خطة إسرائيلية جديدة لمحاصرة حماس.. هذه تفاصيلها

خطة إسرائيلية جديدة لمحاصرة حماس.. هذه تفاصيلها

خطة إسرائيلية جديدة لمحاصرة حماس.. هذه تفاصيلها


31/10/2023

مع حلول الليل في سماء غزة في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، توقفت شبكات الهاتف المحمول الفلسطينية في القطاع الساحلي عن العمل. وسرعان ما انتشرت شائعات بأن إسرائيل بدأت غزوا برياً. وأكد بيان مقتضب من الجيش أن العمليات البرية "تتوسع" لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى.

والتقطت الكاميرات القليلة التي عرضت رؤية لغزة بعضاً من أعنف قصف حتى الآن في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على القطاع، لكن "مجلة إيكونومست"  ترى في تقرير جديد أن هناك خطة جديدة يحضرها الجيش الإسرائيلي لمواجهة حماس.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل بالفعل إلى غزة من نقطتين: حول بيت حانون، وهي بلدة في الشمال، وبريج، بالقرب من منتصف الشريط الضيق الذي يبلغ طوله 45 كيلومتراً. وقد وفرت الغارات الجوية والمدفعية التي لا هوادة فيها غطاء لعشرات الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى التي تحمل قوات المشاة والهندسة القتالية. 
بدا التوغل أكبر من غارات الليلتين السابقتين، التي كانت صغيرة واستمرت بضع ساعات فقط قبل عودة القوات إلى الأراضي الإسرائيلية. هذه المرة بقوا في الداخل وأنشأوا معاقل مؤقتة داخل حدود غزة. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الهجوم الذي كان الجيش الإسرائيلي يشير إليه خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قتلت حماس أكثر من 1400 إسرائيلي (معظمهم من المدنيين) في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

تغيّر أهداف الحرب

في مقابلات على مدى الأيام القليلة الماضية، قال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إن أهداف الحرب لم تتغير: عزل وتدمير البنية التحتية العسكرية لحماس، وخاصة شبكة الأنفاق تحت الأرض، وإخراجها من السيطرة على حكومة غزة. لكن تكتيكات الجيش ليست كما كان يفترض في الأيام التي أعقبت المجزرة.

يشير الموقعان اللذان دخلت إليهما إسرائيل في 27 كتوبر (تشرين الأول) شمال وجنوب مدينة غزة، أكبر منطقة حضرية في القطاع إلى خطة تدريجية لتطويق القطاع، بينما يصف أحد كبار الضباط الهجوم البري بأنه "حملة ستستغرق شهوراً، وربما سنة".

وبدأ بعض السياسيين الإسرائيليين يجادلون بأن هجوماً برياً كبيراً سيلعب في أيدي حماس، ويجر الجيش الإسرائيلي إلى قتال حضري أعدت له حماس بالتأكيد كمائن ومفخخات. ومن شأن ذلك أيضاً أن يتسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية في غزة، مما سيخلق ضغوطاً دولية من أجل وقف إطلاق النار.

قتلت الغارات الإسرائيلية بالفعل أكثر من 8000 فلسطيني في الجيب، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس. ويقول نفتالي بينيت، الذي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة عام واحد حتى يونيو 2022: "لا أريد أن نتورط هناك دون تحقيق هدفنا المتمثل في تفكيك حماس".

تكتيكات الحصار

وبحسب التقرير، ستعتمد الحملة الأبطأ، في الواقع، على تكتيكات الحصار، إذ قامت حماس بتخزين الوقود والغذاء وغيرها من الضروريات في متاهة الأنفاق. ومع ذلك، في مرحلة ما، ستنفد الإمدادات: نقص الوقود للمولدات يعني عدم وجود هواء نقي أو أضواء تحت الأرض، مما سيجبر حماس على الظهور.

ويضيف التقرير أن تكتيكات إسرائيل مقيدة بالفعل بأكثر من 220 رهينة اختطفتهم حماس وفصائل أخرى في الهجوم المباغت. وقد مارست عائلاتهما ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لإعطاء الأولوية لإطلاق سراحهما. وكذلك الحكومات الأجنبية: 41 دولة على الأقل لديها مواطنون في الأسر. وقد أفرجت حماس عن أربع نساء فقط حتى الآن. هناك محادثات جارية، معظمها عبر دولة قطر، لتحرير المزيد. 

ويقول مسؤول إسرائيلي إن الحجم المحدود للحملة البرية هو محاولة لتحقيق التوازن بين الأولويات المتنافسة: لإظهار أن إسرائيل مستعدة للهجوم، مع ترك مجال لاتفاق الرهائن. ومع ذلك، حتى التوغل في 27 أكتوبر (تشرين الأول) كان كافيا لغضب العائلات. ووصفوه بأنه "الأسوأ على الإطلاق" في بيان في صباح اليوم التالي، الذي تحسر على "عدم اليقين الكامل بشأن مصير المختطفين المحتجزين هناك ويتعرضون أيضا للقصف العنيف".

المدنيون في غزة

كما يقول التقرير إن وجود العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين يشكل عائقا آخر. في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال غزة، أكثر من 1 مليون شخص، الفرار جنوباً. ويعتقد أن حوالي ثلثي السكان المدنيين قد استجابوا لهذا النداء لكن لا يزال هناك عدداً كبيراً من الناس في المنطقة التي تحاصرها إسرائيل. وأدى انقطاع الهاتف المحمول خلال قصف 27 أكتوبر (تشرين الأول) إلى استحالة الاتصال بسيارات الإسعاف. ويقول شهود عيان في غزة إن الناس جلبوا القتلى والجرحى إلى المستشفيات عن طريق عربات "توك توك".

ويأمل مسؤولو الجيش أن تؤدي الحرب الأكثر تدرجاً إلى إبقاء الجبهات الأخرى هادئة. حيث تواصل إيران توجيه التهديدات وليس فقط لإسرائيل، بل للولايات المتحدة الداعم الأكبر لها، كما نفذت الميليشيات المدعومة من إيران بالفعل ما لا يقل عن 19 هجوماً بطائرات بدون طيار أو طائرات صاروخية ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق. وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول)، قال البنتاغون إنه شن غارات جوية انتقامية ضد الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

ومع ذلك، لا شيء من هذا أمر غريب إذ تهاجم هذه الميليشيات القواعد الأمريكية منذ سنوات، على الرغم من أن مثل هذه الهجمات تراجعت منذ مارس (آذار) بهدنة غير معلنة مرتبطة بمحادثات تبادل الأسرى بين أمريكا وإيران.

بحسب التقرير فإن من شأن تباطؤ الحرب، إلى جانب بذل جهود جادة لتقديم المساعدات الإنسانية، أن يخفف بعض الضغط على إسرائيل. لكنه لن يحل المعضلة الاستراتيجية المتمثلة في كيفية اقتلاع حماس من جذورها أو ما الذي يجب استبداله بها، وهي أسئلة يعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنهم لم لا يمتلكون جواباً عليها بعد، كما لا يعرب المدنيون في غزة عن ارتياحهم، الذين سيكون مصيرهم أن يتحملوا شهورا من النزوح واليأس.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية