إلغاء مؤتمر "إيران حرة": تحذير أمريكي يفضح استهداف الملالي للمعارضة

إلغاء مؤتمر "إيران حرة": تحذير أمريكي يفضح استهداف الملالي للمعارضة


26/07/2022

بينما كان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الجناح السياسي لمنظمة "مجاهدي خلق"، يستعد لتدشين المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية، والذي يحضره مسؤولون أمريكيون وأوروبيون بالإضافة إلى نشطاء في المجال الحقوقي، فإنّ تحذيراً أمريكياً مباغتاً، على خلفية ورود معلومات أفادت باحتمالية حدوث هجوم لاستهداف المؤتمر، تسبّب في تأجيل الحدث السنوي "حتى إشعار آخر".

وقالت السفارة الأمريكية في ألبانيا، في بيان لها: "حكومة الولايات المتحدة تدرك وجود تهديد محتمل لاستهداف القمة العالمية لإيران الحرة، التي كان من المقرَّر عقدها في الفترة من 23 إلى 24 تموز (يوليو)، بالقرب من دوريس في ألبانيا".

تهديد أمني

تزامن تأجيل المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية مع موافقة البرلمان البلجيكي على معاهدة لتبادل السجناء مع إيران، والتي وصفتها المعارضة الإيرانية بأنّها ستكون عتبة لما يمكن توصيفه بـ "دبلوماسية الرهائن".

 المعاهدة، التي تثير نقاشاً محموماً في الأوساط السياسية والحقوقية، تبعث بمخاوف جمّة من أن تؤدّي إلى تعطيل الحكم الصادر بحق الدبلوماسي الإيراني، أسد الله أسدي، والمحكوم عليه بعقوبة السجن لمدة 20 عاماً في بلجيكا، على خلفية تورّطه في التخطيط لتفجير اجتماع للمعارضة الإيرانية بالخارج.

المعارض الإيراني موسى أفشار: قررنا تأجيل المؤتمر بسبب التهديدات الأمنية المحتملة

وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، السيناتور الديمقراطي بوب مينيندير، قد حذّر بلجيكا من تسليم أسدي إلى طهران. وغرّد مينيندير على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يجب أن تلتزم المعاهدة البلجيكية الإيرانية بالتزامات بلجيكا الدولية، ولا يمكن أن تمنح الحصانة لأسد الله أسدي، أو أيّ جهة فاعلة أخرى مسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان وأعمال الإرهاب الشنيعة".

وتابع: "يجب تحميل إيران المسؤولية عن دعم الإرهاب وأخذ الرهائن من أجل كسب التأثير والنفوذ".

وإثر التهديدات الأمنية المحتملة التي حذّرت منها السفارة الأمريكية، قال ناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية؛ إنّ "الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها وتدافع عنهم، وهذا يشمل أولئك الذين يخدمون الولايات المتحدة الآن، وأولئك الذين خدموا سابقاً"، وأردف: "نحن متحدون في تصميمنا على مواجهة التهديدات والاستفزازات، وسنعمل مع حلفائنا وشركائنا لردع أيّة هجمات تنفّذها إيران والرد عليها".

جرائم طهران بحق المعارضة

واللافت أنّ الجناح السياسي لمنظمة "مجاهدي خلق" لم يحدّد أسباباً أخرى أو معلومات تفصيلية بخصوص تأجيل المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية، وقد ذكر في بيان رسمي أنّ "القمة التي كان من المقرر عقدها يومي 23 و24 تموز (يوليو) في ألبانيا، تم تأجيلها حتى إشعار آخر بناء على توصيات من الحكومة الألبانية، لأسباب أمنية وبسبب التهديدات الإرهابية والمؤامرات".

تزامن تأجيل المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية مع موافقة البرلمان البلجيكي على معاهدة لتبادل السجناء مع إيران، والتي وصفتها المعارضة الإيرانية بأنّها ستكون عتبة لما يمكن توصيفها بـ "دبلوماسية الرهائن"

وفي حديثه لـ "حفريات"، أوضح عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار؛ أنّ الجالیة الإیرانیة قد نظمت مظاهرة کبری في العاصمة الألمانية، برلين، السبت الماضي، باعتبارها حلقة ضمن أعمال المؤتمر السنوي‌ (الذي تم إلغاؤه) العام لـ "إیران حرة"، عام ۲۰۲۲، ويتابع: "تم الإعلان عن تأجیل المؤتمر السنوي ‌هذا العام نتيجة التهديدات الأمنية المحتملة، الأمر الذي اضطر المعارضة الإيرانية إلى تأجيل الحدث السنوي المهم".

وعرج أفشار على حديث مریم رجوي‌، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، والتي ثمّنت الاحتجاجات الإيرانية في برلين، وقد شارکت في‌ هذه المظاهرة مجموعة من الشخصيات السياسية والبرلمانية الألمانية.

وقالت رجوي: "کنا نبحث عن فرصة لمنع نقل هذا الدبلوماسي الإرهابي (أسد الله أسدي)، بشكل مفاجئ. وتقرّر أن تنظر المحكمة في جوهر طلب المدّعین بمنع الإفراج عن أسدي، الأربعاء المقبل، کانت هذه نتیجة شکوانا فور المصادقة على المعاهدة المشینة التي قال بشأنها البرلمانیون في بلجیکا "إنّها یوم أسود"ـ وأضافوا أنّها جنون، وقالوا إنّهم لا یجدون تعبیراً مناسباً لوصف هذا الفعل".

إيران أضعف من أيّ وقت مضى

لفت نائب وزير الداخلية الألماني السابق، إدوارد لينتزنر، إلی أنّ الاتفاقية بين الحكومة البلجيكية وطهران تعدّ بمثابة "مشروع مشين". فيما عبّر وزير الدفاع الألماني، فرانتز جوزيف يونج، عن دعمه للمتظاهرين في إيران والتابعين للمقاومة الإيرانية، مشيراً إلى أنّ "هذا النضال منظم بشكل جيد من قبل المقاومة". وأردف: "في احتجاجهم يريد الناس حكم القانون، والشعب يطالب بالشيء نفسه الذي قدمته مريم رجوي في خطة النقاط العشر".

ومن جهته، أكد عضو البرلمان الاتحادي الألماني، كريستوف ديفريز، رفضه اتفاقية تبادل السجناء، وقد شدّد على أنّ "الدبلوماسي الإرهابي الذي يحمل قنبلة في يده لا يمكن تسليمه إلى إيران والترحيب به بالورود فيها، يجب سحب هذه الخطة، النظام الإيراني أضعف من أيّ وقت مضى".

ونشرت وسائل الإعلام الألبانية أخباراً عن تفاصيل ملفّ التحقيقات التي جرت في حقّ هذه الخلية الإرهابية، والتي تشير إلى أنّها كانت تخطط لاغتيال الرجل الثاني في منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا، وهو المواطن الإيراني مهدي إبريز شمسي، المعروف باسم باهمان طهراني، حسبما نقل موقع "العربية. نت".

عبد السلام القصاص: طهران لها سجل حافل بخصوص استهداف عناصر وقوى المعارضة من نشطاء وصحفيين وحقوقيين

وتابع: "هذه الخلية كانت تخطط منذ أربع سنوات لشن هجوم على قاعدة منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا، وكانت تضمّ عناصر وكالة الاستخبارات الإيرانية وأعضاء منظمة مجاهدي خلق السابقين الذين زودوا الجهات الأمنية الإيرانية بمعلومات، وعناصر هذه الخلية الإرهابية تبادلوا الرسائل الإلكترونية من أجل التخطيط وتنفيذ الهجوم على أعضاء منظمة مجاهدي خلق".

وإلى ذلك، يرى الباحث المصري في العلوم السياسية، الدكتور عبد السلام القصاص، أنّ التهديد الإيراني للمعارضة في الخارج لا يبدو "أمراً مستغرباً"، موضحاً لـ "حفريات"؛ أنّ طهران لها سجل حافل بخصوص استهداف عناصر وقوى المعارضة من نشطاء وصحفيين وحقوقيين؛ إذ إنّ الأمر لا يقتصر على المعارضة المحلية التي تتعرض لقمع عنيف ومتواصل، وقد سبق لنظام الملالي أن أخفى قسرياً المعارض الإيراني، جمشيد شارمهد، المقيم في كاليفورنيا، بينما كان يتهيأ للسفر إلى الهند، قبل عامين، والأمر ذاته تكرر مع الصحفي الإيراني، المقيم في فرنسا، روح الله زم، والذي اختطفه الحرس الثوري ثم اعتقله، وحكم عليه بالإعدام بعد عودته إلى طهران، حيث تم اعتقاله عندما تواجد في العراق.

عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار لـ "حفريات": الجالیة الإیرانیة نظّمت مظاهرة في برلين، باعتبارها حلقة ضمن أعمال المؤتمر السنوي‌  العام لـ "إیران حرة" عام 2022

ويشير القصاص إلى أنّ الصحفية الأمريكية، من أصول إيرانية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، مسيح علي نجاد، تعرضت لمحاولات استدراج عديدة للذهاب إلى تركيا بهدف اختطافها من قبل عملاء تابعين للحرس الثوري الإيراني، ونقلها إلى إيران، لافتاً إلى وجود تنظيم أو هيئة تعرف باسم "لجنة الشؤون الخاصة"، تتولى تنفيذ مهام، أو بالأحرى جرائم، النظام الإيراني بحق خصومه السياسيين في الخارج، مع الوضع في الاعتبار أنّ هذه المنظمة تنفّذ سياسات وخطط المرشد الإيراني، بصورة مباشرة.

ويختتم: "سبق للشرطة الفرنسية، عام 2018، إحباط تفجير تم التخطيط له لاستهداف تنظيم "مجاهدي خلق" أثناء تجمعهم في احتجاجات بالقرب من باريس، كما وضِع وزير الاستخبارات الإيراني السابق، علي فلاحيان، على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب تورّطه في حوادث الخطف والاغتيالات خارج طهران".

 وبحسب تقارير حقوقية، محلية وأجنبية؛ فإنّ نظام "الولي الفقيه" تورّط في تنفيذ نحو 360 عملية اغتيال في 40 دولة أو أكثر على مدار أربعة عقود.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية