اتهامات لفيلق الشام بارتكاب جرائم ممنهجة في قرية باصوفان الإيزيدية

اتهامات لفيلق الشام بارتكاب جرائم ممنهجة في قرية باصوفان الإيزيدية


06/03/2022

باعتبار أنّ المغدور هذه المرّة كان من المستقدمين وله قبيلة تسأل عنه، اضطّرت ميليشيات "فيلق الشام" للاعتراف باقتراف الجريمة في مقرّ أمنيتها، واستنفرت القوى الأمنية للتحقيق فيها؛ لكن مثلها من الجرائم المرتكبة بحق الكُـرد السكّان الأصليين تُغلق وتسجّل أغلبها ضدّ مجهول.

فيما يلي انتهاكات وجرائم موثقة، حسبما أفاد بيان صادر عن حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، وصل "حفريات" نسخة منه.

قرية باصوفان

من القرى الإيزيدية الكبيرة في جبل ليلون، وتبعد عن مركز مدينة عفرين 35 كم جنوباً، وتتبع لها إدارياً، مؤلفة من حوالي 300 منزلاً، وكان فيها حوالي 2000 نسمة، سكّان كُـرد إيزيديين أصليين، أثناء العدوان نزحوا جميعاً، ولم يعود منهم سوى 75 عائلة (200 نسمة)، والبقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي 150 عائلة (1000 نسمة)، من المستقدمين فيها. قُبيل وأثناء العدوان تم قصف القرية ومحيطها بالطيران والمدفعية حوالي عشر مرات، حيث تضرر المنزل القديم العائد للمرحوم الشيخ "جمو علي أوسو" بشكلٍ جزئي.

تضرر المنزل القديم العائد للمرحوم الشيخ "جمو علي أوسو"- باصوفان

سابقاً كانت القرية تابعة للإدارة الذاتية وتقع على حدود التماس مع ما يسمى بـ "الجيش الحرَ"، حيث تعرّضت للقصف والاعتداء لأكثر من مرّة؛ ففي 27 نيسان (أبريل) 2016، وقعت أضرار مادية وضحايا قتلى وجرحى من أهاليها.

اقرأ أيضاً: تركيا متهمة بـ"الإبادة الجماعية".. والسر عند الإيزيديين

تسيطر على القرية ميليشيات "فيلق الشام" التي اتخذت من منزل المواطن "سليمان جعفر" مقراً عسكرياً، واستولت على منازل المُهجَّرين قسراً، وسرقت ما فيها من محتويات، وسرقت من بقية المنازل مؤن وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز وأدوات وتجهيزات كهربائية وغيرها.

يناشد أهالي السجناء المخفيين والمحتجزين قسراً لدى "فيلق الشام" للكشف عن مصيرهم وإطلاق سراحهم فوراً، حيث هناك خشية كبيرة على حياتهم

واستولت على كامل المخبز الآلي الحديث مع مجموعة توليد كهربائية، وإلى جانبه كامل المنزل، العائدين لأولاد المرحوم "عز الدين شيخو".

وقامت بالحفر داخل القرية في عدة أماكن وفي موقع "كفر لاب"، شرقيها، أمام أعين الأهالي، بحثاً عن الآثار التاريخية وسرقتها.

وتعرّض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، منها القتل والاختطاف والاعتقالات التعسفية والتعذيب والإهانات والابتزاز المادي وغيره؛ إذ اعتقل العشرات منهم، بينهم نساء، وتعرضوا للتعذيب الشديد، مثل المواطنة "غزالة منان سلمو (50 عاماً)، التي اعتقلت من قبل الفيلق، بتاريخ 4 كانون الأول (ديسمبر) 2020، واقتديت إلى سجنه الخاص في قرية "إيسكا"، وما يزال مصيرها مجهولاً إلى الآن، وذلك ضمن حملة اعتقالات شنّها في القرية بُعيد تعرّض سيارة أحد متزعميه في ذاك التاريخ لانفجار لغم أرضي قرب قرية "بعيه" المجاورة.

اقرأ أيضاً: كيف استخدمت تركيا الدين أداة للقمع في الشمال السوري؟.. الإيزيديون نموذجاً

وفي 30 آذار (مارس) 2020، تعرّض المواطن "دلكش عمر عربو" لرصاصٍ حيّ أطلقته عناصر الفيلق؛ لأنّه رفض أوامرهم بإخلاء منزله، حيث شُفي من الإصابة، وأثناء عودة المواطنة غزالة أوسو بنت جمو علي (69 عاماً) إلى القرية، بعد النزوح في ربيع 2018، تم استهدافها من قبل حاجز الميليشيا في قرية "كباشين" فأصيبت بطلق ناري وشُفيت منه فيما بعد، بينما تم توطين عوائل من المستقدمين معها في منزلها عنوةً.

اضطهاد ديني

كما تعرضوا لاضطهاد ديني، حيث تمّ تخريب مزار "شيخ علي" الإيزيدي، وسط القرية، من قبل الفيلق، في اليوم الأول من رمضان، المصادف 24 نيسان (أيار) 2020، وسرقت محتوياته، بالتكبيرات، وبحجة أنّه يعود للكفار.

 وفيما بعد جرى ترميم قبة المزار، قبيل زيارة "نصر الحريري- رئيس الائتلاف السوري السابق" في محاولةٍ لتجميل وجه الاحتلال، ونكايةً بالأهالي تم تحويل منزل "حنان ناصر عربو" إلى مسجد، ويُجبر الأهالي أحياناً على ارتياده، كما تم تخريب بعض قبور موتى القرية، خاصةً تلك التي كُتب عليها باللغة الكردية.

حفر الموقع الأثري "كفر لاب"- شرق "باصوفان"

وقد اتخذ الجيش والاستخبارات التركية من فيلا (بناء طابقي) لأبناء المرحوم "نبي موسى نبو" مقرّاً عسكرياً، وقلع حوالي ألف شجرة زيتون وعنب وغيرها من حوله، عائدة لـ "أولاد المرحوم جمو علي أوسو، محمد علي قرنو، علي حسن أوسو، عائلة مِرجو" لأجل إنشاء طوق أمني، كما قلع ألف شجرةٍ زيتون وتين ولوز وجوز أخرى، عائدة إلى: قدري سليمان، موسى سليمان، جمعة جمو، سليمان جعفر، بكري جعفر، علي جعفر، حسين حسين، ناصر حسن نبو" بغاية إنشاء قاعدة عسكرية، وقطعت الميليشيات حوالي ألفي شجرة مثمرة متنوعة أخرى في محيط القرية، بغاية التحطيب والتجارة.

وبسبب الاحتلال سقط من أبناء القرية شهداء مدنيين:

- نزار سليمان عربو (35 عاماً)، سلمو بطال سلمو (50 عاماً)، في 2 تموز (يوليو) 2018، أثناء خدمتهما في مركز للأسايش.

- الطفلة رولافا بنت خالد محمد علي قارنو (10 عاماً): من مُهجَّري "باصوفان"، بتاريخ 23 أيلول (سبتمبر) 2021، في مشفى بحلب، بسبب انفجار لغمٍ أرضي في قرية "الأحداث"- شمال حلب قبل يوم.

- خليل سوري أوسو (33 عاماً): في 2 آب (أغسطس) 2019، نتيجة تعرّضه لانفجار لغم أرضي قرب قرية "برج القاص"، أثناء عودته من مناطق النزوح في الشهباء إلى قريته.

فيلق الشام لا يقلّ عن "فرقة السلطان سليمان شاه" إجراماً

بتاريخ 24 شباط (فبراير) 2022؛ خرج المدني عبد الرزاق طراد العبيد (مواليد معزراف 1977 محردة) (وهو مستقدم من ريف حماه- قبيلة النعيم)، من قرية "جلمة"- مكان إقامته، ليذهب إلى جنديرس؛ اختفى ولم يعد، وصباح اليوم التالي أخبرت ميليشيات "الشرطة العسكرية في جنديرس" ذويه باستلام جثته، وتبيّن أنّه كان محتجزاً لدى أمنية ميليشيات "فيلق الشام" بتهمة التخابر مع الإدارة الذاتية- شرق الفرات، وقد فقد حياته تحت التعذيب؛ إذ استنفر أبناء القبيلة وتوترت الأوضاع في الناحية والقرية، وسط استنفار عسكري في عفرين وجنديرس.

فيلا (بناء طابقي) لأبناء المرحوم "نبي موسى نبو" قبل الاحتلال- باصوفان

ويُذكر أنّ الفيلق لا يقل عن "فرقة السلطان سليمان شاه"، ومتزعمها "محمد الجاسم- أبو عمشة"، الذي ذاع صيته في الفساد والإجرام،  حيث أشارت تقارير سابقة إلى أنّ كبار قادته السياسيين (منذر سراس وأبو عبادة وهيثم محمود رحمة ومحمد نذير الحكيم) أعضاء بارزون في تنظيم الإخوان المسلمين، وفي هيئات الائتلاف السوري المعارض - إسطنبول، وأكّدت التقارير على وجود سجون سرّية له، أبرزها في بلدة ميدان أكس- راجو، وفي مدجنة المرحوم فاروق عزت مصطفى، بقرية "إيسكا"- شيروا، حيث يتعرض المختطفون والمعتقلون للتعذيب الشديد وللإخفاء القسري أو الاحتجاز القسري المديد، دون محاكمات، ولو شكلية، أو توكيل محامين، حيث قبل شهر قام الفيلق بإحالة بعض المعتقلين في "إيسكا" من بينهم "حسن شكري سيدو (36 عاماً)، المحتجز منذ 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، إلى "الشرطة العسكرية في جنديرس"، وهناك المواطن "علي خليل خليل (42 عاماً)، من أهالي قرية "جلمة"، محتجز فيه قسراً منذ سنة وتسعة أشهر، رغم أنّه لم يكن على علاقة بالإدارة السابقة، إضافة إلى الكثير من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها الفيلق، حيث ذاع صيت صليل الخالدي والرائد هشام الحمصي، في ميدان أكبس، بالفساد والانتهاكات، وعبد الله حلاوة و عبدو عثمان في "باسوطة و برج عبدالو"، بمعمل المخدرات.

 

اقرأ أيضاً: لماذا تُصعّد ميليشيات إيران تهديداتها ضد الأكراد في العراق؟

ومايزال مصير غزالة منان سلمو، 4 كانون الأول (ديسمبر) 2020، وشاكر شيخو شيخو منذ 16 شباط (فبراير) 2002، المعتقلَين والمخفيَّين لدى الفيلق، مجهولاً.

اعتقالات تعسفية

اعتقلت سلطات الاحتلال، منذ شهر، المواطن محمد حمو حموكو (67 عاماً من أهالي بلدة بعدينا، من قبل شرطة راجو، بسبب احتفائه بمنشور على صفحة تواصل اجتماعي عن سقوط الثلج وحلول البياض بدلاً عن الظلم والظلام، وهو ما يزال محتجزاً في راجو، ولا تتمكّن أسرته من دفع مبلغ الغرامة المالية (2 ألفي ليرة تركية) من أجل الإفراج عنه، ويُذكَر أنّ نجله، محمد حموكو بن محمد (22 عاماً)، كان قد اعتقل في إسطنبول منذ عامين ونصف، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وحكم عليه بالسجن أربعة أعوام.

- بتاريخ 11 شباط (فبراير) 2022، المواطنين "محمد حميد حبيب /60/ عاماً أطلق سراحه بعد خمسة أيام، ونجله حبيب محمد حبيب /24/ عاماً، وابن شقيقه محمد فوزي حبيب /26/ عاماً، فرهاد علي بريمو /31/ عاماً" من أهالي قرية "شاديره"- شيروا، من قبل الشرطة العسكرية في جنديرس، حيث تعرّضوا للتعذيب الشديد، وأُطلق سراح الجميع بعد فرض غرامة مالية /2000/ ليرة تركية على كل واحدٍ منهم.

 

اقرأ أيضاً: تركيا تُعمر قرى في عفرين بعد تهجير الأكراد منها... تفاصيل

- بتاريخ 13/2/2022م، المواطنون حسين إبراهيم حجو (67 عاماً) ومحمد حيدر محمد (60 عاماً) للمرة الثانية، وأُفرج عنه في 17 شباط (فبراير) 2022، شكري حسين باكير (58 عاماً)، للمرة الرابعة، صلاح منان شيخو (55 عاماً)، من أهالي قرية "قده"، من قبل شرطة راجو وبالتعاون مع ميليشيا "فرقة الحمزات"، بُعيد اعتقال المواطنة آسيا حسين موسى /60/ عاماً، لثلاثة أيام، التي اعتقلت سابقاً لأربعة أشهر في صيف 2018 بحجة مشاهدتها في صورة على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي واقفة قرب جثث لعناصر من الميليشيا قُتلوا في القرية أثناء الهجوم عليها.

 

اقرأ أيضاً: هل تنجح الحرب الدعائية التركية ضد الأكراد في ما فشلت فيه البنادق؟

 وفي 21 شباط (فبراير) 2021، اعتقل من القرية ذاتها المواطنون: محمد شيخو معمو (65 عاماً)، وجميل عبدو شيخو (63 عاماً)، وحسن علي مراد (58 عاماً)، من قبل شرطة راجو، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وما يزالون محتجزين.

- بتاريخ 16 شباط (فبراير) 2022، المواطن شاكر شيخو شيخو (35 عاماً)، من أهالي قرية "جلمة"- جنديرس، من قبل ميليشيات "فيلق الشام"، وما يزال مصيره مجهولاً.

- بتاريخ 17 شباط (فبراير) 2022، المسنّ يوسف أصلان عبد العزيز، من أهالي قرية "سيمالكا"- موباتا/ معبطلي، المقيم في مدينة عفرين من قبل الشرطة، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.

تسيطر على قرية باصوفان ميليشيات "فيلق الشام" التي اتخذت من منزل المواطن "سليمان جعفر" مقراً عسكرياً، واستولت على منازل المُهجَّرين قسراً، وسرقت ما فيها

- بتاريخ 19 شباط (فبراير) 2022، المواطن محيي الدين خالد نعسان (43 عاماً)، من أهالي قرية علمدار- راجو، من قبل "الشرطة العسكرية" في حي الأشرفية بعفرين، بتهمة المشاركة في الحراسة الليلية، وما يزال محتجزاً.

قطع الأشجار والغابات

- قطعت ميليشيات "لواء سمرقند" شجرتَي سنديان رومي معمّرتان (أكثر من 250 عاماً)، الأولى بالكامل في موقع "خرابه شيخا- Xirabê Şêxa" – شمال بلدة كفرصفرة، والثانية في جنوب البلدة بشكلٍ جائر.

غابة مزار "قازقلي"- جنديرس، في أيلول (سبتمبر) 2017، قبل الاحتلال والقطع، آب (أغسطس) 2020، بعد الاحتلال والقطع، غوغل إيرث.

- بالمقارنة بين صورتَين التقطا من قبل غوغل إيرث، في أيلول (سبتمبر) 2017، قبل الاحتلال والقطع، وآب (أغسطس) 2020، بعد الاحتلال والقطع، لغابة مزار "قازقلي"- جنديرس، بمساحة تقريبية 6 هكتارات، يتبين بوضوح مدى القطع الواسع الذي طالها على أيادي الميليشيات، وباعتبار أنّ القطع مستمر من تاريخ الصورة الثانية إلى الآن (أكثر من عامين ونصف)، تكون الغابة قد أُبيدت.

فوضى وفلتان

- بتاريخ 22 شباط (فبراير) 2022، اعتدت مجموعة من ميليشيات "الشرطة العسكرية في عفرين" على مركز لـ "الشرطة المدنية في عفرين، بسبب خلاف وتدافع بين عنصر من الأولى مع عناصر المركز، حيث أطلقت الرصاص الحي رغم وجود المدنيين في المركز، فأصيب عنصران وامرأة بجروح.

ويناشد أهالي السجناء المخفيين والمحتجزين قسراً لدى "فيلق الشام" للكشف عن مصيرهم وإطلاق سراحهم فوراً، حيث هناك خشية كبيرة على حياتهم، لما لهذه الميليشيات من صيت عن التعذيب والقتل.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية