السودان: انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار... والسعودية وأمريكا تعلقان

جددت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية في السودان، في أول تعليق لهما على الاختراقات التي وقعت أمس لاتفاق وقف اطلاق النار الذي عقد بين الفرقاء العسكريين في مدينة جدة برعاية البلدين. 

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أنّ الطرفين بالسودان لم يلتزما بعدم السعي وراء مكاسب عسكرية قبل وقف النار، مضيفةً أنّ الرياض وواشنطن تطالبان بالتزام الطرفين بوقف النار.

البلدان أبلغا طرفي الصراع بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، تضمنت عمليات هجوم في الخرطوم والأبيض وهجمات جوية واستغلال للأسلحة

وجاء في بيان وزارة الخارجية السعودية: "تجدد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تأكيد أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار (قصير الأمد) والترتيبات الإنسانية في السودان، والتي وقعت عليها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في المملكة العربية السعودية، في مدينة جدة بتاريخ 20 أيار (مايو) الجاري، وبعد مضي (5) أسابيع على الصراع المستمر، فالشعب السوداني بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وإلى عودة الخدمات الأساسية، وهو ما سيكون ممكناً في ظل وقف إطلاق النار المؤقت".

وأضاف البيان: "لاحظ المسهّلان (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة) خلال هذه المحادثات أنّ كلا الطرفين لم يلتزما بعدم السعي وراء مكاسب عسكرية خلال فترة الـ (48) ساعة، وقبل بدء وقف إطلاق النار، وبالرغم من أنّ القتال في الخرطوم أخفّ شدةً عن ذي قبل، فإنّ المسهلين أبلغا طرفي الصراع بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار، تضمنت عمليات هجوم في الخرطوم والأبيض وهجمات جوية واستغلال للأسلحة".

بلينكن يطالب أطراف النزاع في السودان بضرورة الالتزام بالهدنة، محذراً إياهم من مواجهة عقوبات

وتابع البيان: إنّ السعودية والولايات المتحدة تسعيان للتحقق من ادعاءات بحدوث انتهاكات لوقف إطلاق النار في السودان، وإنّ نقاشات بناءة تجري حول المساعدات الإنسانية وإيصالها.

وختم البيان: "ونظراً لاستمرار معاناة الشعب السوداني كنتيجة لهذا الصراع المدمّر، فإنّ المملكة والولايات المتحدة تجددان التزامهما للشعب السوداني، وتطالبان بالتزام الطرفين بما وقّعا عليه من التزامات لوقف إطلاق النار المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية".

وفي سياق متصل بالمساعدات، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إنّ الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات إنسانية بقيمة (245) مليون دولار للسودان والدول المجاورة، لمساعدتها على التعامل مع الأزمة المستمرة الناجمة عن الصراع في السودان.

وطالب بلينكن أطراف النزاع في السودان بضرورة الالتزام بالهدنة، محذراً إياهم من مواجهة عقوبات.

رغم الهدنة دوت أصوات معارك وغارات جوية ومدفعيات ثقيلة في العاصمة السودانية الخرطوم وفي عدد من المناطق

وأكد بلينكن أنّ الهدنة في السودان تهدف لإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الضرورية والبنية التحتية.

ورغم دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسمياً، ليل أول من أمس، فإنّ أصوات معارك وغارات جوية دوت في العاصمة السودانية الخرطوم.

وجرت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في أم درمان، وفق ما نقلت شبكة (العربية).

وتحدثت وسائل إعلام عن سماع أصوات اشتباكات وغارات جوية جنوب العاصمة وفي الضواحي الشمالية الشرقية للخرطوم بعد الموعد المحدد للهدنة، بالإضافة إلى وقوع اشتباكات في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري، ومواجهات في شارع الغابة وسط الخرطوم.

ولم يختلف الحال كثيراً لدى سكان أم درمان وبحري، حيث إنّ أصوات النيران المستمرة بددت حالة الهدوء النسبي، بالإضافة إلى قصف المدفعية.