قال متحدث عسكري جنوبي، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء، إنّ عناصر من تنظيم القاعدة، قتلوا نحو 20 من أفراد قوات الأمن اليمنية، في هجوم بمحافظة أبين الجنوبية، يوم الثلاثاء، 6 أيلول (سبتمبر) الجاري، قبل مقتل جميع المهاجمين الثمانية.
وقال المتحدث باسم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، محمد النقيب، في تصريحات لوكالة "رويترز"، إنّ المسلحين استخدموا قذائف صاروخية، وأسلحة خفيفة ومتوسطة، ومركبات عسكرية، في كمين على نقطة تفتيش أمنية في مديرية أحور.
وكانت قوات المجلس الانتقالي، قد كثفت الشهر الماضي من وجودها في أنحاء أبين، كخطوة لمحاربة المنظمات الإرهابية، وعلى وجه التحديد تنظيم القاعدة.
موجة من العمليات الإرهابية
يبدو أنّ تنظيم القاعدة، بالتحالف مع أطراف أخرى، على رأسها ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني، قرر شن مجموعة من الهجمات الإرهابية، لاستهداف الجنوبي الانتقالي، وكذا الجيش الوطني اليمني؛ من أجل تخفيف الضغط على الجماعات الإرهابية.
وعليه، شهدت مدينة المكلا، مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود يمنيين، وإصابة ستة آخرين، بينهم قائد عسكري ميداني، عندما فجّر مسلحون من تنظيم القاعدة، عدة عبوات ناسفة، كما شنّوا هجمات متعددة في محافظة أبين جنوب اليمن، يوم أمس الاثنين 12 أيلول (سبتمبر) الجاري، في محاولة لوقف تقدم الجيش اليمني، تجاه معاقل المسلحين.
وبحسب موقع (Arab News) قال مسؤولان محليان إنّ الجنود قُتلوا على الفور، بعد أن لامست سياراتهم عبوات ناسفة زرعها تنظيم القاعدة في المودية، أثناء توغلهم في مناطق نائية من المنطقة. وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته، إنّه "لا يمكن لمقاتلي القاعدة وقف تقدم القوات الجنوبية، ومع ذلك، قاموا فقط بزرع الألغام قبل الفرار".
يبدو أنّ تنظيم القاعدة، بالتحالف مع أطراف أخرى، على رأسها ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني، قرر شن مجموعة من الهجمات الإرهابية، لاستهداف الجنوبي الانتقالي
وعلى الرغم من تتابع للهجمات الإرهابية، فقد نجحت القوات اليمنية، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل أساسي، في تطهير جيوب القاعدة على بعد حوالي 35 كيلومتراً شرق المودية، وما تزال تتوغل في المناطق النائية في أبين، وأفاد سكان المنطقة أنّهم سمعوا دوي انفجارات كبيرة، مع رؤية دخان كثيف يتصاعد من مناطق جبلية شرق مودية، أمس الإثنين، فيما تبادلت القوات المتقدمة إطلاق النار مع مسلحي تنظيم القاعدة.
ضرب أوكار الإرهاب
وتندرج الأنشطة العسكرية في أبين، في إطار هجوم شنّته قوات الأمن المحلية يوم السبت الماضي، ويهدف إلى طرد مسلحي تنظيم القاعدة، من مخابئهم التي يسيطرون عليها منذ فترة طويلة، في أبين وشبوة، حيث يشن المسلحون هجمات مميتة على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وبحسب الموقع الناطق بالإنجليزية، فإنّه على مدى الأيام الثلاثة الماضية، سيطر الجيش اليمني على مساحة واسعة من الأراضي في أبين، بما في ذلك ثلاثة وديان؛ تضم كلاً منها معسكرات تدريب تابعة للقاعدة، كما دخلت القوات الأمنية في خابر المراقيشة، وهي منطقة ذات تضاريس وعرة وجبلية، يسكنها مسلحو تنظيم القاعدة؛ حيث كانت مقراً للإرهابي، جلال بلعيدي، القيادي البارز في القاعدة، الذي قتل بطائرة مسيرة أمريكية في نفس المنطقة في العام 2016. وفي شبوة طردت القوات اليمنية المسلحين من المسينة، وتواصل مطاردة جيوب القاعدة في جبال المنطقة.
على الرغم من تتابع الهجمات الإرهابية، فقد نجحت القوات اليمنية، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل أساسي، في تطهير جيوب القاعدة على بعد حوالي 35 كيلومتراً شرق المودية، ولا تزال تتوغل في المناطق النائية في أبين
من جهة أخرى، قال قادة عسكريون محليون، إنّ العمليات الحالية في أبين وشبوة، ستتوقف بمجرد تطهير المحافظتين من مقاتلي القاعدة. ومع ذلك، يرى المحللون أنّه بسبب معرفة القاعدة بالتضاريس الصعبة لأبين وشبوة والبيضاء، قد لا تتمكن القوات العسكرية المحلية، من تحقيق المزيد من المكاسب في جبال المحافظات الثلاث.
من جهته، قال يحيى أبو حاتم، المحلل العسكري اليمني، لموقع (Arab News)، إنّ القاعدة تحتمي منذ فترة طويلة في مناطق أبين النائية، والأماكن الجبلية التي تفتقر إلى السكان ونفوذ مؤسسات الدولة. وأوضح أبو حاتم أنّ "التنظيمات الإرهابية تزدهر في المناطق الميتة والوعرة؛ حيث يمكنها بسهولة إقامة منشآت عسكرية، واللجوء إلى الكهوف والأودية"؛ ذلك أنّه "في تلك المناطق، كانت خدمات الدولة غائبة لفترة طويلة". وأشار أبو حاتم إلى أنّ تنظيم القاعدة يزدهر أيضاً في المناطق الواقعة بين أبين وشبوة، وقريبة من البيضا، التي يسيطر عليها الحوثيون؛ وذلك بسبب العلاقة غير العادية بين القاعدة والحوثيين، الذين يشجعون المسلحين على تنفيذ هجمات في المناطق المحررة مقابل الحماية والسلاح، وعليه؛ فإنّ تلك المناطق المحررة، خاصّة في المحافظات الجنوبية، لن تكون آمنة دون تحرير البيضاء من الحوثيين، وتشكيل غرفة قيادة واحدة، وتفعيل دور أجهزة الاستخبارات.
تقارير ميدانية يمنية أكدت أنّ قوات عسكرية أخرى، بما في ذلك كتائب العمالقة وقوات دفاع شبوة، على وشك طرد مقاتلي القاعدة بشكل كامل من منطقة المسينة، وهي تشق طريقها الآن إلى واد طويل وعر يسمى مذهب. ولفتت التقارير إلى أنّ القوات العسكرية واجهت مقاومة شديدة من مقاتلي القاعدة، الذين زرعوا ألغاماً أرضية وشراكاً مفخخة؛ لعرقلة تقدمهم بشكل أعمق في تلك المناطق الوعرة.
حرب عصابات
التقارير أفادت كذلك أنّ مقاتلي القاعدة تفوقوا في العدد على القوات المهاجمة، لكنهم لم يتمكنوا من وقف تقدمهم، وسرعان ما فروا إلى سلسلة جبال وعرة بين أبين وشبوة والبيضاء.
المتحدث باسم القوات الجنوبية، محمد النقيب، قال إنّ قواته سيطرت على 3 وديان في أبين، تضم 3 منشآت تدريب عسكرية لتنظيم القاعدة. مضيفاً: "لقد طردنا القاعدة من النسيل وموجان والساري، والعناصر الإرهابية هربت إلى الجبال، والعملية العسكرية مستمرة".
تقارير ميدانية يمنية أكدت أنّ قوات عسكرية أخرى، بما في ذلك كتائب العمالقة وقوات دفاع شبوة، على وشك طرد مقاتلي القاعدة بشكل كامل من منطقة المسينة
ومنذ الأحد الماضي، انتشر مئات الجنود، في لودر، وأحور، ومناطق أخرى بمحافظة أبين؛ لإحباط أيّ محاولات من قبل مسلحي القاعدة لشن هجمات مضادة، وعلى الرغم من فشل العديد من العمليات العسكرية لطرد الإرهابيين من تلك الأماكن في الماضي؛ لأنّ المسلحين يشنون هجمات مضادة شرسة بناءً على فهمهم لطبيعة الجغرافيا المحلية، إلّا أنّ العملية الشاملة الجارية الآن، تبدو أكثر إصراراً على تطهير اليمن من تنظيم القاعدة والميليشيات المتحالفة معه.