جدل بعد حريق منتجع بولو... من المسؤول؟ البلدية أم نظام العدالة والتنمية؟

جدل بعد حريق منتجع بولو... من المسؤول؟ البلدية أم نظام العدالة والتنمية؟

جدل بعد حريق منتجع بولو... من المسؤول؟ البلدية أم نظام العدالة والتنمية؟


23/01/2025

ما زالت كارثة الحريق في منتجع بولو كارتالكايا التي راح ضحيتها (79) شخصاً وأصيب (51) تخيّم على الأجواء في تركيا، في ظل تراشق الاتهامات بين المسؤولين وجهات حكومية حول من المسؤول عن هذه الكارثة ومن المقصّر.

وفي سياق الحادثة الفظيعة التي تسببت بصدمة كبيرة لدى المجتمع التركي، اعتقلت السلطات أمس نائب عمدة بلدية بولو سيدات غولنر ونائب قائد الإطفاء كينان جوشكون.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب‎ ‎أردوغان‎ ‎أنّ جميع المتسببين في كارثة‎ ‎الحريق‎ ‎التي وقعت في‎ ‎بولو، سواء ‏كان ذلك نتيجة إهمال أو تقصير، سيخضعون للمحاسبة‎، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول).

وأعلن وزير العدل التركي يلماز تونش أنّه تم احتجاز نائب رئيس بلدية بولو سيدات غولنر ونائب مدير إدارة الإطفاء كنان كوشكون، وفق ما نقلت صحيفة (زمان).

وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا في تصريحات من أمام الفندق فجر الأربعاء (إعلام تركي)

ووفق ما نقلت الصحيفة ذاتها، فقد تم احتجاز شخصين آخرين في إطار التحقيق الذي بدأ في الكارثة التي وقعت في فندق جراند كارتال في منتجع بولو كارتالكايا للتزلج، وبذلك ارتفع عدد المعتقلين على خلفية الحادث إلى (11) شخصاً.

وقال الوزير تونتش في بيان على منصة (X): إنّ التحقيق القضائي الذي بدأه مكتب المدعي العام في بولو بشأن الحريق يجري بدقة، مشيراً إلى أنّه تم احتجاز ما مجموعه (11) شخصاً، بما في ذلك صاحب العمل والمدير العام للشركة ومدير الفندق.

 

اعتقال نائب عمدة بلدية بولو سيدات غولنر ونائب قائد الإطفاء كينان جوشكون، وبذلك يرتفع عدد المعتقلين على خلفية الحادث إلى (11) شخصاً.

 

وقال تونتش: إنّ فحوصات لجنة الخبراء المكونة من (7) خبراء في هذا المجال مستمرة للوصول إلى نتائج توضح أسباب الحادثة ومن المسؤول عنها.

هذا، وتداولت وسائل إعلام محلية بشكل واسع تصريحات أحد موظفي الفندق الناجين، لأنّها تعكس حجم الكارثة، وتوضح تبعات تأخر وصول وسائل المساعدة.

وكشف الناجي محمد جان جيزجي أنّ النزلاء اضطروا إلى إلقاء أطفالهم من النوافذ عندما حاصرتهم النيران، مؤكداً أنّ أكثر من (238) شخصاً كانوا يتواجدون في الفندق وقت الحريق، وفق ما نقل موقع (ترك برس).

لحظة وصول إردوغان إلى جامع بولو للمشاركة في مراسم تشييع جنازات بعض ضحايا حريق الفندق (إعلام تركي)

وتحدّث جيزجي، وهو عامل مطبخ كان يعمل في الفندق أثناء الحريق، أنّه يعمل في الفندق منذ حوالي شهر واحد، وأنّ الحريق بدأ في الطابق الثالث حوالي الساعة 3.00 وانتشر بسرعة إلى الطوابق العليا، مشيراً إلى أنّ هناك أشخاصاً قفزوا للهرب من الحريق.

وقال جيزجي: "هناك ممرضة قفزت من الطابق العلوي فراراً من الحريق، ولكن للأسف لم نتمكن من إنقاذها. رغم أننا حاولنا مساعدتها بوضع أشياء مثل الألحفة والوسائد، ولكن للأسف حتى هذه الأشياء لم تكن كافية للتخفيف من تأثير السقوط، قفز بعض الناس من الطوابق العليا، واضطر الناس إلى إلقاء أطفالهم الصغار من النوافذ. لقد واجهنا مواقف سيئة للغاية، وبذلنا قصارى جهدنا، لكننا لم نتمكن من أن نساعدهم بأيّ شكل من الأشكال".

 

تداولت وسائل إعلام محلية بشكل واسع تصريحات أحد موظفي الفندق الناجين، لأنّها تعكس حجم الكارثة، وتوضح تبعات تأخر وصول وسائل المساعدة.

 

وقال الموظف: "استغرق وصول فرق الإطفاء وقتاً طويلاً، لأننا كنا بعيدين عن مركز المدينة، وتأخر التدخل لأنّ الطرق كانت مغطاة بالثلوج والجليد. نحن لا نعرف حتى مكان سلالم الخروج من الحريق".

ووفق ما نقل موقع (تركيا الآن) فإنّ الحادثة تسلط الضوء على ضعف الحكومة والنظام الذي يترأسه حزب العدالة والتنمية وعدم اكتراثهم بتعزيز معايير السلامة في الأماكن العامة، وتوعية الجميع بضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية المناسبة للحد من مثل هذه الكوارث التي تزهق الأرواح.

وتصدّر وسم "بولو" منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، وقد عبّر المواطنون عن غضبهم تجاه عمدة بلدية بولو، تانجو أوزجان، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، والمعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين والأجانب، واتهم آخرون نظام العدالة والتنمية في عدم اتخاذه أيّ قرارات من شأنها إلزام البلديات بمعايير السلامة العامة في تلك الأماكن السياحية.

صورة من داخل الفندق المحترق (إعلام تركي)

واتهم العديد من المنشورات على منصة (إكس) أوزجان بالتقصير في منح تراخيص الفنادق دون التأكد من توفر إجراءات السلامة والوقاية من الحرائق.

وأكد عدد كبير من المواطنين أنّ البلدية قصّرت في إعطاء الفندق رخصة للعمل وهو لا يحتوي على "مخرج من الحريق، ولا يوجد كاشف للدخان، ولا يوجد نظام إطفاء الحريق، ولا توجد أجهزة استشعار للحريق، ولا تعمل أجراس الإنذار، ولا يوجد باب خروج للطوارئ"، واعتبر البعض أنّ نظام أردوغان شريك أيضاً في التقصير.

 

الحادثة تسلط الضوء على ضعف الحكومة والنظام الذي يترأسه حزب العدالة والتنمية، وعدم اكتراثهم بتعزيز معايير السلامة في الأماكن العامة.

 

وكانت السلطات التركية قد أعلنت أمس الحداد ليوم واحد على ضحايا الحريق، الذي اندلع في فندق جراند كارتال بمركز كرتال كايا للتزحلق على الجليد بمدينة بولو أول من أمس، وفق ما نقلت وكالة (الأناضول).

ويُعتبر منتجع كارتال كايا واحداً من أبرز الوجهات السياحية الشتوية في تركيا، ويجذب آلاف الزوار سنوياً خلال موسم التزلج. ويقع المنتجع على بعد حوالي (295) كيلومتراً (183) ميلاً) شرق مدينة إسطنبول، ممّا يجعله مقصداً شهيراً لعشاق الرياضات الشتوية والسياحة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية