تنظيم حوثي سرّي في الجامعات اليمنية: إرهاب الطلبة وترويع الأكاديميين

تنظيم حوثي سرّي في الجامعات اليمنية: إرهاب الطلبة وترويع الأكاديميين


27/01/2022

في ظلّ التطورات السياسية والميدانية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية باليمن، جاء اكتشاف تنظيم سرّي حوثي في أوساط الطلاب بالجامعات اليمنية، بهدف التجسس والتجنيد، ليؤكد أنّ الأدوار الوظيفية التي تنفذها المجموعات المدعومة من إيران إنّما تسعى لجملة أهداف، تتجاوز الحرب إلى تحقيق أهداف إستراتيجية، سياسية وأيديولوجية وإقليمية. 

ووفق المصادر اليمنية الأكاديمية؛ فإنّ التنظيم الحوثي الذي ينشط بين الطلبة الجامعيين، ويعرف بـ "ملتقى الطالب الجامعي"، يبلغ قوامه، حتى الآن، قرابة 794 طالباً، وتابعت: "هذا التنظيم السرّي متورط في تجنيد الطلاب وحشدهم للفعاليات الطائفية، كما أنّ فرع إحدى الجامعات الخاصة، في صنعاء، جنّد أكثر من 100 طالب، خلال العام الحالي، ووقف وراء اختطاف أكثر من 200 آخرين".

اقرأ أيضاً: هذا ما ينتظر الحوثيين في اليمن

وتشير المعلومات، التي موقع "العربية. نت" إنه انفرد بها، إلى أنّ الملتقى الحوثي ينشطن بشكل كبير، في الجامعات الخاصة، تحديداً التي استولت عليها قيادات التنظيم المدعوم من طهران، وتعود ملكيتها لمسؤولين في الشرعية ومستثمرين، مضيفة أنّ "الملتقى يعمل إلى جانب الميليشيات، ويساند قراراتها في فرض الغرامات والرسوم الباهظة، ويغطي على انتهاكاتها وجرائمها، ويمارس التهديد والابتزاز ضدّ الطلاب والأكاديميين والإداريين".

وشدّدت المصادر الأكاديمية اليمنية على أنّ "الملتقى لا يختلف في سلوكه عن تنظيمي داعش والقاعدة؛ إذ يلاحق حتى الطالبات وملابسهنّ ويمنع احتفالات التخرج".

وبحسب التقرير السرّي، الذي اطلعت الموقع على نسخة منه، ورفعه مسؤولو الملتقى للحارس القضائي ومسؤوله المعين كمشرف أعلى على الملتقى، رائد الشاعر، ونائبه محمد الوادعي، تبين وجود عناصر تعمل لصالح الشرعية بين أوساط الطلاب الجامعيين، وأنّ هؤلاء فضحوا تحركاتهم ونقلوا ما يقيمونه من فعاليات طائفية وعرض للأسلحة الإيرانية في قاعات الجامعات إلى وسائل الإعلام، مستعرضين عدداً من الأخبار وتغريدات الناشطين اليمنيين.

ما يحدث في الحرب اليمنية بين وكلاء إيران في المنطقة، وقوات التحالف، من جهة أخرى، فضح رغبات الإيرانيين في التوسع الإقليمي، ولم تعد خافية التكتيكات الإيرانية، ومصالحهم الإستراتيجية

ولا تعدو مسألة تجنيد الطلبة والتجسس عليهم كونها أمراً جديداً أو مباغتاً؛ فثمة سوابق عديدة لممارسات مماثلة، حيث يستهدف الحوثي طلبة المدارس في مراحل مختلفة، من بينهم الأطفال. ومن خلال ما تُعرف بـ "اللجنة العليا للأنشطة والدورات الصيفية"، وهي حملة سنوية، يجري تدشين برامج ودورات تدريبية على القتال ومبادئ "الجهاد"، بواسطة مقررات أيديولوجية طائفية، تنطلق من التعبئة الفكرية وتؤول بالمنتسبين والمستهدفين إلى حمل السلاح.

أهداف الحوثي السرية والعلنية

ولذلك، يرى الأكاديمي اليمني والسكرتير الإعلامي بالرئاسة اليمنية، الدكتور ثابت الأحمدي، أنّه قبل الحديث عن التنظيم السرّي التابع للحوثيين، والذي يعمل بين الطلبة في الجامعات اليمنية، لا ينبغي تجاهل حقيقة مفادها أنّ "هذه الجماعة ذاتها كانت تنظيماً سرياً في يوم من الأيام، وحين انقلبت على الدولة فرخت منها تنظيمات سرّية أخرى جديدة، مع الوضع في الاعتبار أنّ كلّ فرد في أيّة عصابة متشدّدة وإرهابية، هو بمثابة رجل مخابرات في الجماعة، وهو كالترس في الماكينة الكبيرة، لا ينفك عنها".

وأبلغ الأحمدي "حفريات": "تمّ تداول أخبار كثيرة موثقة، مؤخراً، تؤكد على وجود عصابات تعمل في السرّ تتبع الحوثي، للابتزاز والضغط على بعض الشخصيات، حتى صارت هذه الأخبار في حكم المؤكّد بعد أن أثبتها شهود تعرضوا لهذه الممارسات الإجرامية بشكل مباشر".

الأكاديمي محمد الديهي لـ"حفريات": إنشاء مجموعات سرّية للتجسس بين الطلاب داخل الجامعات، يحقّق الهدف الأخير الخاص بـترهيب الطلاب والأكاديميين، هو أمر، ربما، لم يكن غريباً على الحوثيين

يتفق والرأي ذاته، الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور محمد ربيع الديهي، والذي يؤكد أنّ تكوين خلية سرّية أو مجموعات غير علنية، تعد سمة غالبة عند أغلب التنظيمات الإرهابية في العالم، حيث تهدف لتجنيد الشباب، وكسب المال، من أجل الدعم المادي اللازم لاستمرار تلك الجماعات، وكذا نشر أفكارهم وخلق صورة زائفة حول قدرة تلك التنظيمات ومدى فاعليتها في المجتمع، الأمر الذي يتم عن طريق خلق صورة ذهنية تمجيدية عن التنظيم، من الناحيتين الحركية والأيديولوجية، ناهيك عن ترهيب المواطنين، موضحاً لـ "حفريات"؛ أنّ فكرة إنشاء مجموعات سرّية للتجسس بين الطلاب داخل الجامعات، يحقّق الهدف الأخير الخاص بـ "ترهيب الطلاب والأكاديميين، هو أمر، ربما، لم يكن غريباً على ذلك التنظيم الذي بات يفقد شعبيته لدى الشارع اليمني، بالتالي، يحاول ملء الفراغ بالتجنيد القسري".

هل تصطف القوى الدولية لتجريم الحوثي؟

واللافت، بحسب الباحث في العلاقات الدولية، هو عدد الطلاب الذين انضموا لذلك التنظيم، والذي أطلق عليه "ملتقى الطالب الجامعي"، حيث وصل إلى 794 طالباً في عدد من الجامعات الخاصة في اليمن، التي تقع تحت سيطرة الحوثي، مما يثير العديد من التساؤلات حول حجم المصالح التي تتحقق للجامعات، ومموّليها من الحوثيين، عبر الترويج للأفكار الإرهابية.

ويشدّد الديهي على ضرورة مراجعة النظام التعليمي في اليمن، لجهة غلق الجيوب التي من الممكن النفاذ أو التسلل بواسطتها للمجتمع. ومن بين الأهداف الحوثية بحسب المصدر ذاته "الترهيب وتهديد الأكاديميين، الأمر الذي قد يضع الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في مأزق حقيقي إذا لم تتدخل الدولة لحمايتهم من تلك العصابات الإجرامية والمجموعات الإرهابية. فمن المؤكّد أنّ التنظيم المكتشف ليس الوحيد أو الأخير والنهائي الذي يعمل لصالح الحوثي في اليمن، بالتالي، ثمة حاجة ملحّة لمواجهة دولية وتشريع قانوني أممي لتجريم ذلك".

اقرأ أيضاً: هزيمة الحوثيين صارت واردة

وإلى ذلك، يوضح المحلل السياسي اليمني، محمد الشرفي، أنّ ما يحدث في الحرب اليمنية بين وكلاء إيران في المنطقة، وقوات التحالف، من جهة أخرى، فضح، على نحو مباشر، رغبات الإيرانيين في التوسع الإقليمي، بينما لم تعد خافية التكتيكات الإيرانية، ومصالحهم الإستراتيجية.

ويضيف الشرفي لـ "حفريات": "تبعث طهران بعدة رسائل خشنة (وإرهابية) من خلال تصعيدها الميداني، ونشاطها العسكري المحموم، الخفي والمعلن، بهدف السماح لأذرعها المسلحة ممارسة الضغط والابتزاز على القوى المحلية الخارجية. وفي الفترة الأخيرة، وبالتزامن مع تحسن مفاوضاتها في فيينا بشأن الملف النووي، عادت إيران، بشكل خطير، لمدّ الحوثيين بالأسلحة دون أيّ مبرر سوى استعراض القوة. وقد تجاوزت تهديدات إيران الحدود القصوى، حتى أصبحت تهدّد الملاحة الدولية في بحر العرب".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية