إخوان المغرب: خلافات عميقة أم تبادل أدوار؟.. ماذا بين حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد؟

عقب أعوام من الشراكة بين التنظيمين الإسلاميييْن المغربييْن، يبدو أنّ حركة حماس وحربها ضد إسرائيل في غزة ستعمق خلافاتهما، فقد نظّم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي (البيجيدي) مهرجاناً خطابياً مساء الأحد، بمسرح محمد الخامس بالرباط للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بينما نظم ذراعه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح أيضاً مهرجاناً آخر في اليوم ذاته وفي توقيت متقارب.

وبحسب موقع (زنقة 20) المغربي، وجّه حزب العدالة والتنمية دعوة للسفير الفلسطيني للمشاركة في المهرجان الخطابي، بينما يشارك خالد مشعل عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتبها السياسي في الخارج سابقاً، في المهرجان الخطابي الذي تنظمه حركة التوحيد والإصلاح.

ويبدو أنّ الخلاف القائم بين القيادتين يتعلق باستضافة حركة التوحيد لخالد مشعل، حيث اكتفى عبد الإله بنكيران الأمين العام لـ (البيجيدي)، وهي التسمية الفرنسية المختصرة للحزب الإسلامي، بتوجيه الدعوة لأصدقائه من اليسار وللسفير الفلسطيني لدى الرباط جمال الشوبكي.

أظهر تنظيم ما يفترض أنّهما شريكان على الأقل في الفكر والإيديولوجيا لمهرجانين تضامناً مع غزة في اليوم التوقيت نفسه، حجم الخلافات.

واستغرب نشطاء مغربيون عدم وجود تنسيق بين الجانبين حول تنظيم مهرجان واحد للتضامن مع الشعب الفلسطيني، على ألّا يتم تنظيم مهرجانين في اليوم نفسه، بشكل يفضي إلى تشويش مهرجان على آخر، ويظهر أيضاً تشتتاً بين الحزب وذراعه الدعوي.

وأظهر تنظيم، ما يفترض أنّهما شريكان على الأقل في الفكر والإيديولوجيا، لمهرجانين تضامناً مع غزة في اليوم والتوقيت نفسه، حجم الخلافات، لكنّ المتابعين يعتقدون أنّها مجرد لعبة تبادل أدوار لتعزيز الذراع الدعوي للحزب، وتمكينه من استقطاب المزيد من الأنصار في ذروة انهيار شعبيته.

ويُحسب حزب العدالة والتنمية المغربي الإسلامي على التيار الإخواني، وكذلك حركة حماس الفلسطينية التي تُعتبر امتداداً لجماعة الإخوان، وتتبنّى الفكر نفسه والإيديولوجيا ذاتها.

المتابعون يعتقدون أنّها مجرد لعبة تبادل أدوار لتعزيز الذراع الدعوي للحزب، وتمكينه من استقطاب المزيد من الأنصار في ذروة انهيار شعبيته.

ويعتقد متابعون لشؤون حركة التوحيد والإصلاح أنّ دعوة خالد مشعل لا تخرج عن عملية تبادل أدوار مع العدالة والتنمية، الذي يبحث من خلال ذراعه الدعوي عن استعادة ثقة قواعده، وهي مهمة موكولة للجناح الدعوي بحكم القرب أكثر من الأنصار، وبحكم دوره في جهود استقطاب أنصار جدد.

وتدعم حركة التوحيد والإصلاح حركة حماس، وتعترف بها كحكومة منتخبة في قطاع غزة، وهو ما يفسر اختيارها للرجل الثاني في حركة حماس كضيف على مهرجانها الخطابي بالتوازي مع مهرجان العدالة والتنمية.