
جدد اعتقال 12 متطرفاً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عاماً، الأربعاء الماضي، بتهمة مبايعة تنظيم "داعش" وإعداد مخطط إرهابي خطر كان يستهدف المغرب، إلى واجهة النقاش، مدى إسهام المناطق والأحياء الهامشية في خلق فكر التطرف والتشدد.
وتتكون الخلية المتطرفة الجديدة التي فُكك أعضاؤها من 12 شخصاً ينحدرون من مناطق مهمشة مثل أزمور وجرسيف وأولاد تايمة، أو من أحياء فقيرة في أطراف مدن مثل الدار البيضاء وطنجة والرباط.
ونقلت صحيفة "اندبندنت عربية"، عن مراقبين أن وضعية الهشاشة في الأحياء الفقيرة والمدن المهمشة تنموياً تفضي إلى وقوع الشباب في براثن التطرف والإرهاب، لكن من جهة أخرى يوجد عدد من الشباب ذهبوا ضحية التطرف على رغم أنهم نشأوا في بيئة ميسورة وعاشوا في أحياء راقية لمدن كبرى.
وتنتمي مدن صغيرة مثل أزمور وجرسيف وأولاد تايمة، التي ينحدر منها المتطرفون الذين اعتقلهم الأمن المغربي أخيراً، إلى ما يسمى "المغرب العميق" الذي يعاني الهشاشة التنموية، مقارنة مع المدن الكبرى للمملكة من قبيل الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة.
استقطاب المنظمات المتطرفة والإرهابية شاباً فقيراً من خلال إغراءات بمكاسب مالية أو دينية هو طريق أسهل من استقطاب شاب متعلم وميسور
وفي كثير من حالات تفكيك الخلايا المتشددة في المغرب كان الشباب المتورطون ينحدرون في الغالب من مناطق مهمشة وأحياء فقيرة، من دون أن يمنع ذلك وجود بعض الحالات لشبان متعلمين (مهندسون مثلاً) وينحدرون من أحياء راقية ومدن كبرى.
ويرى مراقبون أن استقطاب المنظمات المتطرفة والإرهابية شاباً فقيراً، من خلال إغراءات بمكاسب مالية أو دينية، هو طريق أسهل من استقطاب شاب متعلم وميسور الحال.
وبسبب تأثير عاملي الفقر والجهل أيضاً في ميول الشاب إلى معانقة الخطاب والسلوك المتطرف، فإن المتخصصين بالمغرب يشددون على أن "السبيل الأمثل لمناهضة الإرهاب والتطرف يقتضي بالضرورة تضافر الجهود من أجل تحسين جودة التعليم، والقضاء على مظاهر الجهل والفقر والتهميش"، وفقا لـ"اندبندنت عربية".
وانطلاقاً من بحثين ميدانيين سوسيولوجيين في مدينتي المضيق وسلا القديمة، استنتج فوزي بوخريص، أستاذ السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا في جامعة القنيطرة، أنه يمكن اعتبار وضعية الهشاشة التي يعانيها الشباب والشابات المستهدفون، تتفاقم بفعل ضعف الرابط الاجتماعي وتزايد عزلة الفرد وضعف القدرات والمهارات الحياتية.
ويشرح بوخريص، لـ"اندبندنت عربية"، "إذا وجد الشاب نفسه في خضم الفقر والروابط الاجتماعية الضعيفة وفي مواجهة ضيق الأفق، وغموض المستقبل، وعدم القدرة على تجاوز هذه الضغوط، فهو في وضعية هشاشة، مما يسهل استهدافه بالنظر إلى أنه في وضعية ضعف نسبي تجعله عرضة للتأثر السلبي بأية خطابات ومن ثم يكون سهل الاستقطاب لأية تنظيمات أو أنشطة، بما في ذلك تلك المتطرفة والعنيفة".