانون الثاني (يناير) كان لديهم طموحات سياسية، والآن الناس لديهم طموحات اقتصادية .

وكان الإخوان جزءاً رئيسياً من المشهد الذي تشكّل في مصر بعد أحداث 25 كانون الثاني (يناير) 2011، وقد هيمنوا على أول برلمان منتخب بعد تلك الأحداث، ثم فاز مرشحهم محمد مرسي بالرئاسة في حزيران (يونيو) 2012، لكن نتيجة السياسات والقرارات الفاشلة والتركيز على الإقصاء، ورهن دولة بقيمة مصر لأجندة ضيقة كادت تدفعها إلى حرب أهلية، خرج المصريون إلى الشوارع، وأسقطوا حكم الجماعة الإرهابية في 30 حزيران (يونيو) 2013.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة

الصفحة الرئيسية