
التقى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، الجمعة، قادة من المكتب السياسي لحركة حماس، وبحث معهم المستجدات الأخيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقالت مصادر أمنية تركية، إن قالن عقد لقاء مع قادة من المكتب السياسي لحماس في العاصمة أنقرة، دون ذكر مزيد من التفاصيل بما في ذلك أسماء القادة.
وأوضحت المصادر أن اللقاء تناول قضايا مثل المرحلة الأخيرة التي وصلت إلى مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة، وتبادل الأسرى.
ووفقاً للمصادر، بحث الجانبان خلال اللقاء الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لضمان وقف دائم لإطلاق النار في غزة التي تشهد مأساة إنسانية، ولإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
وجرى خلال اللقاء تأكيد الموقف البنّاء والإيجابي لحركة حماس خلال المفاوضات، وأن طرح إسرائيل شروطا جديدة على نص المقترح الذي يحظى بدعم وقبول بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يزيد من صعوبة التوصل إلى وقف إطلاق النار.
ومن المتوقع أن يمارس قالن ضغوطا على حماس للقبول بالصفقة بعد أن طلبت الولايات المتحدة من الحكومة التركية التدخل في المفاوضات، بحسب موقع "واللا".
لكن التدخل التركي الذي طلبته الولايات المتحدة ليس جزءا من اتفاقيات الوساطة الرسمية القائمة.
ويأتي هذا اللقاء بعد أيام فقط من لقاء وفد حماس برئاسة خليل الحية مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، في العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة لكسر الجمود.
وجددت حركة حماس، الأربعاء، التأكيد على استعدادها للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو، وقرار مجلس الأمن رقم 2735 وما جرى التوافق عليه سابقاً، دون وضع أي مطالب جديدة، ورفضها لأي شروط مستجدة من قبل أي طرف.
وأكدت حماس في بيانها رفضها أي مشروعات تتعلق بمرحلة ما بعد وقف العدوان على قطاع غزة.
والجمعة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "ما زلنا في مناقشات مع مصر وإسرائيل للوصول إلى نص نهائي يوافق عليه الجميع"، مضيفاً، وفق ما أوردته وكالة رويترز "نواصل جهودنا لمنع التصعيد بين لبنان وإسرائيل".
وقال مسؤولون أميركيون كبار لموقع "واللا" إن المفاوضات تعثرت بسبب مطالب حماس الجديدة بزيادة عدد الأسرى المفرج عنهم.
ومنذ عشرة أشهر تقريباً، تتعثر جولات المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
ورغم العراقيل الإسرائيلية، تستمر وساطة مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وجاء لقاء رئيس جهاز المخابرات التركية مع وفد حماس بعد أسبوع من التصريحات غير الودية بين أنقرة وتل أبيب، حيث دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت الماضي إلى تشكيل تحالف ضد ما وصفه "بالتهديد التوسعي المتزايد" من جانب إسرائيل، مما أثار انتقادات من وزير الخارجية الإسرائيلي.
وقال أردوغان خلال فعالية لجمعية للمدارس الإسلامية بالقرب من إسطنبول "الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة الإسرائيلية والإرهاب الحكومي الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية".
وفي بيان رد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قائلا إن تصريحات أردوغان "كذبة خطيرة وتحريض"، وإن الزعيم التركي يعمل منذ سنوات مع إيران لتقويض الأنظمة العربية المعتدلة في المنطقة، على حد تعبيره.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما شنت حماس هجوما على إسرائيل التي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة.
وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقالت تي.آر.تي إن جهاز المخابرات التركي على اتصال مع جميع الأطراف، بما في ذلك حماس وإسرائيل وقطر والولايات المتحدة، ويجري جهودا دبلوماسية مكثفة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
العرب اللندنية