طالبان تحشد عناصرها لقتال داعش في أفغانستان... تفاصيل

يقف تنظيم داعش عقبة أمنية كبيرة في مواجهة سيطرة حركة طالبان على أفغانستان؛ ممّا دفع الحركة إلى حشد عناصرها لمواجهة التنظيم.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمنيين بطالبان أنّ الحركة نشرت أكثر من (1300) مقاتل إضافي في إقليم ننغرهار الشهر الماضي، مع أوامر بزيادة وتيرة العمليات ضد داعش هناك.

ويقول سكان جلال آباد ومقاتلو طالبان: إنّ الغارات الليلية التي شنتها الحركة على من يشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم "الدولة الإسلامية في خراسان" تزداد، وقد اختفى العديد منهم أو قتلوا، بحسب ما أورده موقع الحرّة.

قال قاري نور الله فاتح، وهو مقاتل من طالبان يعمل تحت جناح استخبارات الجماعة في جلال آباد: القتال صعب، وفي بعض الأحيان يكون وحشياً

وقال قاري نور الله فاتح، وهو مقاتل من طالبان يعمل تحت جناح استخبارات الجماعة في جلال آباد: "القتال صعب، وفي بعض الأحيان يكون وحشياً، لكن علينا القضاء على داعش، ليس فقط من أجل أفغانستان، ولكن من أجل العالم بأسره". 

وأضاف: "إذا لم يستسلموا، فسوف نقتلهم".

وتنفّذ الوحدة التي ينتمي إليها فاتح عمليات بحث متعددة عن عناصر داعش المشتبه بهم في جلال آباد، وبحسب فاتح فإنّ (7) إلى (10) من المشتبه بانتمائهم إلى الدولة الإسلامية يُعتقلون في جلال آباد أسبوعياً وأنّ (6) يُقتلون.

وفي مقابل الحملة التي تقوم بها حركة طالبان في الإقليم الشرقي، دعا تنظيم داعش سكان ننغرهار إلى الانتفاض والمقاومة. 

وتقول "واشنطن بوست": إنه "من غير الواضح عدد المقاتلين الجدد الذين انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".

غير أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة، تعزّز التنظيم، وأصبح أكثر نشاطاً، ووسّع وجوده في كل مقاطعة أفغانية تقريباً، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

وكانت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان قد قالت الأربعاء الماضي: إنّ تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وسّع نطاق عملياته، وإنه الآن "يبدو موجوداً في جميع الأقاليم".

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة ديبورا ليونز لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: إنّ "رد فعل حركة طالبان مثير للقلق؛ لأنها تعتمد بشكل كبير فيما يبدو على عمليات الاعتقال والقتل خارج نطاق القانون" للمشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان".

وقد شكّلت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان أولى التحديات المستمرّة لقبضة طالبان على الأمن، منذ أن سيطرت الحركة على البلاد في آب (أغسطس) الماضي. 

لكنّ القتال المتصاعد في ننغرهار يهدد باستنفاد موارد طالبان المحدودة، وزيادة نفور العديد من الأفغان، حسبما تقول "واشنطن بوست".

ويأتي ذلك بالتزامن مع عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على (3) من قادة فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أفغانستان، ورجل آخر اتهمته بتسهيل العمليات المالية للتنظيم.