السعودية وإيران تعقدان اتفاقاً تاريخياً... أبرز ردود الفعل العربية والدولية

السعودية وإيران تعقدان اتفاقاً تاريخياً... ردود فعل عربية ودولية

السعودية وإيران تعقدان اتفاقاً تاريخياً... أبرز ردود الفعل العربية والدولية


11/03/2023

اتفقت السعودية وإيران بوساطة صينية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما، وعلى تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.

وبحسب بيان ثلاثي صادر عن الدول الـ (3)، تُستأنف العلاقات بين الرياض وطهران، ويُعاد افتتاح السفارتين في غضون مدة لا تتجاوز شهرين.

وجاء في البيان: "تتضمن الاتفاقية تأكيد الطرفين المعنيين على سيادة كل منهما، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي".

وسيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في عام 2001، فضلاً عن اتفاقية أخرى جرى توقيعها في وقت سابق في مجال التجارة والاستثمار.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية في السعودية، فقد جرى الاتفاق على أن يعقد وزيرا الخارجية، السعودي والإيراني، اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.

من جهتها، أكدت السعودية أنّ استئناف العلاقات مع إيران يأتي في إطار تمسكها بالحوار ومبادئ حسن الجوار وتعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم.

اتفقت السعودية وإيران بوساطة صينية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية: إنّ "استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة".

وأضاف: "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويّاً لبناء نموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

وفي سياق متصل، أكد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي الدكتور مساعد بن محمد العيبان على ترحيب قيادة المملكة بمبادرة الرئيس الصيني لتطوير العلاقات بين المملكة وإيران.

السعودية: استئناف العلاقات مع إيران يأتي في إطار تمسكها بالحوار ومبادئ حسن الجوار وتعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم

وأكد أنّ "هذا يأتي انطلاقاً من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وأضاف العيبان أنّ "ترحيب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بالمبادرة الكريمة للرئيس الصيني شي جين بينغ لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، يأتي انطلاقاً من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار، وانتهاج الحوار والدبلوماسية لحلّ الخلافات".

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الجلسة الختامية للمباحثات التي سبقت التوقيع على اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، باستضافة ورعاية من الصين، بحضور صيني رفيع المستوى.

وقال: "يسرّني أن أنقل شكر وتقدير الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للرئيس شي جين بينغ على المبادرة الكريمة لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، وأن تكون الصين جسراً للحوار بينهما".

واستطرد: "نعبّر عن شكرنا وتقديرنا للعراق وسلطنة عُمان على التسهيلات التي قدمها البلدان الشقيقان لجولات الحوار السابقة".

وزير الخارجية السعودي: يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة

ولفت إلى أنّ "الاتفاق يأتي تتويجاً للمباحثات المتعمقة التي أجريناها خلال هذا الأسبوع، والتي حظيت بدعم قيادات دولنا الـ (3)، وتمّت خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لمعالجتها".

وأشار إلى أنّ "المملكة حرصت على أن يكون ذلك في إطار ما يجمع البلدين من روابط أخوية، وفتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية".

وعبّر عن أمله بـ "أن نستمر في مواصلة الحوار البنّاء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق"، معربين عن "تثميننا وتقديرنا لمواصلة الصين دورها الإيجابي في هذا الصدد".

مسؤول أمني إيراني بارز: الاتفاق بين إيران والسعودية يحظى بدعم المرشد الأعلى علي خامنئي

من الجانب الآخر، أكد وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أنّ استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يعود بالنفع على كلا البلدين والمنطقة.

وأضاف في تغريدة عبر "تويتر" أمس: "توفر عودة العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي".

وتابع: "إنّ سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية، فإنّ الحكومة الإيرانية تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، وتعمل دبلوماسيتنا بنشاط وراء مزيد من الخطوات الإقليمية".

وفي السياق، قال مسؤول أمني إيراني بارز: إنّ الاتفاق يحظى بدعم المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأضاف المسؤول في تصريج صحفي لـ"رويترز": "من أجل ذلك سافر شامخاني إلى الصين كممثل للقائد الأعلى، لقد أرادت المؤسسة التدليل على أنّ السلطة الأعلى في إيران تدعم القرار".

هذا، وتوالت ردود الفعل عربياً ودولياً على الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية، معتبرين إيّاها خطوة باتجاه الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

قرقاش: نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمّن الدور الصيني في هذا الشأن

وأكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، على ترحيب بلاده بالاتفاق بين السعودية وإيران.

وقال قرقاش في تغريدة عبر "تويتر": "نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمّن الدور الصيني في هذا الشأن".

وأضاف: "الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقراراً للجميع".

وزير خارجية إيران: استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يعود بالنفع على كلا البلدين والمنطقة

بدوره، رحّب العراق باتفاق السعودية وإيران على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية نقلته وكالة (واع)، فإنّ الاتفاق "سينعكس على تكامل العلاقات بين الجانبين، ويُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة، بهدف إطار يحقق تطلُّعات جميع الأطراف ويُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".

من جهتها، أعربت مصر عن آمالها في أن تساعد هذه الانفراجة في تخفيف حدة الأجواء في الشرق الأوسط.

وفي الإطار ذاته، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن ترحيبها بالاتفاق، وعن أملها بأن يساهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء الثقة وتطوير علاقات الصداقة بين كلا الطرفين، بما يصبّ في مصلحة دول المنطقة والعالم.

البحرين ترحب بالاتفاق، وتعبّر عن أملها في أن يشكّل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية

هذا، ورحبت مملكة البحرين، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بالاتفاق، وعبّرت عن أملها في أن يشكّل خطوة إيجابية على طريق حلّ الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والالتزام بميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والقوانين والأعراف الدولية، مشيدة في هذا الصدد بالدور القيادي للمملكة العربية السعودية في دعم الأمن والسلام والاستقرار، وانتهاج الدبلوماسية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية، حسبما نقلت وكالة (بنا).

من جهته، أعرب رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تطلع بلاده إلى أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوبها.

وأعربت سطلنة عُمان عن ترحيبها بالاتفاق، وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء العُمانية عن وزارة الخارجية قولها: "سلطنة عُمان ترحب بالبيان الثلاثي المشترك الصادر من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة شهرين، وعلى تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب".

البيت الأبيض: واشنطن كانت قلقة بشأن تقارير عن الاتفاقية، إلا أنّها ترحّب بأيّ جهود تُبذل لإنهاء الحرب في اليمن، ونزْع فتيل التوتر في الشرق الأوسط

وفي سوريا، قالت وزارة خارجيتها في بيان أوردته وكالة سانا: "إنّ هذه الخطوة المهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وإلى التعاون الذي سينعكس إيجابياً على المصالح المشتركة لشعبي البلدين خاصة ولشعوب المنطقة عامة. سوريا ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين، وتقدّر عالياً الجهود المخلصة التي قامت بها القيادة الصينية في هذا المجال.

أعربت سطلنة عُمان عن ترحيبها بالاتفاق

كما رحّب لبنان على لسان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب بالبيان الثلاثي الصيني ـ السعودي ـ الإيراني.

وأضاف أنّ الاتفاق بين السعودية وإيران سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة.

وأشار بوحبيب إلى أنّ لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه، ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الإيجابي البنّاء الذي سيعود حتماً على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة.

دولياً ، قال متحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض: إنّ واشنطن كانت قلقة بشأن تقارير عن الاتفاقية، إلا أنّها ترحّب بأيّ جهود تُبذل لإنهاء الحرب في اليمن، ونزْع فتيل التوتر في الشرق الأوسط.

وزارة الخارجية العراقية : الاتفاق سينعكس على تكامل العلاقات بين الجانبين، ويُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة

ورحبت فرنسا أمس بالإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر بأنّ باريس تؤيد "أيّ مبادرة يمكن أن تساهم بشكل ملموس في تهدئة التوترات وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".

وهنأت الخارجية التركية إيران والسعودية "على هذه الخطوة المهمة التي اتخذها البلدان، بما ينسجم مع مسارات الليونة والتطبيع التي تسود منطقة الشرق الأوسط منذ فترة".

وأعربت عن ثقتها بأنّ التقدم في العلاقات بين البلدين سيسهم بشكل كبير في أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها.

يُذكر أنّ العلاقات بين البلدين قطعت (3) مرات؛ كانت الأولى عام 1943، إثر مزاعم طهران بأنّ السلطات السعودية قامت بإعدام أحد الحجاج الإيرانيين، لكنّها عادت عام 1946، أي بعد (3) أعوام من القطيعة.

هنأت الخارجية التركية إيران والسعودية

وكانت الثانية عام 1987، إثر مواجهات بين الشرطة السعودية وحجاج إيرانيين قتل فيها أكثر من (400) شخص، معظمهم من الإيرانيين، لكنّها عادت عام 1991، أي بعد نحو (4) أعوام من القطيعة.

وكانت القطيعة الثالثة في العلاقات مطلع عام 2016 بعد قيام محتجين إيرانيين بإحراق واقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد شمال شرق إيران، على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر بعد إدانته بقضايا إرهابية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية