بينها الزهايمر"... باحثون يختبرون علاج الأمراض العصبية والدماغية بالموسيقى"

بينها الزهايمر"... باحثون يختبرون علاج الأمراض العصبية والدماغية بالموسيقى"


22/11/2021

توصلت دراسات علمية حديثة إلى أنّ تأثير الموسيقى يتعدى لحظات الاستمتاع فقط، ويصل إلى استخدامات علاجية فعّالة لبعض الأمراض العصبية والدماغية.

وقد ثبت أنّ الغناء أو العزف على آلة موسيقية، أو حتى الاستماع إلى الموسيقى، ينشط العديد من مناطق الدماغ، التي تتحكّم في الكلام والحركة والإدراك والذاكرة والعاطفة، وغالباً يتمّ كل ذلك في الوقت نفسه.

تظهر الدراسات أنه بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، يمكن للموسيقى في كثير من الأحيان أن تثير ردّ فعل يساعد المرضى على الوصول إلى الذكريات التي فقدوها سابقاً.

ويشير العديد من الدراسات إلى أنّ الموسيقى يمكن أن تزيد نمو الخلايا الدماغية؛ ممّا قد يساعد الدماغ على إصلاح نفسه، وفق ما أورده موقع "كونفرزيشن".

وبحسب تقرير نشره الموقع، يبقى الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه الموسيقى في الحالات التي قد لا يعمل فيها الدماغ كما ينبغي.

وتظهر الدراسات أنه بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، يمكن للموسيقى في كثير من الأحيان أن تثير ردّ فعل يساعد المرضى على الوصول إلى الذكريات التي فقدوها سابقاً.

هناك أيضاً أدلة على مرضى عانوا من تلف في الدماغ، وفقدوا القدرة على الكلام، وما يزال بإمكانهم الغناء عند تشغيل الموسيقى.

ونظراً للتأثير القوي للموسيقى على الدماغ، يبحث العلماء فيما إذا كان يمكن استخدامها لعلاج العديد من الحالات العصبية، مثل السكتة الدماغية، أو مرض باركنسون، أو إصابات الدماغ.

يبقى الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه الموسيقى في الحالات التي قد لا يعمل فيها الدماغ كما ينبغي

وأحد هذه العلاجات قيد التحقيق حالياً لمعرفة إمكانية استخدامها من عدمها، تعرف باسم "العلاج بالموسيقى العصبية"، الذي يعمل إلى حدٍّ ما مثل العلاج الطبيعي، أو علاج النطق، ويهدف إلى مساعدة المرضى على إدارة الأعراض، والعمل بشكل أفضل في حياتهم اليومية.

وتتمّ جلسات العلاج من خلال تمارين موسيقية أو إيقاعية، لمساعدة المرضى على استعادة مهاراتهم الوظيفية، على سبيل المثال يمكن للمرضى الذين يتعلمون المشي بعد تعرّضهم لحادث أو صدمة، السير على إيقاع الموسيقى أثناء جلسة العلاج.

وأظهر هذا النوع من العلاج نتائج واعدة في مساعدة الناجين من السكتات الدماغية على استعادة اللغة، وتحسين المشي، واستعادة الحركة الجسدية، بشكل أفضل من العلاجات الأخرى، ويبحث الخبراء حالياً فيما إذا كان العلاج بالموسيقى العصبية يمكن أن يعالج اضطرابات الحركة الأخرى، مثل مرض باركنسون.

وبالمقارنة مع العلاج دون موسيقى، فقد ثبت أنّ العلاج بالموسيقى العصبية يحسّن المشي، ويقلل لحظات "التجمد" (عدم القدرة المؤقتة اللّاإرادية على الحركة) في مرضى باركنسون.

اقرأ أيضاً: الموسيقى ..سلاح الحياة في وجه الموت

وقد بحثت الدراسات فيما إذا كان هذا النوع من العلاج يمكن أن يعالج المشكلات المعرفية لدى الأشخاص المصابين بمرض "هنتنغتون"، أو أولئك الذين عانوا من الإصابات الدماغية الرضحية، التي تنجم عادة عن ارتطام أو هزّة عنيفة يتعرّض لها الرأس أو الجسم.

بالنسبة إلى هذه الأنواع من الحالات، يركّز العلاج بالموسيقى العصبية على تنشيط وتحفيز مناطق الدماغ التي قد تكون قد تضررت، مثل قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة من الدماغ مسؤولة عن تخطيط السلوك المعرفي المعقد، والتعبير عن الشخصية، وصنع القرار، وتعديل السلوك الاجتماعي، وتعديل جوانب محددة من الحديث.

الصفحة الرئيسية