تجدد الاحتجاجات ومحاولات اقتحام البرلمان.. وناشطون: لبنان ليس بخير

تجدد الاحتجاجات ومحاولات اقتحام البرلمان.. وناشطون: لبنان ليس بخير


14/03/2021

جدّد اللبنانيون الذين يعانون إحدى أشد الأزمات الاقتصادية والمعيشية منذ عقود، احتجاجاتهم الغاضبة من خلال قطع الطرق في بيروت ومدن أخرى يوم أمس السبت، وذلك تنديداً بتدهور الأوضاع في بلد يعيش أزمات آخذة في التفاقم في ظل أزمة سياسية عميقة وانهيار اقتصادي قاسٍ.

وتجمّع عدد من المحتجين وسط العاصمة بيروت ونصبوا الخيام في ساحة الشهداء، بينما أقدم محتجون آخرون على قطع الطرق شرقي البلاد وجنوبها وشمالها.

ومنذ نحو أسبوعين يشهد لبنان احتجاجات منددة بتردي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر صرف العملة المحلية؛ إذ تخطى الدولار الواحد 12 ألف ليرة في السوق الموازية (السوداء)، مقابل 1510 ليرات رسمياً.

محاولة لاقتحام مجلس النواب

وتجمع مئات المحتجين وسط بيروت وتوجّه بعضهم إلى مبنى النواب محاولين اقتحامه، قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريق المتظاهرين في محيط البرلمان باستخدام القنابل المسيلة للدموع بعد تمكنهم من اقتلاع أحد العوائق الحديدية أمام مدخله.

تجمّع مئات المحتجين وسط بيروت وتوجّه بعضهم إلى مبنى النواب محاولين اقتحامه، قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريق المتظاهرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إنّ عدداً من المحتجين اعتصموا أمام مداخل مجلس النواب في ساحة الشهداء، وقاموا برمي المفرقعات والحجارة باتجاه المجلس، وسط انتشار أمني مكثف.

وأضافت: "تمكن المحتجون من كسر واقتلاع أحد الأبواب الحديدية لمدخل مجلس النواب في وسط بيروت، ما دفع القوى الأمنية إلى الرد بالقنابل المسيلة للدموع، فغادروا باتجاه ساحة الشهداء وانسحب العسكريون المتقاعدون أيضاً من أمام مجلس النواب".

وشدد المحتجون على ضرورة استكمال الثورة حتى تحقيق المطالب كافة للتغيير، ودعوا إلى "إسقاط منظومة الفساد في السلطة القائمة"، وفق ما أورد موقع "الحرة".

كما دعوا إلى النزول إلى الساحات على امتداد الوطن لإسقاط المنظومة الفاسدة والمستهترة بالشعب، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي والطائفي؛ لأن الجوع يطرق الأبواب في وقت يستمر فيه النهب والتحاصص.

احتجاجات ضد الغلاء

في السياق ذاته، قطع متظاهرون طريق بيروت صيدا بالإطارات المشتعلة، دون اشتباك مع قوات الأمن.

قطع متظاهرون طريق بيروت صيدا بالإطارات المشتعلة، دون اشتباك مع قوات الأمن

وأغلق عدد من المحتجين في منطقة الناعمة جنوبي البلاد، الطريق السريع الواصل إلى بيروت، بالحجارة، احتجاجاً على الغلاء وتردي الوضع المعيشي، وفق شهود عيان.

ويهدف المتظاهرون إلى الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات عملية من أجل مكافحة ‏الفساد ووقف الانهيار الاقتصادي، مطالبين بتشكيل حكومة مستقلة جديدة وإخراج لبنان من أزمته المتفاقمة.

أغلق عدد من المحتجين في منطقة الناعمة جنوبي البلاد، الطريق السريع الواصل إلى بيروت بالحجارة، احتجاجاً على الغلاء وتردّي الوضع المعيشي

من جانبهم، أغلق عدد من أصحاب مؤسسات الصرافة والمحال التجارية في مناطق محافظة البقاع، أبواب مؤسساتهم على وقع الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأمريكي، لمحاولة تجنب المزيد من الخسائر المالية، لافتين إلى أنه لم يعد بمقدورهم الاستمرار في عمليات البيع والصيرفة حتى تتضح رؤية سعر الصرف.

لبنان ليس بخير!

ودشن ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم #لبنان_ليس_بخير، حيث عبروا عن استيائهم من الحالة الصعبة التي تعيشها بلاد الأرز.

وتداول المغردون مقاطع فيديو تظهر إفراغ كميات كبيرة من السلع المدعومة من الدولة، في "مغلفات" أخرى بغية بيعها بأسعار مرتفعة، في بلد تعتبر معظم البضائع والسلع الاستهلاكية فيه من الواردات التي ارتفعت أسعارها بشكل مضاعف خلال الأشهر الماضية.

وبعد تداول اللبنانيين مقاطع تظهر إحراق أكياس فارغة لتلك السلع التي تدفع الدولة من خزينتها بغية دعمها تخفيفاً من عبء الأزمة على المواطن، في منطقة الصرفند جنوب البلاد، داهمت وزارة الاقتصاد وشرطة بلدية الصرفند وأمن الدولة، أمس تعاونيتين في المنطقة، وتم تسطير محضري ضبط بحق التعاونيتين، وسط استياء شعبي ومطالبة بإغلاقهما.

وحمل الناشطون في تغريداتهم الحكومة اللبنانية مسؤولية الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد؛ فقد كتبت الناشطة "نجوى" باللغة الإنجليزية قائلة: "إهمال الحكومة وعدم كفاءتها أدى لانهيار النظام الاقتصادي والمالي - سعر الفائدة 12000 دولار !!".

وأضافت: "يكافح معظم الناس لشراء الطعام والأدوية، والبعض الآخر يبحث عن مخرج لن ندعك تدمر بلدنا الحبيب".

وأشار بعض المغردين إلى ارتفاع نسب الجريمة في الآونة الأخيرة بالمجتمع اللبناني؛ إذ غرد الناشط "منير جوني"، قائلاً "الفوضى تتصاعد الى جانب الانهيار المتزايد، والإحصاءات الأمنية الرسمية تشير إلى ٨٥٥ جريمة سرقة في شهري كانون الثاني وشباط ٢٠٢١ فيما بلغت في الفترة نفسها من العام الماضي ٣٦٣".

وأضاف: "الارتفاع مخيف والتوقعات مرعبة... وأهل السلطة لا يأبهون سوى لمصالحهم".

كما عبّر عدد من المغردين عن استيائهم من انهيار الليرة بطريقة فكاهية؛ فقد غردت الناشطة "جنى" باللغة الإنجليزية قائلة "رياض سلامة يقوم فقط بطباعة ورق التواليت في هذه المرحلة"، في إشارة منها إلى الانهيار الكبير الذي تمر به العملة المحلية.

يشار إلى أنّ لبنان يمر بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وسط تعثر تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس (آب) الماضي.

ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، ارتفعت الأسعار في لبنان بنسبة 144 بالمئة، وبات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وخسر عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم.

تداول المغردون مقاطع فيديو تظهر إفراغ كميات كبيرة من السلع المدعومة من الدولة، في مغلفات أخرى بغية بيعها بأسعار مرتفعة

وفي مؤشر آخر على انهيار اقتصاد لبنان، قامت وزارة الاقتصاد اللبنانية برفع سعر كيس الخبز بنسبة 20 بالمئة، الأمر الذي ساهم أيضاً بتأجيج الشارع.

يُذكر أنّ وزارة المال والبنك الدولي وقّعا مؤخراً اتفاقاً على تقديم مساعدة طارئة للبنان قدرها 246 مليون دولار على شكل تحويلات مالية وخدمات اجتماعية لنحو 786 ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر.
 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية