تقرير حقوقي يتهم "طالبان" بارتكاب هذه الجرائم في أفغانستان

تقرير حقوقي يتهم "طالبان" بارتكاب هذه الجرائم في أفغانستان


11/06/2022

بعد نحو (10) أشهر من استيلائها على السلطة منتصف آب (أغسطس) الماضي، تواجه حركة طالبان اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين في أفغانستان.

وفي تقرير على موقعها الرسمي على الإنترنت، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ومقرها نيويورك: إنّ قوات الأمن التابعة لحركة طالبان في شمال أفغانستان اعتقلت وعذبت بشكل غير قانوني السكان المتهمين بالانتماء إلى جماعة مسلحة معارضة.

 تصاعد القتال

في حين اتهمت المنظمة الحقوقية الأمريكية حركة طالبان بارتكاب جرائم حرب، سلطت الضوء على تصاعد القتال وأعمال العنف في إقليم بنجشير منذ منتصف أيار (مايو) الماضي، حيث هاجمت القوات المناهضة لطالبان هناك وحدات طالبان ونقاط التفتيش، الأمر الذي ردت عليه طالبان بنشر آلاف المقاتلين في عمليات بحث تستهدف المجتمعات التي تزعم أنّها تدعم قوات المعارضة.

"هيومن رايتس ووتش": قوات أمن طالبان اعتقلت وعذبت بشكل غير قانوني السكان المتهمين بالانتماء إلى جماعة مسلحة معارضة

ومطلع أيار (مايو) الماضي، أعلنت جبهة المقاومة الوطنية أنّها بدأت هجوماً كبيراً على حركة طالبان في عدد من ولايات شمال أفغانستان، من بينها إقليم بنجشير، القوة التي قالت عنها "هيومن رايتس ووتش" إنّها انبثقت من بقايا قوات الأمن الأفغانية الممزقة".

وأضافت "هيومن رايتس ووتش" أنّ "قوات طالبان ارتكبت عمليات إعدام بإجراءات موجزة واختفاء قسري لمقاتلين أسرى ومعتقلين آخرين، وهي جرائم حرب"، في بنجشير وأماكن أخرى في أفغانستان.

ويقع وادي بنجشير في سلسلة جبال هندو كوش الشاهقة، وله مدخل ضيق واحد. وهناك صدّ مقاتلون محليون في الثمانينات من القرن الماضي السوفييت، وفي التسعينات قاتلوا حركة طالبان.

وكان أحمد شاه مسعود، وهو مقاتل في حرب العصابات حصل على مكانة شبه أسطورية قبل مقتله في تفجير انتحاري، يقود المقاتلين المحليين ضد طالبان والسوفييت. وتعهد ابنه أحمد مسعود، البالغ من العمر (33) عاماً، الذي تلقى تعليمه في الخارج، والعديد من كبار المسؤولين في الحكومة المخلوعة المدعومة من الغرب، تعهدوا بمقاومة طالبان.

 اللجوء إلى ضرب المدنيين

في حين لم تستطع طالبان الرد على جبهة المقاومة الوطنية المعارضة على الأرض، لجأت بسرعة إلى ضرب المدنيين في ولاية بنجشير ردّاً على هجمات الجبهة، على حدّ قول باتريشيا جوسمان، المديرة المساعدة لقسم آسيا في هيومن رايتس ووتش.

أشارت جوسمان إلى أنّ قوات طالبان في بنجشير فرضت عقاباً جماعياً، وتجاهلت تدابير الحماية التي يستحقها المعتقلون

وقالت جوسمان: "إنّ فشل طالبان منذ فترة طويلة في معاقبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة في صفوفها يُعرّض المزيد من المدنيين للخطر".

 عقاب جماعي

تحت عنوان فرعيّ "عقاب جماعي وتجاهل الحقوق"، اتهمت "هيومن رايتس ووتش" حركة طالبان بفرض "عقاب جماعي" على مدنيي بنجشير، مشيرة إلى أنّ الملا محمد يعقوب، الذي عينته طالبان وزيراً للدفاع، كان قد صرّح في أيار (مايو) الماضي أنّ "حكام أفغانستان الجدد لن يسمحوا لأيّ شخص بزعزعة الأمن" في بنجشير.

وأشارت جوسمان إلى أنّ "قوات طالبان في بنجشير فرضت عقاباً جماعياً، وتجاهلت تدابير الحماية التي يستحقها المعتقلون"، لافتة إلى أنّ "هذا فقط أحدث مثال على انتهاكات طالبان أثناء القتال في المنطقة".

ونقلت عن معتقلين سابقين قولهم، في مطلع حزيران (يونيو) الجاري: إنّ قوات الأمن التابعة لحركة طالبان اعتقلت نحو (80) من سكان منطقة خنج بالمحافظة، وضربتهم لإجبارهم على تقديم معلومات عن قوات المعارضة.

وقدمت "هيومن رايتس ووتش" هذه المزاعم نقلاً عن مدافع عن حقوق الإنسان لم يذكر اسمه، الذي أجرى مقابلات مع العديد من المعتقلين السابقين وشخص آخر لديه معلومات مباشرة عن اعتقالات طالبان.

وبعد عدة أيام، أطلقت طالبان سراح (70) من الأسرى، لكنّها استمرت في احتجاز (10) من أقاربهم بزعم أنّهم أعضاء في قوات المعارضة، وفقاً لبيان "هيومن رايتس ووتش".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية