العفو الدولية تدعو لتحقيق دولي في مجازر 1988 الجماعية في إيران... ما الجديد؟

العفو الدولية تدعو لتحقيق دولي في مجازر 1988 الجماعية في إيران... ما الجديد؟

العفو الدولية تدعو لتحقيق دولي في مجازر 1988 الجماعية في إيران... ما الجديد؟


14/09/2022

بعد أشهر من إقامة السلطات الإيرانية الجدران حول مقبرة خاوران الجماعية خارج طهران، دعت منظمة العفو الدولية أمس إلى تحقيق دولي فيما أطلقت عليه "المجازر الجماعية" التي وقعت في 1988 بإعدام آلاف المعارضين خارج نطاق القضاء واختفائهم القسري على نحو يرقى إلى مستوى الجرائم المستمرة ضد الإنسانية.

وفي بيان على موقعها الرسمي على الإنترنت، حثت المنظمة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على دعوة السلطات الإيرانية إلى الكفّ عن إخفاء المقابر الجماعية لضحايا "مجازر السجون" في 1988.

دعت منظمة العفو الدولية إلى تحقيق دولي فيما أطلقت عليه "المجازر الجماعية" التي وقعت في 1988 بإعدام آلاف المعارضين

وفي الأشهر الأخيرة، أقامت السلطات الإيرانية عدداً من الجدران الخرسانية الجديدة يبلغ طولها مترين حول مقبرة خاوران الجماعية خارج طهران، حيث يُعتقد أنّ عدة مئات من المعارضين السياسيين الذين أعدموا سرّاً في 1988 قد دُفنوا فيها، ممّا أثار مخاوف جدية من تسهيل السلطات لتدمير المقبرة الجماعية والعبث بها بعيداً عن الأنظار، بما أنّ الموقع لم يعد مرئياً من الخارج بينما يقوم رجال الأمن بحراسة مدخله ولا يسمحون للأقارب بالزيارة سوى في أيام معينة.

وسجلت منظمة العفو الدولية أسماء أكثر من (4482) سجيناً اختفوا خلال ذلك الوقت، لكنّ جماعات المعارضة الإيرانية تشير إلى أنّ عدد السجناء الذين أعدموا كان أعلى من ذلك بكثير، وربما يكون قد أعدِم ما بين (8) آلاف إلى (30) ألف سجين من السجناء السياسيين.

 تدمير الأدلة

إقامة الجدران الخرسانية أثار مخاوف من أن تقدم السلطات الإيرانية على تدمير الأدلة، على حدّ قول ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، التي تابعت: "لا يمكن للسلطات الإيرانية ببساطة أن تبني جداراً حول مسرح الجريمة، وأن تعتقد أنَّ جرائمها ستُمحى وتُنسى. على مدى (34) عاماً قامت السلطات بشكل منهجي ومتعمّد بإخفاء وتدمير الأدلة الرئيسية التي يمكن استخدامها لإثبات نطاق عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء التي نُفذت في 1988، وتحقيق العدالة وحصول الضحايا وعائلاتهم على التعويضات".

إقامة الجدران الخرسانية أثار مخاوف من أن تقدم السلطات الإيرانية على تدمير الأدلة، على حدّ قول ديانا الطحاوي

وأضافت "ما يزال الآلاف من المعارضين السياسيين مختفين قسراً في إيران، ويجب أن يكون هذا الواقع وحده كفيلاً بصدم الضمائر، علماً أنّ أولئك الذين ينبغي التحقيق معهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي قد ارتقوا إلى مناصب تنفيذية وقضائية عليا يواصلون من خلالها التسبب بالمعاناة لأقارب الضحايا. يجب وضع حدٍّ لهذا النهج البغيض إلى الأبد، ويجب على مجلس حقوق الإنسان أن ينشئ على وجه السرعة آلية تحقيق مستقلة لكشف الحقيقة وكخطوة نحو تقديم المشتبه في مسؤوليتهم إلى العدالة".

وقد وُضعت (6) كاميرات مراقبة داخل مقبرة خاوران الجماعية وفي الشارع المحاذي، بغرض ترهيب الأسر المكلومة وردع الناس من زيارة المقبرة لتقديم التعزية وإبداء التعاطف.

وتقع مقبرة خاوران الجماعية في موقع للمدافن خارج العاصمة طهران، وتضم أيضاً العديد من المدافن الفردية التي تعود إلى معارضين سياسيين أعدموا في أوائل ثمانينيات القرن الـ (20).

 وراجعت منظمة العفو الدولية صوراً ومقاطع فيديو للجدران الجديدة لتأكيد روايات أفراد العائلات الذين زاروا موقع مقبرة خاوران الجماعية منذ أواخر أيار (مايو) 2022.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية