جرائم الإخوان لن تسقط بالتقادم... كيف تفاعل المصريون مع ذكرى اعتصام "رابعة"؟

جرائم الإخوان لن تسقط بالتقادم... كيف تفاعل المصريون مع ذكرى اعتصام "رابعة"؟

جرائم الإخوان لن تسقط بالتقادم... كيف تفاعل المصريون مع ذكرى اعتصام "رابعة"؟


07/08/2023

بالتزامن مع ذكرى فضّ اعتصام "رابعة" المسلّح في آب (أغسطس) من كل عام، تستعيد ذاكرة الشارع المصري العديد من جرائم التنظيم، أثناء وبعد فضّ الاعتصام الذي نظمته جماعة الإخوان اعتراضاً على سقوطها عن حكم البلاد إثر الثورة الشعبية في 30 حزيران (يونيو) عام 2013، قبل (10) أعوام.

الاعتصام الذي استمر قرابة الـ (40) يوماً بميدان رابعة العدوية، شمال القاهرة، كان كاشفاً لحقيقة المنهج الفكري والحركي العنيف لدى جماعة الإخوان، فقد ظهرت خلاله تشكيلات مسلحة تابعة للتنظيم للمرة الأولى علناً (هناك العشرات من الفيديوهات المصورة لعناصر التنظيم المسلحين داخل الاعتصام منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي)، فضلاً عن استخدام منصة الاعتصام للتحريض على العنف والإرهاب من جانب قيادات التنظيم، لعل أبرزها ما جاء على لسان القيادي محمد البلتاجي، عضو مجلس شورى الإخوان، حين قال: إنّ "الإرهاب في سيناء سوف يتوقف بمجرد عودة محمد مرسي إلى الحكم".

رسالة الاعتصام، بحسب مراقبين، كانت واضحة وصريحة، فقد حاولت الجماعة من خلاله إرهاب المصريين، وزعزعة مؤسسات الدولة، ولم يستجب قيادات الإخوان على مدار أكثر من شهر لأيّ نداءات حكومية لإنهاء الاعتصام، وتمسكوا به كورقة ضغط على الدولة المصرية، وكذلك بادروا إلى استخدام العنف لتصعيد حالة الغضب في الشارع وإثارة الفوضى انتقاماً من المصريين الذين ثاروا ضدهم.

اعتراف بحمل السلاح

رغم وجود عشرات المقاطع المسجلة التي تظهر تنظيم الإخوان والقوى المتحالفة معهم يحملون السلاح بقلب اعتصام رابعة العدوية، إلّا أنّ الجماعة ظلت تنكر الأمر برمّته، خاصة أمام المنظمات الغربية، وقد حاولت على مدار الأعوام الماضية توظيف ذكرى فضّ الاعتصام كل عام لإحياء فكرة المظلومية التاريخية بغرض كسب التعاطف الخارجي ومحاولة الضغط على الدولة المصرية من الخارج.

بالرغم من ذلك، جاء اعتراف أحد أبرز القيادات الشبابية داخل الإخوان، أحمد المغير، قاطعاً في هذا السياق، وقد شهد المغير في عام 2016، عبر منشور طويل في صفحته على "فيس بوك"، بوجود كميات من الأسلحة داخل الاعتصام واستخدامها لمواجهة المواطنين وقوات الشرطة.

رسالة الاعتصام، بحسب مراقبين، كانت واضحة وصريحة، فقد حاولت الجماعة من خلاله إرهاب المصريين

وتساءل المغير في تدوينة كتبها في ذكرى فضّ اعتصام رابعة: "هل اعتصام رابعة كان مسلحاً؟"، ليجيب قائلاً: إنّ الاعتصام كان به "كلاشات وطبنجات، وخراطيش وقنابل يدوية، ومولوتوف، وربما أكثر من ذلك".

كما استنكر الشاب الإخواني خروج 90% من هذا السلاح من الاعتصام قبل الفضّ بيومين، مؤكداً أنّ هذا حدث بسبب "خيانة أحد المسؤولين الكبار في الجماعة"، مدعياً أنّ "كمّ السلاح الكبير كان كافياً لصد قوات الأمن التي فضت الاعتصام".

حمدي رزق: المغير لسان خيرت الشاطر، تحدث عن مخطط سيده بحرق مصر، والسلاح في اعتصام رابعة كان كافياً لصد الداخلية والجيش إن أمكن، الإخوان كانوا يستعدون لحرب أهلية بالسلاح والعتاد، وقودها الناس والحجارة، لكنّ أكثرهم لا يعلمون.

وتعليقاً على هذا الاعتراف، يقول الكاتب الصحفي المصري حمدي رزق، في مقاله المعنون بـ"شهادة من رابعة"، المنشور مطلع آب (أغسطس): إنّ "المغير يتحدث عن شراء سلاح وتخزين عتاد عسكري، وسرايا جهادية، لأول مرة إخواني يتحدث عن سرية "طيبة مول الجهادية المسلحة"، والسرايا تعبير عسكري بامتياز، في رابعة على قول المغير، كان هناك جيش جهادي بعتاد عسكري".

ويضيف: "المغير لسان خيرت الشاطر، ومعلومات المغير من مخطط سيده، السلاح في الاعتصام كان كافياً لصد الداخلية والجيش إن أمكن، الإخوان كانوا يستعدون لحرب أهلية بالسلاح والعتاد، وقودها الناس والحجارة، لكنّ أكثرهم لا يعلمون، المغير بعد محايلة وتهديد ووعيد، اضطر إلى حذف المنشور (ما يزال محفوظاً للتاريخ)، ولكنّه لم يحذف الحقيقة التي انتعلت حذاءها في وجه الإخوان وعلى رؤوسهم الخاوية".

تهديد بحرق مصر

رفضت جماعة الإخوان كافة الدعوات الرسمية والمدنية لإخلاء الميدان، وفتح الشوارع الرئيسية المحيطة به، وهددت بتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية، بعضها وقع بالفعل، وكان لمحافظة شمال سيناء النصيب الأكبر منه باستهداف المؤسسة العسكرية، وأحرق عناصر التنظيم عشرات الكنائس وأقسام الشرطة بمختلف المحافظات، بينما كانت تتواصل الدعوات المحرضة من أعلى منصة رابعة، أو منصة "الخراب" كما يسمّيها المصريون.

قاعات المناسبات بمسجد رابعة تحولت إلى مقر لتعذيب أيّ شخص تشك جماعة الإخوان الإرهابية أنّه لا ينتمي إليها

وبحسب بيان وزارة الداخلية المصرية في أعقاب الفض، "بلغ عدد الشهداء (42) شهيداً؛ من بينهم (17) ضابطاً، (2) برتبة لواء وعقيدان، و(15) فرداً، و(9) مجندين، وموظف مدني بإدارة شرطة نجدة الفيوم، وإصابة (211)؛ منهم (55) ضابطاً، و(156) فرداً ومجنداً، معظمهم كانت إصابتهم بالغة الخطورة، وقد توفي (149) من عناصر الشغب في جميع المحافظات".

وقالت وزارة الداخلية آنذاك: إنّه تم رصد مئات الأسلحة باعتصامي رابعة والنهضة، وتمكنت قوات الأمن من ضبط "عدد من الأسلحة في اعتصام النهضة قُدّرت بـ (10) بنادق آلية، و(29) بندقية خرطوش، و(9622) طلقة حية، و(6) قنابل يدوية، وعدد (5) كباس خرطوش، و(55) زجاجة مولوتوف، وكميات من الصدور الواقية والأجهزة اللاسلكية، وكميات كبيرة من الأسلحة البيضاء وأدوات الشغب".

مفاجآت صادمة

ورغم مرور (10) أعوام كاملة على فض الاعتصام، ما تزال هناك مفاجآت وكواليس لم تُروَ بعد، عن جرائم ارتكبها الإخوان إبّان تلك الفترة، ويذكر الكاتب المصري ثروت الخرباوي أنّ الجماعة نفذت واقعة اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، ردّاً على فض اعتصام رابعة في رسالة إرهاب للدولة المصرية.

 وقال الخرباوي، خلال لقائه مع الإعلامي المصري أحمد موسى، ببرنامج (على مسؤوليتي)، من ميدان هشام بركات: إنّ اعتصام رابعة عطّل سبل الحياة، وكانت رسالته الواضحة إرهاب المصريين، موضحاً أنّ جماعة الإخوان الإرهابية شكلت في رابعة ما يُسمّى بـ "لجنة النظام"، تقوم بالاطلاع على المتواجدين في ميدان رابعة، وفحص بطاقتهم الشخصية للتأكد من انتمائهم للتنظيم أو أنّهم من المتحالفين معه.

وأوضح الخرباوي أنّ لجنة النظام مشكّلة من مسؤولين من جماعة الإخوان الإرهابية بكل المحافظات، لذا من السهل التعرف على المعتصمين في رابعة، لافتاً إلى أنّ قاعات المناسبات بمسجد رابعة تحولت إلى مقر لتعذيب أيّ شخص تشك جماعة الإخوان الإرهابية أنّه لا ينتمي إليهم.

وأوضح الخرباوي أنّ لجنة تقصي الحقائق، التي شكّلتها جهات القضاء في مصر للوقوف على كافة التفاصيل المتعلقة بفضّ الاعتصام المسلح، كانت في منتهى الحياد، ولم تعتمد على تاريخ عنف جماعة الإخوان منذ نشأتها، وقدّمت معلومات غاية في الدقة حول عملية الفضّ والآلية التي تعامل بها الإخوان مع قوات الأمن، مشيراً إلى أنّ جماعة الإخوان الإرهابية اتفقت مع قوى الشر لإعلان اعتصام رابعة، يتخلله إعلان حكومة موازية للحكومة المصرية، وتشكيل وزراء ومسؤولين في رابعة، بمثابة دولة داخل الدولة.

مواضيع ذات صلة:

برغم فشل كل مخططاتهم... إخوان مصر يستمرون في نشر الشائعات

سقوط الإخوان في مصر كان بمثابة إنقاذ لمنطقة الشرق الأوسط والدول الأوروبية... كيف؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية