تأكيد المؤكد.. إنها حرب إخوان السودان بامتياز

تأكيد المؤكد.. إنها حرب الكيزان بامتياز

تأكيد المؤكد.. إنها حرب إخوان السودان بامتياز


30/12/2023

علي أحمد

ظللنا نردد، رغم أن الجميع بات مُتأكداً من ذلك، إن هذه الحرب هي حرب الكيزان (الإخوان) بامتياز، وأن السبب الرئيس في إشعالها عن طريق كادرهم المتقدّم في الجيش (عبد الفتاح البرهان)، هو العودة إلى السلطة مرة أخرى، وعقاب الشعب السوداني على (سوء أدبه) معهم بإطاحتهم عن السلطة وضربه بطريقة موجعة ومؤلمة حتى يعود إلى (رشده) ويتبع سبيلهم، فضربوا اعتصام القيادة العامة بمذبحة سارت بها الرُكبان ارتكبوا خلالها أهوالاً، ثم انقلبوا على المفاوضات التي كانت تجري بينهم وبين قوى الحرية والتغيير، وتنصلوا عنها وأوقفوها وأعلن (برهانهم) إنه بصدد تشكيل حكومة خلال 9 أشهر، لكنه عاد مع ضغط الشارع، عودة تُضمر انقلاباً آخر، فكان له ذلك في أكتوبر 2021، لكنه فشل أيضاً، فقد كان الشارع في أوجه واستقال حمدوك رافضًا أن يكون مطية للانقلابيين، وتردد حميدتي إلى أن عاد واعتذر عن مشاركته مصححًا موقفة، فوجلت قلوب الكيزان وكادرهم المتقدم في الجيش (البرهان)، وقرروا الانتقام من حميدتي والقضاء عليه، فقد أصبح عقبة كؤود أمامهم.

هذا ما لخصه، خلال الأيام الماضية، مقطع فيديو للعقيد الركن، مصطفى محمد عثمان، الدفعة (46)، ولا يزال في الخدمة، حيث كشف الرجل عن من الذي بدأ الحرب، ومن أين جاءت الأوامر بإشعالها، وأين بدأت؟

تحدث العقيد ركن، بحديث العارفين في شأن الحرب والسلام والخبراء الضليعيين في الشؤون العسكرية ومن ضمنها كيفية اتخاذ قرار الحرب والإجراءات الإدارية التراتبية التي يمر بها إلى أن يصبح نافذاً ومعمماً على جميع الوحدات، وكيف أن ذلك لم يحدث في الحرب الراهنة، فماذا قال سعادة العقيد الركن؟

قال إنه لم يكن مقتنعاً بالحرب منذ البداية لسببين أساسيين، الأول: عدم وجود خطة للحرب موزعة لجميع القادة، كما هي العادة، وكما هو الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات، وأضاف: أن معظم ضباط قوات الشعب المسلحة لم يتم إخطارهم بالحرب بما فيهم المفتش العام الذي كان ينبغي أن يكون أول العارفين وفقاً لما هو متبع في الجيش، وطلب مِنْ مَنْ تم إخطاره الكشف عن الجهة التي أخطرته، في تلميح ذكي ورشيق إلى أن القيادة العامة لم تعمم أمراً ولم ترفق خطة ولم تخطر أحداً بأنها ستشرع في حرب ما، وبالتالي فإنه يلمح صراحة إلى تنظيم (الكيزان) داخل الجيش، هم من ذهبوا إلى المدينة الرياضية وأطلقوا الطلقة الأولى التي وضعت البلاد على شفير الهاوية.

أما السبب الثاني، فهو – وفقاً دائماً للعقيد الركن مصطفى محمد عثمان؛ فإن القوة التي أطلقت الرصاصة الأولى، تحركت قبل يوم واحد من اندلاع الحرب، من مقر اللواء الأول مشاة (الباقير) حيث يعمل، إلى المدينة الرياضية حيث معسكر الدعم السريع، لكن لا أحد يعرف من الذي حركها؟، ومن الذي أصدر لها (تعليمات) التحرُّك، خصوصاً أن هذه القوة تحركت دون حماية أو إسناد أو خطة معروفة ومدروسة وبدون معرفة الوحدات المجاورة لها، كما تحدث في هذا السياق عن أمور فنية وإجرائية عسكرية دقيقة، خلُص منها إلى هذه الخطة لم يضعها عسكري محترف. إذاً من الذي وضعها؟

قال العقيد الركن، إن بات واضحاً للجميع إن هذه الحرب هي حرب “الكيزان والفلول الذين اتخذوا من القوات المسلحة مطية للوصول إلى هدفهم “. وأشار هنا إلى أمر مفصلي، وهو أنه حتى بعد اندلاع الحرب فإن الفلول يعيقون مساعي ايقافها بواسطة المفاوضات.

بالنسبة لي، فإن هذه الأمور كلها معروفة ومكشوفة منذ اللحظة الأولى لاشتعال الحرب، أعرف جيداً، أن من يقودونها هم الكيزان، بل أعرف ضباطهم الذين يقودون الحرب حتى هذه اللحظة من داخل القيادة العامة للجيش، واعرف ان هذه حربهم ومقبرتهم الأبدية بإذن الله، لكن أيضاً أضاف لي تسجيل سعادة العقيد الركن الكثير من المعلومات العسكرية المُهمة والضرورية التي تسهم في تعضيد وبرهنة أن الكيزان عليهم لعنة الله الأبديّة، هم من اشعلوا الحرب ويستخدمون الجيش ويستهدفون الشعب.

عن "الراكوبة"

الصفحة الرئيسية