تكليف جماعة إرهابية بتأمين العاصمة كابول... ما القصة؟

تكليف جماعة إرهابية بتأمين العاصمة كابول... ما القصة؟


21/08/2021

وضعت حركة طالبان أمن العاصمة الأفغانية كابول في أيدي كبار أعضاء شبكة حقاني، المدرجة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، والمعروفة بصلاتها الوثيقة بتنظيم القاعدة.

 ونقل موقع "صوت أمريكا" عن مسؤولين استخباراتيين غربيين تأكيداتهم هذه المعلومات، معتبرين أنّ ضلوع شبكة حقاني التي يتزعمها خليل الرحمن حقاني بهذه المهمة "مقلق"، ويقوض وعود طالبان بالسير في مسار أكثر اعتدالاً ممّا فعلته الحركة عندما حكمت البلاد من عام 1996 إلى عام 2001، وفق ما نقلت شبكة "الحرة".

 

حركة طالبان وضعت أمن كابول في أيدي كبار أعضاء شبكة حقاني، المعروفة بصلاتها الوثيقة بتنظيم القاعدة

 

 ويرى مراقبون أنّ تكليف الشبكة الإرهابية بتولي أمن العاصمة الأفغانية يثير احتمالية عودة القاعدة إلى البلاد، الأمر الذي قد يخالف الوعود التي قطعها قادة حركة طالبان خلال المحادثات الدبلوماسية مع المسؤولين الأمريكيين العام الماضي، بعدم السماح للبلاد بأن تصبح مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهابيين.

يشار إلى أنّ "عبد الله عبد الله" رئيس مجلس المصالحة الوطنية الأفغاني التقى أول من أمس مع "خليل الرحمن حقاني" والوفد المرافق له في كابل، وقال وقتها إنّ حقاني سيعمل لتوفير الأمن لمواطني كابل، في إشارة علنية على توليه أمن العاصمة الأفغانية.

 وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد صنفت "حقاني" عام 2011 إرهابياً عالمياً، وعرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله، وهو مدرج أيضاً في قائمة الأمم المتحدة للإرهاب منذ عام 2012.

  وصنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما "شبكة حقاني" منظمة إرهابية، بعد ضلوعها في هجمات ضد القوات الأمريكية، واستهداف سفارتها في كابول.

 وفي السياق، قال مسؤول استخباراتي بريطاني: إنّ "حقيقة أن يصبح خليل الرحمن حقاني مسؤولاً عن أمن كابول أمر يثير الفزع"، مشيراً إلى أنّ "حقاني والقاعدة لديهما تاريخ طويل من العمل معاً، ويمكنك القول إنهما متشابكان، ومن المستبعد جداً أن يقطعا العلاقات".

 واعتبر الدبلوماسي البريطاني المتقاعد "إيفور روبرتس" أنّ تكليف أعضاء من شبكة حقاني للإشراف على أمن كابول يشبه "تعيين الثعلب مسؤولاً عن حظيرة الدجاج"، مشيراً إلى أنّ هذا القرار يرسل إشارة مروعة إلى النساء والفتيات والمجتمع المدني، وقال: "أعتقد أنه يزيد من احتمال أن تصبح أفغانستان أرضاً خصبة للإرهاب الدولي مرة أخرى".

 

مسؤولون استخباراتيون غربيون يعتبرون أنّ ضلوع شبكة حقاني بهذه المهمة "مقلق"، ويقوض وعود طالبان بالسير في مسار أكثر اعتدالاً

 

 يشار إلى أنّ شبكة حقاني تعتبر فرعاً من حركة طالبان، وتتمتع باستقلالية أكثر من الفصائل الأخرى داخل الحركة، كما أنّ زعيم الشبكة "سراج الدين حقاني" هو أيضاً أحد نواب قادة طالبان، وهو ابن شقيق "خليل الرحمن حقاني".

 وبحسب تقارير صحفية، تضم الجماعة الجهادية أكثر من 10 آلاف مقاتل.

 وتنحدر عائلة حقاني من جنوب شرق أفغانستان بالقرب من الحدود مع باكستان، وقد اتهمت الشبكة – أو أعلنت مسؤوليتها – عن بعض الهجمات الأكثر دموية في أفغانستان، بما في ذلك هجوم عام 2008 على فندق سيرينا في كابول، وهجوم عام 2012 على قاعدة أمريكية في خوست، الذي شارك فيه عشرات من مقاتلي الشبكة، وهم يرتدون سترات انتحارية.

 وخلال الانتفاضة ضد القوات الروسية المحتلة في الثمانينيات، كانت مجموعة حقاني أول الجماعات المتمردة المناهضة للسوفييت التي ترحب بالمقاتلين المسلمين الأجانب، ومن بينهم "أسامة بن لادن"، الذي تدرب في معسكر يديره حقاني.

 وأدارت شبكة حقاني والقاعدة معسكرات تدريب مشتركة في منطقة شمال وزيرستان الباكستانية بعد 2001، وساعدت شبكة حقاني بن لادن على الهروب من أفغانستان عندما كانت القوات الأمريكية تحاصره في عام 2001، وفقاً لبيتر بيرغن مؤلف كتاب "معركة تورا بورا".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية