رغم الاضطرابات والأزمات التي مر بها العام 2020، وعلى رأسها جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وزعزعت استقراره ووضعت بعض الدول على حافة الهاوية، إلّا أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة، أثبتت قدرة ومرونة عالية في مواجهة هذه المتغيرات، ونجحت في تحويل التحديات إلى فرص.
اقرأ أيضاً: الإمارات الأولى خليجياً وعربياً وإقليمياً في حصة الفرد من إجمالي الإنفاق الصحي
ونجحت الإمارات في تحقيق إنجازات كبرى خلال 2020، وهو العام الذي اعتبر عام "الاستعداد للخمسين"، شملت إطلاق مسبار الأمل، وتشغيل المرحلة الأولى من محطة براكة للطاقة النووية، فضلاً عن قدرتها في الحد من انتشار فيروس كورونا، وغيرها من الإنجازات التي نستعرض أبرزها في هذا التقرير.
كورونا
أظهرت دولة الإمارات العربية مرونة عالية في الاستجابة لجائحة كورونا وما ترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية، عبر جملة من الابتكارات الخلاقة مثل؛ توظيف الذكاء الاصطناعي في تتبع انتشار الفيروس، وتطوير تقنية لاكتشاف كورونا بالليزر تظهر النتائج خلال ثوانٍ معدودة، واعتماد العلاج بالخلايا الجذعية للمصابين، والدخول بقوة على خط الجهود العالمية لإيجاد لقاح فعّال ضد المرض.
واتخذت الإمارات جملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية التي وضعتها على رأس الدول الأكثر أماناً في الأزمات والكوارث والطوارئ، وكذلك في تقديم أعلى مستويات الخدمة والرعاية لمواطنيها والمقيمين فيها، تتجاوز معدلات الشفاء فيها الـ 90 بالمئة.
اقرأ أيضاً: الإمارات..49 عاماً من التطور
ووفق تقرير لمجلة "فوربس"، احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً والمرتبة التاسعة على مستوى العالم في مؤشر الدول الأكثر أماناً من فيروس "كوفيد19"، وذلك له دلالات قوية تشير إلى قوة النظام الصحي في الإمارات، وقدرته على التجاوب مع أسوأ الظروف.
اتخذت الإمارات جملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة كورونا، لتضعها على رأس الدول الأكثر أماناً في الأزمات والكوارث والطوارئ
كما سارعت القيادة الإماراتية إلى شراء لقاحات فيروس كورونا حال الإعلان عن فعاليتها؛ إذ تشير التقارير الصحفية إلى أنّ وزارة الصحة تعاقدت مبدئياً لاستيراد نحو مليون جرعة من لقاح فايزر، ومليون و700 ألف جرعة من موديرنا، و3 ملايين جرعة من "أكسفورد-أسترازينيكا"، فضلاً عن تسجيل لقاح شركة "سينوفارم" الصينية، الذي أكدت النتائج الأولية فعاليته بنسبة 86 بالمئة.
ولم تتوقف الجهود الإماراتية لمحاربة كورونا عند حدودها، بل تخطتها لتجوب قافلات المساعدات الإنسانية دول العالم، وتصل إلى نحو 110 دول حول العالم، تضمَّنت نحو 1305 أطنان من المعدات الطبية والمواد الغذائية.
إنجازات تخطت حدود الأرض
وكرست دولة الإمارات خلال عام 2020 مكانتها في نادي الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء وتطوير التعاون الدولي.
كرّست دولة الإمارات خلال عام 2020 مكانتها في نادي الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء وتطوير التعاون الدولي
وأكدت 4 إنجازات شهدها عام 2020 بداية من إطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ وصولاً للإعلان عن بناء القمر الصناعي "MBZ-Sat"، أنّ الإمارات ماضية في تنفيذ استراتيجيتها لتطوير قطاع الفضاء المحلي وزيادة حجم الاستثمار على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم جراء أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
وشكل إطلاق "مسبار الأمل" الإماراتي لاستكشاف المريخ في 20 تموز (يوليو) الماضي باكورة الإنجازات الإماراتية في مجال الفضاء هذا العام، والذي أصبحت من خلاله أول دولة عربية تنجح في استكشاف الكواكب الأخرى، كما أصبحت عضواً في نادي مستكشفي المريخ الذي يضم 7 دول فقط على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً: تنافست على قائمة عجائب الطبيعة السبع.. هل يذكرك ممر هذه الجزيرة الإماراتية بالقصص الخرافية؟
ولم تتوقف الإنجازات الفضائية عند هذا الحد، فقد أطلقت الإمارات في 28 أيلول (سبتمبر) الماضي، القمر الاصطناعي البيئي المصغر "مزن سات"، وهو أول قمر اصطناعي للأغراض البيئية بالدولة، والأول من نوعه، والذي صمّمه وطوّره 30 طالباً من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.
شكّل إطلاق (مسبار الأمل) الإماراتي لاستكشاف المريخ في 20 تموز الماضي باكورة الإنجازات الإماراتية في مجال الفضاء هذا العام
وفي 29 أيلول ( سبتمبر) أعلنت الإمارات عن مشروع لاستكشاف القمر، يمثل أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر يشمل تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد"، على اسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني دبي الحديثة.
وسوف يتم تصميم المستكشف وبناؤه بجهود إماراتية 100 بالمئة، لتكون الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقاً، والصين.
الطاقة النووية السلمية
وبعد أسبوعين فقط من إطلاق مسبار الأمل، أعلنت الإمارات عن إنجاز استثنائي جديد بفضل رؤية القيادة الرشيدة وعزيمة وإرادة شباب لا يعرفون المستحيل وهو نجاح إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى في مشروع محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة وذلك بعد حوالي 10 أعوام من بدء البرنامج النووي السلمي في الإمارات.
وعند اكتمال تشغيل المشروع؛ فإن مفاعلات الطاقة الـ 4 ستوفر ربع احتياجات الإمارات من الطاقة وهو ما يؤمن لها مستقبلاً مشرقاً مع الأخذ في الاعتبار الاستثمارات الكبرى التي ضختها سابقاً في تطوير مصادر بديلة من الطاقة بينها الطاقة الشمسية.
صدارة وتحطيم أرقام قياسية
شهد العام 2020 منح وكالة التصنيف الدولية "موديز" دولة الإمارات العربية المتحدة، تصنيف Aa2 في الجدارة الائتمانية، وهو التصنيف السيادي الأعلى في المنطقة مع نظرة مستقرة للاقتصاد الوطني، الأمر الذي يعكس نجاح رؤية وسياسات الدولة المالية والاقتصادية، وقوة واستقرار قطاعاتها الاقتصادية والمالية والائتمانية.
حقّقت الإمارات المرتبة الأولى خليجياً وعربياً وإقليمياً على مستوى دول شرق المتوسط في قيمة حصة الفرد من إجمالي الإنفاق الصحي
كما حققت دولة الإمارات المرتبة الأولى خليجياً وعربياً وإقليمياً على مستوى دول شرق المتوسط في قيمة حصة الفرد من إجمالي الإنفاق الصحي، ما يؤكد أنّ نظام التمويل الصحي بالدولة مستدام حيث بلغت نسبة الإنفاق الإلزامي 83 بالمئة من قيمة الإنفاق الكلي على قطاع الرعاية الصحية.
ولم يتوقف الطموح الإماراتي عند هذا الحد؛ فقد تصدّرت دولة الإمارات مؤشر سلامة الغذاء والماء والكهرباء المقدمة لمواطنيها على مستوى العالم، وفقاً لنتائج استطلاع رأي عالمي نفذته مؤسسة "غالوب" الأمريكية للأبحاث والاستشارات الإدارية، بشأن المخاطر ومؤشر أداء الحكومات في توفير السلامة للسكان، وتقاسمت المركز الأول مع سنغافورة بنسبة 93 بالمئة لكل منهما، حيث رأى 93 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أنّ حكومتي الإمارات وسنغافورة تزوّدان السكان لدى كلٍّ منهما بغذاء نظيف وصحي.
تعزيز حقوق الإنسان
خطوة أخرى تخطوها دولة الإمارات نحو استشراف المستقبل، وتأتي هذه المرّة في مجال تعزيز الحقوق التشريعية التي تحفظ حقوق الإنسان ككلّ، والمرأة بشكل خاص؛ وتعبّر عن إدراك حكّام ومسؤولي الإمارات لعالمية الدولة، وتفهّمهم للتنوّع الثقافيّ والدّيني، وإيمانهم بأنّ السلطة لا يجب أنّ تتدخل في حياة الفرد، تعزيزاً لحرية الإنسان.
اقرأ أيضاً: بالصور.. غوغل يشارك الإماراتيين احتفالاتهم باليوم الوطني الـ 49
ومن أهمّ التشريعات المعدلة؛ إلغاء العذر في القضايا التي تُسمى "جرائم الشرف"، لتعامل وفق قانون العقوبات، كي لا ينجو القاتل بجريمته، وحفاظاً على أرواح الناس، وتعزيز اللجوء للتقاضي لحلّ المشكلات الأسريّة، بدلاً من الانتقام.
وفيما يتعلّق بتفهّم التنوّع الثقافيّ؛ أقرّت الإمارات بحقّ كلّ أجنبي بالاحتكام إلى قوانين الميراث المعمول بها في بلده، وألغت المواد التي تسمح بالتدخل في خصوصية الإنسان.