إيران تؤجج التوتر مع الغرب.. ماذا فعلت؟

إيران تؤجج التوتر مع الغرب وتصدر حكماً بإعدام معارض إيراني ألماني

إيران تؤجج التوتر مع الغرب.. ماذا فعلت؟


22/02/2023

فيما يتزايد الغضب الغربي تجاه إيران بسبب الإعدامات التي أعقبت الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، أشهرت السلطات الإيرانية من جديد ورقة الإعدامات، بعد إصدار حُكمها على المعارض الإيراني الألماني جمشید شارمهد، للاشتباه بتورطه في اعتداء إرهابي على مسجد في العام 2008، وهو ما سيُعرّض إيران لعقوبات غربية جديدة.

مثل جمشید شارمهد (67) عاماً، الذي أعلن توقيفه في آب (أغسطس) 2020، أمام محكمة في طهران في شباط (فبراير) 2022، وقد اتُهم بالمشاركة في تنفيذ هجوم على مسجد في شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل (14) شخصاً في نيسان (أبريل) 2008.

وجاء على موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية في إيران أنّ "جمشید شارمهد، زعيم مجموعة تندر الإرهابية، حُكم عليه بالإعدام بتهمة الإفساد في الأرض من خلال التخطيط لأعمال إرهابية وقيادتها".

وجّه إليه القضاء تهمة إقامة اتصالات مع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات الأمريكية

ووجّه إليه القضاء تهمة إقامة اتصالات مع "عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية"، وبأنّه "حاول الاتصال بعملاء الموساد الإسرائيلي".

ردّاً على ذلك، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الثلاثاء في بيان: "إنّ الحكم بالإعدام على جمشید شارمهد غير مقبول على الإطلاق، ليست عقوبة الإعدام قاسية وغير إنسانية ومهينة فحسب، بل إنّ جمشيد شارمهد لم يسبق له أن خضع لمحاكمة عادلة، ولم تتح له إمكانية الحصول على مساعدة قانونية يختارها بحرية".

وحذّرت من أنّ "تطبيق حكم الإعدام على شارمهد سيواجَه بردّ قوي"، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وكانت عائلته تخشى من أن يلقى المصير الذي لقيه المعارض الإيراني روح الله زم الذي كان لاجئاً في فرنسا، وشُنق في كانون الأول (ديسمبر) 2020 في إيران، بعد مغادرته باريس في تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه إلى العراق حيث اعتقلته السلطات الإيرانية، وفق تأكيد أنصاره.

ولفت "ميزان أونلاين" إلى أنّ حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد صدر عن محكمة درجة أولى، ويمكن بالتالي استئنافه أمام المحكمة العليا.

وكانت إيران قد أعلنت في آب (أغسطس) 2020 توقيف شارمهد الذي كان مقيماً حينها في الولايات المتحدة، من خلال "عملية معقّدة"، دون أن تحدّد مكان أو كيفية تنفيذها.

حُكم عليه بالإعدام بتهمة الإفساد في الأرض من خلال التخطيط لأعمال إرهابية وقيادتها

وقال مدير منظمة "حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومية محمود أميري مقدم الثلاثاء: "خطفوا جمشید شارمهد، والآن يرسلونه إلى الموت بعد محاكمة صورية"، مضيفاً: "في الواقع تهدد الجمهورية الإسلامية ببساطة بقتل رهينة".

وسبق أن أثارت طهران سلسلة من التنديدات الدولية، بعدما أعدمت في كانون الثاني (يناير) المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري بتهمة التجسس لحساب المملكة المتحدة.

وشارمهد هو ثاني حامل جنسية أجنبية، إلى جانب الجنسية الإيرانية، يواجه خطر الإعدام في إيران.

وفي 6 كانون الأول (ديسمبر) حكم القضاء الإيراني بالإعدام على المعارض الإيراني السويدي حبيب فرج الله شعب، المعروف أيضاً باسم حبيب أسيود، بتهمة الإفساد في الأرض.

وكان هذا الأخير رئيس "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، وهي مجموعة تعتبرها السلطات الإيرانية حركة إرهابية، وقد اختفى في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 بعدما زار إسطنبول، وظهر مجدداً بعد شهر معتقلاً في إيران.

واتُهم شعب أيضاً بـ "التخطيط لأعمال إرهابية وقيادتها" أسفرت عن مقتل أكثر من (30) شخصاً في اعتداءين عامَي 2006 و2018.

شارمهد هو ثاني حامل جنسية أجنبية، إلى جانب الجنسية الإيرانية، يواجه خطر الإعدام في إيران

وأصدر القضاء الإيراني نحو (20) حكماً بالإعدام، وأعلن عن إعدام (4) أشخاص أدينوا بتهمة التعاون مع إسرائيل، في وقت تشهد فيه إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول (سبتمبر) على إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد.

وقد قتل مئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال أعنف احتجاجات تعصف بإيران، تخللها رفع شعارات منادية بطي صفحة الحكم الديني الشيعي، كما أوقف الآلاف، ويصرّ مسؤولون إيرانيون على وصف المظاهرات الغاضبة بأنّها "أعمال شغب" بتحريض من أعداء أجانب للجمهورية الإسلامية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية