الإضراب في السودان.. هل يؤتي أكله؟

الإضراب في السودان.. هل يؤتي أكله؟


28/05/2019

يعم الإضراب العام اليوم القطاعين؛ العام والخاص، في السودان لمدة يومين بمشاركة شريحة كبيرة من الموظفين وأرباب العمل؛ بهدف زيادة الضغط على المجلس العسكري الحاكم لنقل السلطة إلى المدنيين.

وتعثرت المحادثات بين تحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير"، الذي يمثّل المحتجّين وضبّاط الجيش الذين تولوا السلطة عقب الإطاحة بعمر البشير في نيسان (أبريل) الماضي، بعد اختلافهما حول توزيع المناصب بين العسكريين والمدنيين، وحول من يرأس مجلس السيادة الذي سيتولى حكم البلاد في المرحلة الانتقالية، وفق ما أوردت "فرانس برس".

سودانيون ينفذون إضراباً عاماً ليومين للضغط على المجلس العسكري لنقل السلطة إلى المدنيين

وقال القيادي في التحالف، صديق فاروق، في تصريح صحفي: "وصلتنا استجابة عالية جداً لدعوتنا، وهي أكثر من توقعاتنا. هناك قطاعات لم نكن نتوقّع مشاركتها وصلتنا منها استجابات".

وأضاف "الإضراب لمدة يومين يريد إرسال رسالة واضحة للعالم بأنّ الشعب السوداني يريد تغييراً حقيقياً ولن يقبل بأن تظلّ السلطة في يد العسكريين".

لكن الدعوة إلى الإضراب كشفت تصدّعات داخل تحالف قوى الحرية والتغيير؛ إذ أعلن حزب الأمّة القومي، أحد أبرز الأعضاء في التحالف، رفضه الإضراب.

وقال الحزب، في بيان أول من أمس، إنّ "الإضراب العام سلاح علينا استخدامه باتّفاق الجميع، وعلينا تجنّب الإجراءات التي ليس عليها اتفاق".

وألقى زعيم حزب الأمة، الصادق المهدي، الذي ظل يعارض النظام السابق لعقود، بثقله خلف الاحتجاجات بعد اندلاعها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكان المهدي يترأس حكومة منتخبة أطاح بها البشير في عام 1989 بمساندة الإسلاميين.

في المقابل، أعلن حزب المؤتمر برئاسة عمر الدقير المنضوي في التحالف أنّه سيشارك في الإضراب للتنديد بـ "تعنّت" المجلس العسكري.

وأعلن موظفون في مطار الخرطوم والبنك المركزي وشركة الكهرباء والنيابة العامة أنّهم سيتوقفون عن العمل لمدة 48 ساعة.

حميدتي: يجب إشراك الآخرين بالمفاوضات ولن نسلم السودان إلا إلى أيادٍ أمينة

وأقدم العسكريون، تحت ضغط الشارع، على إجراء مفاوضات مع ممثلين عن المتظاهرين اجتمعوا ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير،  وحقّقت المفاوضات اتفاقاً على تشكيل مجالس مختلطة لفترة انتقالية مدّتها ثلاثة أعوام، لكنّها اصطدمت بإصرار العسكر على ترؤس مجلس السيادة ورفض التحالف ذلك.

من جهته، اتهم نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، أمس، "قوى إعلان الحرية والتغيير" التي تمثل الحراك المطالب بسلطة مدنية بأنّها "تريد تغيير كل الأجهزة بما فيها الدعم السريع والأجهزة الأمنية والمدنية".

وأضاف حميدتي أنّ قوى إعلان الحرية والتغيير "لا يريدوننا شركاء بل في موقع شرفي"، لافتاً إلى أنّه لن يغلق باب التفاوض ولكن يجب إشراك الآخرين. مكرراً قوله "أقسم بأنّ المجلس العسكري لن يسلم السودان إلا إلى أيادٍ أمينة".

 

 

الصفحة الرئيسية