العراق ضيف معرض تونس الدولي للكتاب.. وسعيد يرحب بالوفد المشارك

العراق ضيف معرض تونس الدولي للكتاب.. وسعيد يرحب بالوفد المشارك

العراق ضيف معرض تونس الدولي للكتاب.. وسعيد يرحب بالوفد المشارك


03/05/2023

يحلُّ العراق ضيفَ شرفٍ على مهرجان تونس الدولي للكتاب، في بادرة هي الأولى من نوعها بين البلدين العربييَّن؛ حيث بات الحضور العراقي يتعزز عربياً منذ انفتاح دول المنطقة عليه، وتغيير إعدادات السياسة الخارجية العراقية تجاه تلك الدول، الأمر الذي انعكس إيجاباً على العلاقات الثقافية بين العراق وأشقائه العرب.

فقد عاش الجانبان حالة اغتراب واشتباك في علاقتهما لـ (20) عاماً، وكان للعرب موقفهم السلبيّ من التغيير الذي أزاح نظام صدام حسين في نيسان (أبريل) 2003، ومجيء نظام سياسي جديد يفتقر إلى اللغة الدبلوماسية الناعمة مع محيطه العربي والإقليمي؛ وذلك لحداثة التجربة لديه، وضعف إمكانياته في التعاطي مع الآخر المختلف عنه.

تمضي السنون التي قاربت العقدين، وإذا العراق يجد نفسه حاضراً فاعلاً ومرحباً به، بدءاً من دول الخليج العربي، وصولاً إلى الأقطار المغاربية التي لم تدخر جهداً إلا وبذلته في سبيل العودة العراقية إلى الحاضن القومي. علماً أنّ تلك العودة كانت عبر نافذتين خليجيتين مهمتين بالمنطقة، تحسب لهما دبلوماسياً، وهما: دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية. فقد امتازت العلاقة العراقية معهما، وتحديداً خلال الحكومة السابقة (حكومة مصطفى الكاظمي) بالنوعية والاستثنائية، مقارنةً بعلاقات العراق مع دول الخليج في ظلّ الحكومات الـ (6) الماضية التي أعقبت سقوط النظام.

الضيافة الثقافية للعراق على المستوى الشرف في المعارض الدولية للكتاب، هي الثانية لبلاد وادي الرافدين؛ إذ ضيَّفت الرياض في معرض تشرين الأول (أكتوبر) 2021 صنّاع القرار والنخب الثقافية العراقية، في محاولة ناجحة لتفعيل القوة الناعمة وإصلاح ما أفسدته السياسة، وذلك بعد أعوام عجاف من هيمنة الأصوليين والمتطرفين، وشيوع لغة الإقصاء، ومنطق التطرف الذي ساد المنطقة حينها. بل كانت الخطوة السعودية عملية استئناف رسمي لعلاقات الشعوب الشقيقة عربياً، بعيداً عن سلوكيات المجاملة، وفائض اللفظيات الخطابية الذي لم يثمر عن أيّ شيء مُجدٍ في السابق.

بات الحضور العراقي يتعزز عربياً منذ انفتاح دول المنطقة عليه

وعلى غرار الرياض، كانت لتونس العاصمة الخطوة الثانية في استضافة بغداد لمعرضها الدولي الكتاب، حيث استقبل أهل قرطاج بدفء المحبة والأخوة أدباء وكتّاب العراق، وخصصوا فقرات خاصة بالشأن الثقافي العراقي، مبتهجين بحضورهم في التظاهرة الثقافية التي تشهدها تونس منذ أيام.

دعم الوفد العراقي

وتنوّع الوفد العراقي المشارك في فعاليات المعرض التونسي للكتاب، حيث ضم نسيجاً إبداعياً ونخبوياً متنوعاً، توزع ما بين شعراء وكُتّاب ونقّاد وأكاديميين. مع رفد الحكومة العراقية الوفد المشارك بطائرة رئاسية خاصة، للتأكيد على أهمية مثل هذه الفعاليات، التي من شأنها أن تعمّق أواصر العلاقة العراقية العربية، ورفع مستوى الدعم الرسمي لها.

وأكدت الحكومة العراقية على دعمها للمشاركة الثقافية، وقالت في بيان لها: إنّ "دعم مثل هذه المشاركة يأتي تأكيداً لنهج الحكومة في الاهتمام بالحركة الثقافية والنتاج الإبداعي العراقي، وتوفير أسباب التواصل لها، وتمكينها من تمثيل صورة العراق المشرقة أمام العالم".

الضيافة الثقافية للعراق على المستوى الشرف في المعارض الدولية للكتاب، هي الثانية لبلاد وادي الرافدين؛ إذ ضيَّفت الرياض في معرض تشرين الأول 2021 صنّاع القرار والنخب الثقافية العراقية، في محاولة ناجحة لتفعيل القوة الناعمة وإصلاح ما أفسدته السياسة

وقد أفرد القائمون على المعرض برنامجاً خاصاً للمشاركة العراقية، حيث خصصت ندوة فكرية خاصة بالمفكر العراقي الدكتور عبد الجبار الرفاعي، وندوة أخرى تناولت النقد والسرد العربي، كان الحديث فيها للروائييَّن خضير فليح الزيدي، وميثم طاهر، أمّا ندوة الدرس الجامعي في العراق، فقد تحدّث فيها الدكتور علي المرهج، والدكتور خالد خليل هويدي. وتواصلت الندوات الخاصة بالحضور العراقي، لتشمل ندوة تتعلق بالجانب النقدي شارك فيها الناقد العراقي الدكتور عبد العظيم السلطاني، والناقد الدكتور فائز الشرع، في حين كانت للمساهمة الشعرية الحصة الكبرى من البرنامج الثقافي الخاص بضيوف الشرف على مهرجان تونس الدولي للكتاب. وقد أُفردت أمسيتان شعريتان؛ إحداهما في المعرض بتونس العاصمة، والثانية في بيت الشعر في القيروان، العاصمة التاريخية لبلاد المغرب العربي.  

الرئيس سعيّد مُرحّباً

ما أن وطأت قدماه المعرض الدولي للكتاب في تونس، حتى كان الجناح العراقي مقصده. يرحب رئيس الجمهورية قيس سعيّد بالمثقفين العراقيين، ويعبّر عن إعجابه الكبير بمدينة بغداد، بوصفها حاضرةً ثقافيةً على مدار الزمن، منشداً التوأمة العربية نحو مجالات متعددة، على رأسها الثقافة والسياحة المتبادلة بين البلدين.

وقال الرئيس سعيّد لدى زيارته مقار إقامة المثقفين العراقيين في المعرض: "كان لي الشرف في زيارة الجناح العراقي بمعرض تونس الدولي للكتاب، وهي مناسبة لأذكّر فيها بالعلاقات التاريخية العميقة بين الشعبين التونسي والعراقي، كما أنّها مناسبة لشكر أشقائنا في العراق على الجهد الكبير الذي قاموا به للمساهمة في هذا المعرض كضيف شرف".

 يرحب رئيس الجمهورية قيس سعيّد بالمثقفين العراقيين

وأضاف: "أعلم أنّ شوارع بغداد هي معرض مستمر على مدار العام للكتاب، كما أعلم جيداً العلاقات التي كانت قائمة منذ الأعوام الـ (20) من القرن الماضي، وفي هذا الإطار أذكر قصيدة شاعر الرصافة للترحيب بالشيخ عبد العزيز الثعالبي، والأمثلة في هذا المجال كثيرة، وفقنا الله وايّاكم، حتى تشعّ الثقافة العربية، وينتشر الفكر المستنير في كل أرجاء الأمّة العربية". 

قيس سعيد: استضافة العراق كضيف شرف بمعرض تونس الدولي للكتاب هي مناسبة لأذكّر فيها بالعلاقات التاريخية العميقة بين الشعبين التونسي والعراقي

هذا، وأخذت زيارات المسؤولين والمثقفين التونسيين تتوالى على الجناح العراقي في معرض تونس الدولي للكتاب، حيث زار المفكر التونسي عبد المجيد الشرفي الجناح والتقى بنظيره العراقي عبد الجبار الرفاعي، ومثقفين عراقيين. وطلب الضيوف من الشرفي أن يزور بغداد، وقد وعد بزيارتها في تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. كذلك زارت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية  الدكتورة حياة قطاط القرمازي الجناح العراقي، وقدّمت للجناح هديةً تمثلت بكتاب "تفسير التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور" تعبيراً عن اعتزاز الثقافة التونسية بمشاركة العراق كضيف شرف في معرضها الدولي للكتاب، فضلاً عن الحضور الثقافي الكبير للوفد العراقي المشارك في الفعاليات والأنشطة الثقافية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية