العملة التركية تواصل النزيف وتتجه لخسارة جديدة... ماذا فعل أردوغان باقتصاد بلاده؟

العملة التركية تواصل النزيف وتتجه لخسارة جديدة... ماذا فعل أردوغان باقتصاد بلاده؟


27/07/2022

نتيجة لأعوام من سياسات الإفقار التي يتبعها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصلت الليرة التركية، التي عانت من أزمات العملة أواخر العام الماضي وفي 2018، النزيف مع اتجاهها نحو سادس خسارة شهرية على التوالي بسبب القلق من ارتفاع التضخم والسياسة النقدية.

وتمّ تداول الليرة على انخفاض 0.3% إلى (17.85) للدولار أمس، لتواصل هبوطها خلال تموز (يوليو) إلى 6.5%.      

وفي حين تتجه غالبية الأنظمة الاقتصادية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، يصر أردوغان على خفض أسعار الفائدة. وبعد سلسلة من تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي التركي العام الماضي فقدت العملة التركية أكثر من نصف قيمتها، قبل أن تتعافى بشكل طفيف بعد حزمة من الإجراءات التي أعلنتها الحكومة في الأسابيع الأخيرة من عام 2021.

واصلت الليرة التركية النزيف، مع اتجاهها نحو سادس خسارة شهرية على التوالي بسبب القلق من ارتفاع التضخم

وبحسب صحيفة "حرييت" التركية، نجم ارتفاع الأسعار عن قرار البنك المركزي، الذي تم اتخاذه بضغط حكومي، بخفض أسعار الفائدة من 19% إلى 14%. وامتنع البنك عن رفع تكاليف الاقتراض منذ ذلك الحين، على الرغم من الزيادات المتسارعة في الأسعار، ممّا دفع العديد من المستثمرين الأجانب إلى الخروج من الليرة.

 عزلة تركية

قال روبن بروكس كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي: إنّ الأسواق العالمية تخلت عن تركيا منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أنّ الأزمات في تركيا والأرجنتين في 2018 أدت إلى انتشار العدوى في بقية الأسواق الناشئة، لكنّ هذا لن يحدث الآن، لأنّ البلدين لا يحصلان على تدفقات من المحافظ الأجنبية، وهما معزولان بشكل أساسي عن الأسواق العالمية.

إلى ذلك، قال محللون هذا الأسبوع: إنّ الليرة في انزلاق بطيء نحو (18) ليرة مقابل الدولار، وقد تستمر عمليات البيع، ما لم تجد تركيا مصدراً جديداً للأموال الأجنبية لتعزيز احتياطياتها من العملات الأجنبية المستنفدة، لافتين إلى أنّ هناك أيضاً حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الشركات ستقرر الالتزام إلى حدٍّ كبير بالحسابات الخاصة المحمية بالليرة المدعومة من الدولة، والمعروفة باسم KKM، التي تمّ تقديمها في كانون الأول (ديسمبر).

قال روبن بروكس كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي: إنّ الأسواق العالمية تخلت عن تركيا منذ فترة طويلة

وقد أبرمت تركيا صفقات مبادلة العملات مع دول، من بينها كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة، على مدى الأشهر الـ (12) الماضية للمساعدة في تعزيز احتياطياتها من العملات الأجنبية.

ومن المقرر أن ينشر البنك المركزي تقرير التضخم الفصلي غداً الخميس، الذي سيتبع القرار المحتمل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بمقدار (75) نقطة أساس، أو 0.75%.       

وأول من أمس، قال أردوغان، الذي أقال (3) محافظين للبنك المركزي منذ صيف 2019: إنّ الحكومة تتوقع تحسناً ملحوظاً في التضخم، يبدأ في شباط (فبراير) أو آذار (مارس) من العام المقبل، أي قبل الانتخابات الرئاسية بـ (3) أشهر، في الوقت الذي يجادل فيه أردوغان بأنّ أسعار الفائدة المرتفعة تضخمية وتتعارض مع معتقداته الإسلامية.

تصريحات أردوغان تأتي غداة حديث له عن الاستقرار الاقتصادي، فقد قال أردوغان الأحد الماضي: "آمل أنّ ننهي كفاحنا من أجل الاستقرار الاقتصادي، فنحن عالقون في مثلث الشيطان لسعر الصرف، والفائدة، والتضخم".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية