اليمن: 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة.. بيانات حديثة

الحرب في اليمن... (6) ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة

اليمن: 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة.. بيانات حديثة


02/04/2023

بينما أجهضت ميليشيات الحوثي كل محاولات اتفاق السلام التي تقودها المنظمات الدولية، وحولت الحرب التي تقودها هذه الجماعات الانقلابية اليمن إلى أحد أفقر دول العالم، أظهرت بيانات حديثة وزعها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنّ (6) ملايين شخص في هذا البلد يقفون على بعد خطوة واحدة من المجاعة. 

كما أظهر البرنامج أنّ 17‎% فقط يحصلون على احتياجاتهم لتمويل المساعدات للأشهر الـ (6) المقبلة، لافتاً إلى أنّ مستويات انعدام الأمن الغذائي مرتفعة للغاية، وأنّ التقديرات تشير إلى أنّ (6.1) ملايين شخص يقفون على بعد خطوة واحدة من المجاعة، أي في المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي للطوارئ بحلول أواخر العام الماضي، وهو أعلى رقم في أيّ بلد في العالم.

التقديرات تشير إلى أنّ (6.1) ملايين شخص يقفون على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وهو أعلى رقم في أيّ بلد في العالم

البرنامج ذكر في (76) صفحة أنّ تمويل خطة الاحتياجات الفعلية للأشهر الـ (6) من الآن وحتى أيلول (سبتمبر) المقبل يغطي نسبة 17% فقط، في حين أنّ متطلبات التمويل تبلغ (1.15) مليار دولار، مبيناً أنّ التقديرات تشير إلى أنّ (3.5) ملايين شخص، بما في ذلك (2.3) مليون طفل، و(1.3) مليون امرأة حامل أو مرضع وفتاة، يعانون من سوء التغذية الحاد، مع دلائل على مزيد من التدهور إذ تم تخفيف الآثار الإيجابية للهدنة من خلال تقلص مساحة العمل الإنساني.

ووفقاً لآخر بيانات الأمن الغذائي الصادرة في شباط (فبراير) الماضي، ذكر البرنامج أنّ معدل انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء ظل مستقراً في مطلع العام الحالي كانون الثاني (يناير) مقارنة بالشهر السابق، وأفاد بأنّ ما يقرب من نصف الأسر اليمنية (49% على الصعيد الوطني) يعاني من عدم كفاية استهلاك الغذاء، مع معدلات مرتفعة للغاية في (15) محافظة من أصل (22) محافظة، ونبّه إلى أنّ بيئة التشغيل المجزأة والمثيرة للجدل بشكل متزايد أثرت في قدرته على مساعدة من هم في أمس الحاجة للمساعدة.

 (3.5) ملايين شخص، بما في ذلك (2.3) مليون طفل، و(1.3) مليون امرأة حامل أو مرضع وفتاة، يعانون من سوء التغذية الحاد

ويعتقد البرنامج أنّ الهدنة استمرت (6) أشهر في جميع أنحاء البلاد، ووفرت أطول فترة سلام منذ بدء الصراع، لكنّه عاد ليؤكد أنّ الوضع الأمني ظل متقلباً، كما تقلص الحيز الإنساني، لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين.

وقال: إنّ ذلك أثر بشكل مباشر على أنشطة البرنامج، كما أدت آثار الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى زيادة الاحتياجات وتزايد تكاليف التشغيل وانخفاض التمويل، ممّا حدّ من نطاق وحجم تدخلات البرنامج.

برنامج الأغذية العالمي أكد أيضاً أنّ قدرته على تقديم استجابة مبدئية أعيقت "بسبب الزيادة الملحوظة في محاولات التدخل، والعقبات والتأخيرات البيروقراطية، فضلاً عن القيود على الحركة والوصول"، وغالبية هذه التدخلات كانت في مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين.

وقال البرنامج: إنّ المثير للقلق بشكل خاص "هو التطبيق الصارم والمتزايد للممارسات التي تقيد حرية المرأة في الحركة"، حيث أثر ذلك على قدرة المرأة على الوصول إلى الخدمات، وكذلك على قدرة الموظفات الوطنيات في البرنامج على القيام بالعمل الميداني.

الأمم المتحدة: المثير للقلق بشكل خاص هو التطبيق الصارم والمتزايد للممارسات التي تقيد حرية المرأة في الحركة

وأضاف البرنامج أنّه ركز معظم موارده المتاحة على تلبية الاحتياجات الغذائية الهائلة في البلاد من خلال التحويلات غير المشروطة للموارد المنقذة للحياة (المساعدة الغذائية العامة) وعمل على منع سوء التغذية وعلاجه من خلال مجموعة موسعة من أنشطة التغذية، كما قام بتحسين المدخول الغذائي للأطفال وزيادة الالتحاق بالمدارس من خلال التغذية المدرسية، وعمل على حماية سبل العيش وبناء القدرة على الصمود وتنشيط الإنتاج الزراعي لأصحاب الحيازات الصغيرة.

ونبّه التقرير إلى أنّ الأمراض المعدية، فضلاً عن محدودية الوصول إلى التغذية والخدمات الصحية، تسببت في حدوث أحد أعلى معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال في العالم؛ حيث تظهر بيانات التصنيف لمرحلة الأمن الغذائي المتكامل أنّ ما يقرب من (2.2) مليون طفل دون سن الخامسة، و(1.3) مليون امرأة حامل ومرضع يعانين من سوء التغذية الحاد، وأنّ (3.3) ملايين شخص، منهم (1.7) مليون طفل، حصلوا على المساعدات الغذائية.

وبحسب تقارير صحفية، فقد تضاعف حجم خسائر اليمن إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2014 إلى أواخر 2022، لتتجاوز (190) مليار دولار تكبدها اقتصاد البلاد، وأنّ هذه الخسائر تعود إلى الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي، التي حولت اليمن إلى أحد أفقر دول العالم، إذ يعيش حوالي (15.5) مليون مواطن تحت خط الفقر، بينما يهدد الجوع ملايين آخرين، ويحتاجون إلى مساعدات غذائية مستمرة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية