إيران تُحول النمسا إلى "بؤرة من الجواسيس"... ما الجديد؟

إيران تُحول النمسا إلى "بؤرة من الجواسيس"... تفاصيل

إيران تُحول النمسا إلى "بؤرة من الجواسيس"... ما الجديد؟


24/01/2023

النظام الإيراني ينشر أنشطة التجسس الشائنة في الدولة الواقعة في وسط أوروبا، والنمسا "جذابة" لمثل هؤلاء الفاعلين السيئين، خصوصاً الصين وروسيا وتركيا؛ بسبب العقوبات الجنائية الضعيفة على جرائم التجسس، هذا ما أكده تقرير جديد أصدره المكتب الاتحادي النمساوي لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب في كانون الثاني (يناير) الجاري.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "جورازليم بوست"، فقد نشرت المخابرات الإيرانية شبكة من الجواسيس في النمسا على مر الأعوام. ويلعب فيلق القدس التابع للوحدة العسكرية الخاصة دوراً لا يستهان به، وهو متخصص في هذا النشاط، بالإضافة إلى العمليات العسكرية خارج الحدود الإقليمية في الحصول على معلومات استخبارية.

وقد صنفت الحكومة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية في عام 2019. وصوّت البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي لصالح قرار غير ملزم لمعاقبة الحرس الثوري الإيراني ككيان إرهابي.

تجد أجهزة التجسس الأجنبية أنّه من "المغري" العمل على الأراضي النمساوية؛ بسبب انخفاض مستوى التهديد بالعقاب

وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس: إنّ الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى حكم قضائي يعلن أنّ الحرس الثوري الإيراني يشارك في أنشطة إرهابية، قبل أن يتم حظر القوة العسكرية البالغ عددها (125) ألفاً.

وقال تقرير المخابرات النمساوية، الذي نقله موقع "العربية نت": إنّ عمليات التجسس السيبراني في النمسا تنفذها إلى حدٍّ كبير إيران وروسيا والصين، وفي تناقض حاد مع التقارير السابقة التي تجاهلت إلى حدٍّ كبير الأنشطة الإرهابية والتجسسية للنظام الإيراني، خصص التقرير الجديد تحليلاً لجهود النظام الإيراني.

ووفقاً لوثيقة الاستخبارات، تجد أجهزة التجسس الأجنبية أنّه من "المغري" العمل على الأراضي النمساوية؛ بسبب "انخفاض مستوى التهديد بالعقاب"، وأشار التقرير إلى أنّ أجهزة الاستخبارات النمساوية، على عكس الأجهزة الأوروبية، لديها قوى ضعيفة في جمع المعلومات الاستخباراتية.

وبحسب الصحيفة، فإنّ النمسا هي أيضاً بؤرة لنشاط التجسس؛ وذلك بسبب "وضعها الجغرافي السياسي الجيد"، خصوصاً أنّها موقع عدد من المنظمات الدولية، فضلاً عن قوتها الاقتصادية.

وذكرت الغرف الاقتصادية النمساوية على موقعها الإلكتروني أنّه "في النصف الأول من عام 2022، صدّرت النمسا سلعاً بقيمة (98.1) مليون يورو إلى إيران، بزيادة قدرها  113.1%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق". وأضافت مجموعة الأعمال أنّه "في العام بأكمله صدّرت النمسا بضائع بقيمة (117.8) مليون يورو إلى إيران بزيادة 17.6%، مقارنة بالعام السابق".

وأشار التقرير إلى أنّ التجسس في النمسا يتم تحت غطاء الدبلوماسية في السفارات والقنصليات الأجنبية. وكتب مسؤولو المخابرات النمساويون أنّ الجواسيس الأجانب يعملون أيضاً "في النوادي والمراكز الثقافية ووكالات الأنباء وشركات الطيران أو مواقع الأعمال الأخرى".

التجسس في النمسا يتم تحت غطاء الدبلوماسية في السفارات والقنصليات الأجنبية

ووصفت هيئة الإذاعة النمساوية، في مقالها حول تقرير المخابرات الجديد، أنّ "النمسا هي جنة الجواسيس".

وتُعتبر النمسا موقعاً مهمّاً لجهاز المخابرات التركية MIT، نظراً إلى الجالية الكبيرة من الأشخاص "من أصل تركي" في النمسا.

وقال تقرير المخابرات: "ينصبّ التركيز الرئيسي لأجهزة المخابرات التركية بشكل خاص على منتقدي النظام والمعارضين وحركة غولن وحزب العمال الكردستاني، لأنّ الحكومة التركية تصنفهم على أنّهم متطرفون أو إرهابيون".

أمّا عمليات التجسس الصينية، وفقاً للتقرير، فهي مكرّسة لجمع المعلومات حول "القدرات العسكرية للقوات العسكرية الأجنبية"، بالإضافة إلى تأمين "المعلومات العلمية والتكنولوجية المتعلقة بالجيوش الأوروبية".

وقال التقرير النمساوي: إنّ المخابرات الروسية تعمل دون تغيير في النمسا "بكثافة عالية"، وتستهدف عملية التجسس الروسية "توظيف موظفين في مؤسسات ذات أهمية خاصة للاتحاد الروسي".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية