خير الإمارات يتواصل في "رمضان" ويترفق بآلام الفقراء والمرضى

خير الإمارات يتواصل في "رمضان" ويترفق بآلام الفقراء والمرضى


28/04/2021

دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على مساعدة البشر، على اختلاف جنسياتهم، في سائر الظروف والأحوال. أما في شهر رمضان المبارك، فقد قررت الدولة أن يتعمق الخير، حيث أطلقت مبادرات عديدة، ولامست آلام الناس وأشواقهم.

وفي أحدث مبادرات الخير الإماراتية أنّ طائرة مساعدات ثالثة على متنها كميات كبيرة من لقاحات "كوفيد-19" والأدوية والمواد الطبية، وصلت إلى دمشق، أمس الثلاثاء، وسيّرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوري، لدعم قدرة القطاع الصحي السوري على مواجهة تداعيات جائحة كورونا، وتعزيز الإجراءات الوقائية للحد من تفشيها، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

اقرأ أيضاً: طائرة مساعدات إماراتية تصل إلى سوريا... تفاصيل

وعززت دولة الإمارات جهودها لمساعدة الدول الشقيقة والصديقة على تجاوز أوضاعها الصحية، والوقوف بجانبها لبلوغ مرحلة التعافي من الأزمة، في ظل تفشي موجة جديدة من الجائحة في بعض الدول، وتستهدف هذه اللقاحات العاملين بالخطوط الأمامية بالمجال الطبي على الساحة السورية، وأصحاب الحالات الإنسانية الصعبة ولكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والأشخاص في أماكن النزوح.

تأتي هذه المساعدات ضمن الاستجابة العالمية لدولة الإمارات للتصدي للجائحة دولياً، وتعزيزاً للمبادرات التي تضطلع بها الدولة لدعم الجهود الدولية للتصدي لانتشار فيروس كورونا، وتجسد الاهتمام بتعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة تداعيات الأزمات الصحية والإنسانية بصورة عامة.

"وافعلوا الخير"

وقبل إطلالة الشهر الفضيل، أطلقت "هيئة الأعمال الخيرية العالمية" حملتها الرمضانية السنوية تحت شعار "وافعلوا الخير" والتي تستهدف تنفيذ مشاريع خيرية وإنسانية بقيمة تصل إلى 110 ملايين درهم، وبنسبة نمو 12.50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي تتوزع على المشروعات الخيرية وفق البرامج الرئيسية الأربعة ممثلة في الجوانب الاجتماعية والإغاثية والصحية والتعليمية، إلى جانب المبادرات والمشروعات الجديدة والمبتكرة.

في أحدث مبادرات الخير الإماراتية أنّ طائرة مساعدات ثالثة على متنها كميات كبيرة من لقاحات "كوفيد-19" والأدوية والمواد الطبية، وصلت إلى دمشق، أمس الثلاثاء

ومن أجل السير في دروب الخير وتلبية صرخات المحتاجين ومعاناة اليتامى والأسر المتعففة، أعلن عن مجموعة من المشاريع الجديدة، أبرزها مشروع مدينة الإمارات الطبية في جمهورية السنغال بكلفة مليوني درهم والتي تتضمن عيادات في مختلف التخصصات، إضافة إلى صيدلية ومختبرات حديثة، فضلاً عن مشروع هدية بيوت الله الذي يعنى بالإجراءات الاحترازية لمرتادي المساجد، ومشروع إفطار حي سكني، وباقة الخير الرمضانية، وفك كربة أم يتيم، ومشروع كسوة العيد لقرية مسلمة، وفسيلة صدقة، وإفطار أسرة لاجئة، وزكاة لأسرة لاجئة.

"وفاء لصديقك"

وتتضمن الحملة أيضاً العديد من المبادرات الجديدة، منها مبادرة "وفاء لصديقك" التي تشمل التبرع عن الأصدقاء الراحلين أو المقربين، وباقة الصدقة الجارية التي تشمل المساجد وسقيا ماء والمصاحف والفسائل ومبادرة نشر فاعل خير في برنامج بودكاست وبرنامج "في قديمك أجر" لجمع الملابس القديمة ومبادرة "لأنك أخي" التي تهدف إلى توزيع صناديق هدايا فارغة على الأطفال ومن ثم تعبئتها بالهدايا والكسوة للأيتام مع كتابة رسالة لليتيم.

جدير بالذكر أنّ حجم إنفاق الهيئة داخل دولة الإمارات خلال العام 2020 بلغ أكثر من 60 مليون درهم توزعت على المشروعات الخيرية، وفق البرامج الرئيسية الأربعة في الجوانب الاجتماعية والإغاثية والصحية والتعليمية.

اقرأ أيضاً: المساعدات الإماراتية تنقذ النظام الصحي في غزة من الانهيار

بلغ دعم الأسر المتعففة حوالي 18 مليون درهم، ومشاريع رعاية وكفالة الأيتام 5 ملايين إلى جانب حملة "دفع البلاء" في ظل جائحة كورونا بقيمة تربو على 14 مليون درهم.

وبلغ الإنفاق على علاج ورعاية المرضى 14 مليون درهم، ودعم الطلاب 4 ملايين درهم، وتجاوز نصيب المشاريع الموسمية 3 ملايين درهم، فيما تم تخصيص حوالي 12 مليون درهم لدعم المواطنين، في حين بلغ الإنفاق على المشاريع الخيرية الآخرى أكثر من 3.5 مليون درهم.

حملة "100 مليون وجبة"

ومع بداية شهر رمضان، أطلقت حملة "100 مليون وجبة"، في إطار المبادرات الخيرية لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.

 وأكد عبدالله محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أنّ الحملة تمثل الفكر الإنساني للشيخ محمد بن راشد في دعم المحتاجين وإغاثة الملهوفين، مؤكداً، بحسب صحيفة "الخليج" أنّ العطاء قيمة متأصلة في مجتمع الإمارات، وأياديه دوماً بيضاء تساهم مع قيادته الرشيدة في نشر الخير للإنسانية.

حملة "100 مليون وجبة"

وقال القرقاوي: "إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حملة (100 مليون وجبة)، الأكبر في المنطقة لإطعام الجائعين، يحدث حراكاً مجتمعياً، ويحفز فعل الخير، وينهض بالتضامن الإنساني، وينتج أثراً إيجاباً ملموساً وحقيقياً في حياة الناس والمجتمعات الأشد حاجة للدعم والمساندة، ويشعر المحتاجين بأنّ هناك من يرى معاناتهم ويدرك احتياجاتهم ويقف إلى جانبهم في الأزمات والمصاعب، ليزيل الكرب ويجدد الأمل بالمستقبل".

إطلاق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حملة (100 مليون وجبة)، الأكبر في المنطقة لإطعام الجائعين، يحدث حراكاً مجتمعياً، ويحفز فعل الخير، وينهض بالتضامن الإنساني

وأشار القرقاوي إلى أنّ "حملة 100 مليون وجبة التي تنظمها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، هي دعوة مفتوحة لكل رواد العمل الخيري والإنساني ومجتمع الأعمال، والفعاليات الاقتصادية، ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وجميع المشهود لهم في مجال العمل المجتمعي، وكل القادرين على تقديم العون للمساهمة الفاعلة في هذه المبادرة الأشمل إقليمياً لإطعام الطعام في شهر رمضان المبارك بما يحمله من قيم العطاء والبذل والتراحم والتكاتف".

اقرأ أيضاً: رسالة إماراتية تتعلق بعرقلة الجماعات المسلحة للمساعدات الإنسانية.. ماذا جاء فيها؟

وأضاف بأنّ "فتح باب المساهمة للجميع من داخل الدولة وخارجها في الحملة يخاطب المسؤولية الإنسانية المشتركة ويساند الضعيف ويعين المنكوب ويصنع شبكة أمان عابرة للحدود في وجه الأزمات والتحديات، كي لا تقف عائقاً أمام تحقيق التنمية والارتقاء بجودة الحياة".

يذكر أنّ مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي انطلقت عام 2015، تضم اليوم أكثر من 30 مؤسسة ومبادرة إنسانية وإغاثية وتنموية رعاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على مدى أكثر من عشرين عاماً، لدعم مأسسة العمل الإنساني، وتحقيق استدامته، وتوسيع أثره الإيجابي، وتكريس ثقافة الأمل والمبادرات في المنطقة والعالم.

مع اليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد

وقال القرقاوي إنّ "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية مثل مبادرة (100 مليون وجبة) المتزامنة مع اليوبيل الذهبي لتأسيس اتحاد دولة الإمارات، تسهم في ترسيخ مكانة الدولة الريادية في العمل الإنساني وتعزز التعاون الدولي لبناء شراكات إقليمية وعالمية توسّع أثره إلى أبعد مدى، انطلاقاً من قيم العطاء التي أرسى دعائمها الراسخة الآباء المؤسسون قبل خمسة عقود". ولفت القرقاوي إلى أنّ مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم خصصت 1.3 مليار درهم لمشاريع وبرامج إنسانية نفذتها في 108 دول وانعكس أثرها الإيجابي في أكثر من 71 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم خلال عام 2019، وهي تتابع اليوم تعزيز العمل الخيري والإنساني عالمياً، خاصة في ظل التداعيات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على المجتمعات الهشة والأكثر تضرراً من الأزمات الصحية والاقتصادية التي نتجت عنها خلال الفترة الماضية.

وأضاف: "هناك اليوم أكثر من 820 مليون إنسان يعانون سوء التغذية حول العالم، ومساهمتنا في إطعام الجائعين في المجتمعات الأشد حاجة بالتعاون مع الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام وبرنامج الأغذية العالمي تدعم إيجاد حلول لهذا التحدي".

وفي رصده لوجوه الخير في الإمارات، كتب الصحفي سامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة "الإمارات اليوم"، عن "متبرع إماراتي يزيح الهم والألم عن 14 طفلاً".

وقال الريامي: سارع متبرع من أهل الخير الإماراتيين إلى التبرع بمبلغ سبعة ملايين، و910 آلاف درهم، وذلك في الساعات الأولى من يوم الإعلان عن مبادرة "تبرعكم حياة" الإنسانية، وهذا يعتبر أسرع تفاعل واستجابة لهذا العمل الخيري، الذي يهدف إلى توفير علاج وزراعة كلى لـ38 مريضاً من مختلف الأعمار، أطفالاً وكباراً، يعانون الفشل الكلوي، ويحتاجون إلى 22.6 مليون درهم.

اقرأ أيضاً: مساعدات إماراتية جديدة لليمن... ماذا قدمت؟

هذا المتبرع، يتابع الكاتب، دفع هذا المبلغ لتغطية تكاليف علاج وزراعة الكلى لـ14 طفلاً من المشمولين بالمبادرة، وذلك بعد أن تابعت حالتهم جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وهو بهذا الفعل أنقذ هؤلاء الأطفال من ألم يومي لا يحتمل، وأهداهم أملاً جديداً كي يعيشوا حياة طبيعية، حياة طفولية يستمتعون فيها باللعب والأكل. لقد أزال هماً وحزناً كبيرين عن كاهل ذويهم، فمريض الفشل الكلوي لا يتعذب ويشعر بالألم بمفرده، بل يشعر بألمه ويشاركه همه جميع من حوله!



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية