صحافيو السودان يشكلون أول اتحاد لهم منذ 33 عاماً... هل يكون انطلاقة لنقابات أخرى؟

صحافيو السودان يشكلون أول اتحاد لهم منذ 33 عاماً... هل يكون انطلاقة لنقابات أخرى؟


31/08/2022

في تجربة نقابية هي الأولى منذ قيام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بحل نقابة الصحافيين المستقلين في 1989، أعلن صحافيون سودانيون تشكيل أول اتحاد لهم، ليطالبوا من خلاله بحقوقهم بعد أعوام من الاضطهاد في عهد البشير، والقمع بعد الانقلاب العسكري في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وانتخب مئات الصحافيين الذين شاركوا في العملية عبد المنعم أبو إدريس، (58) عاماً، الصحفي بوكالة الأنباء الفرنسية "نقيباً" للصحافيين، و(39) آخرين لمجلس النقابة، رغم عدم الاعتراف بها رسمياً، لكنّ نشطاء وصفوها بأنّها "خطوة مهمة نحو إعادة ترسيخ الحريات بعد الانقلاب العسكري".

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن إدريس قوله: إنّه يوم "تاريخي"، مضيفاً: "سيكون يوماً بارزاً للنقابات، وهو اليوم الذي نمارس فيه ديمقراطيتنا في ظل حكم عسكري، وعلى الرغم من كل القيود التي تمنعنا من القيام بذلك، أعتقد أنّ المهن الأخرى ستحذو حذوها".

أعلن صحافيون سودانيون تشكيل أول اتحاد لهم، ليطالبوا من خلاله بحقوقهم بعد أعوام من الاضطهاد في عهد البشير

وقد تعرّض الصحافيون في عهد البشير للسجن والتعذيب، وقضى المئات منهم أعواماً خلف القضبان بسبب تغطيات لم تعجب حكومة البشير وقتها، على حدّ قول "الغارديان".

وفي عام 2016، شكّل تحالف غير رسمي من الأطباء والمحامين والصحفيين والمعلمين جمعية المهنيين السودانيين للدفاع عن الحقوق، وقد لعبت دوراً بارزاً في التظاهرات التي أدت إلى الإطاحة بالبشير في عام 2019 وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.

 إنجاز عظيم

اعتبرت الصحافية السودانية مشاعر دراج، التي تم انتخابها عضوة في مجلس النقابة، في تصريحات لقناة "الحرة" الأمريكية"، أنّ "تأسيس نقابة بعد (33) عاماً من القمع والظلم خلال فترة نظام الديكتاتور المخلوع الرئيس عمر البشير، هو إنجاز عظيم".

انتخب مئات الصحافيين الذين شاركوا في العملية عبد المنعم أبو إدريس الصحفي بوكالة الأنباء الفرنسية "نقيباً"

ورأى خالد أحمد، سكرتير شبكة الصحافيين المهنيين التي كانت ضمن قوى الحرية والتغيير التي قادت الثورة ضد نظام البشير، أنّ "النقابة هي تتويج لنضالات الصحفيين السودانيين في مواجهة الشمولية"، مضيفاً أنّ "النقابة الحالية جاءت نتيجة لحوار عميق بين الأجسام الصحفية".

وكان لنقابات الظل، التي نشأت لمعارضة استبداد عمر البشير الذي ملأ النقابات بأعضاء موالين للنظام، دور أساسي في الانتفاضة التي أطاحت به في عام 2019.

 تنقيح السجل

تضم النقابة (1164) عضواً، شارك (659) منهم في الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، رغم محاولات منع إجرائها من قبل الموالين لنظام البشير والمتحالفين مع النظام العسكري القائم،  أمّا عدد الصحفيين الحقيقي، فهو "غير معروف"، وفقاً لما نقلته "الحرة" عن خالد أحمد، "باعتبار أنّ اتحاد الصحافيين في فترة النظام السابق كان يسمح في السجل الصحفي لكلّ العاملين في مكاتب الإعلام في الوزارات الحكومية أن يكون جزءاً من السجل الصحافي".

وأوضح: "ستجد ضباطاً في الشرطة يحملون بطاقات صحفية تتبع لاتحاد الصحفيين الذي تم حله من قبل حكومة الثورة، وكان يستفيد من هذه العضوية في عملية الانتخابات، حيث السجل الصحفي وقتها كان يحتوي على أكثر من (5) آلاف صحفي، وهذا الأمر غير صحيح، لأنّ العاملين في الصحافة لا يتعدى الـ (2000)".

وتؤكد دراج، من جانبها، أنّ النقابة "ستعمل على تنقيح السجل الصحفي لمعرفة من هم الصحافيون الممارسون للمهنة من غيرهم، خاصة أنّ اتحاد الصحفيين السابق التابع لنظام الإنقاذ كان يعطي القيد الصحافي للضباط في الجهاز والشرطة ومسؤولي العلاقات العامة والإعلام بالوزارت، وفي الوقت نفسه كان هؤلاء الضباط هم من يحققون مع الصحافيين عند استدعائهم".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية