أدبيات جماعة الإخوان وممارساتها تضم متناقضات وجوانب خفيّة.. كتاب يبحث في مسيرة التنظيم

يرى السياسي المصري الراحل رفعت السعيد في كتابه "تاريخ جماعة الإخوان... المسيرة والمصير" أنّ جماعة الإخوان المسلمين تُعدّ أكثر القوى السياسية والدينية رجعية، مشيراً إلى أنّ القتل عند (الإخوان) سلاح يمكن استخدامه ضد الخصوم، ولأيٍّ من آحاد الناس أن يفعله.

وأشار إلى أنّ الجماعة، المضنفة إرهابية في مصر وعدد من الدول، تمتلك دائماً خطابين؛ الأوّل معلن وهو الهادئ الوديع، كي يظهروا به تسامح الجماعة، ويداروا به الخطاب الآخر الذي يتردد في أغلب الأحيان، ويختص به الجهاز السري للجماعة.

الجماعة الإرهابية تمتلك دائماً خطابين؛ الأوّل معلن وهو الهادئ الوديع كي يظهروا به تسامح الجماعة ويداروا به الخطاب الآخر الذي يختص به الجهاز السري.

ويلفت السياسي المصري إلى أنّه "يصعب بل يستحيل إعطاء صورة شبه كاملة، فالأمر يحتاج إلى مجلدات، ولعلّي فعلتها دون أيّ زعم باكتمالها ولو بأقلّ قدر...، فالبئر الإخوانية كانت ولم تزل قادرة على ضخ المزيد والمزيد من المعلومات، بعضها كان ظاهراً، وبعضها لم يزل مختفياً، ولهذا ورغم مئات الكتب والدراسات لكتّاب وباحثين أصدقاء للجماعة أو خصوم لها زعموا جميعاً، وأنا منهم، الحياد في البحث الأكاديمي... إلا أنّ هذه البئر يستحيل أن تتعامل مع كل ما تنضح به مرتدية ثياب الحياد الأكاديمي".

ويقول رفعت السعيد: إنّ "أدبيات الجماعة وممارساتها تضم دوماً متناقضات وأغلفة وجوانب خفية، كلما تعمقت فيها، تجد في طياتها ما يجبرك على مواصلة التفتيش بحثاً عمّا خفي أو أُخفى، فإن فعلت، وجدت نفسك مجبراً على محاولة الفحص، والمقارنة بين أقوال ومواقف متناقضة، فإذا حاولت إيضاح أسباب هذا التناقض، وجدت نفسك كأنك غير محايد، وساعتها ستتبدى، مهما حاولت ومن خلال إلحاحك واختياراتك، كأنّك منحاز حتى ولو كنت غير ذلك.