كاتب أردني يكشف نوايا العرموطي بخصوص الحكم الشرعي لمهرجان جرش

مهرجان جرش

كاتب أردني يكشف نوايا العرموطي بخصوص الحكم الشرعي لمهرجان جرش


05/07/2018

كشف كاتب، في صحيفة يومية أردنية، الأهداف المستترة وراء الفتوى الرسمية التي طلبها النائب في البرلمان الأردني عن كتلة الإصلاح، التابعة للإخوان المسلمين، صالح العرموطي، من دائرة الإفتاء العام، حول الحكم الشرعي لحضور مهرجان جرش.

وكشف الكاتب حسين الرواشدة في مقال بجريدة "الدستور" تحت عنوان: "هذه قصة العرموطي مع فتوى المهرجان"، الأسباب "المخفية" من وراء إثارة العرموطي هذه القضية، علماً بأنه يعرف الإجابة، لا سيما وأنه سبق وأن تقدم بطلب فتوى في الموضوع ذاته، من مفتي المملكة الراحل الشيخ نوح القضاة العام 2008.

رسالة العرموطي لنوح القضاة

الرواشدة قال: "شاءت الأقدار أن أكون شاهداً على رسالة بعثها الأستاذ العرموطي لسماحة المفتي الأسبق نوح القضاة، رحمه الله، وما زلت أحتفظ بهذه الرسالة المؤرخة في 7-6-2008 أي قبل عشر سنوات بالتمام، وأحتفظ برد الشيخ نوح عليها، الرسالة تضمنت السؤال نفسه عن مهرجان جرش، هل حضوره حلال أم حرام؟ وقبل أن تصل المفتي تعمد العرموطي بتسريبها لإحدى الصحف المحلية -تماماً كما حصل في رسالته الأخيرة- ما يهمني هنا هو ردّ الشيخ نوح رحمه الله الذي جاء في 4 صفحات، وقد استهله بالحرص على وحدة الصف الإسلامي وعدم المناكفة، ولهذا -يقول الشيخ نوح- (أحببت أن يكون جوابي هذا سرياً وشخصياً- لأنني أحببت أن أبيّن فيه نقاطاً قد يتخذها البعض مجالاً للفضول والتحريش بين المحسوبين على الصف الإسلامي".

كشف الكاتب حسين الرواشدة في"الدستور"تحت عنوان:"هذه قصة العرموطي مع فتوى المهرجان"أسباب إثارة هذه القضية مجدداً

وكان العرموطي قال في مذكرة جديدة أرسلها قبل يومين، لمدير دائرة الإفتاء العام، إنه تلقى بطاقة "دعوة من رئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون لحضور حفل افتتاح مهرجان جرش لعام 2018"، مشيراً إلى أنّ طلبه ذلك نابع من تقيده بأحكام الشرع الحنيف والضوابط الشرعية والاحتكام إليها في القول والعمل.

وأضاف العرموطي، وهو نقيب سابق للمحامين الأردنيين، "إنني أرجو من فضيلتكم أن تفتوني في أمري وأمر الأمة وما كنت قاطعاً أمراً حتى تشهدون وذلك ببيان الحكم الشرعي لهذا المهرجان والمشاركة في حضور فعالياته وخاصة في ظل الظروف التي تمر به الأمة".

صالح العرموطي، النائب في البرلمان الأردني عن كتلة الإصلاح، التابعة للإخوان المسلمين

طرح السؤال مجدداً بعد عشر سنوات

الرواشدة، الذي أعرب عن استهجانه من إعادة طرح السؤال بعد عشر سنوات من طرحه، قال إنّ الرسالة استوقفته "لأكثر من سبب، أولها أنّ مرسلها أستاذ في القانون ونائب في البرلمان، وهو بالتالي يعرف العنوان الذي يفترض أن يذهب إليه، حيث يمكن أن يسأل عن جدواه الثقافية أو الاقتصادية، أو عن الجهة التي سمحت وتتولى المسؤولية عنه، وهي الحكومة بالطبع، فإقامته أو وقفه لا يتعلق بفتوى تصدر، ولو كان كذلك لأغلقنا بعض البنوك والملاهي التي صدرت فيها فتاوى يعرفها أستاذنا جيداً، السبب الثاني أنّ الرجل تعمّد إقحام دائرة الإفتاء بالمهرجان، ليس من أجل الاستفتاء عن واقعة اعتذر أصلاً عن المشاركة فيها، وإنما لوضع هذه المؤسسة الدينية في دائرة الحرج، إن لم أقل تجريحها والإساءة إليها، وأتمنى أن يكون ظني هنا غير صحيح، أما السبب الثالث والأهم فهو أنّ الأستاذ العرموطي يعرف الإجابة تماماً، ليس لأنه فقط فقيه قانوني وعارف بأحكام الشريعة، وإنما لأنه سبق وأن طرح هذا السؤال وتلقى عليه ردّاً مكتوباً ومفصلاً".

اقرأ أيضاً: لماذا يعادي الإسلامويون الموسيقى؟

"لا شك أنك تعلم حكم ما تسأل عنه"

وكان الشيخ نوح رد عام 2008 في رسالته على العرموطي: "لا شك أنك تعلم حكم ما تسأل عنه، بل كل مسلم يعلم حكمه، فقد قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، (الحلال بيّن والحرام بيّن)، إذاً المقصود من السؤال إدخال دائرة الإفتاء في حالة الشد والجذب التي أشرت إليها في كتابك، ومن المعلوم أنّ كل متدين فضلاً عن الفقهاء، يعارضون كل ما يخالف الشريعة الإسلامية ويحاولون تغيير المنكر بالوسائل المتاحة (...) والسكوت على بعض المخالفات الشرعية لا يعني إقرارها والرضى بها، فها أنت ترى في ديار المسلمين مخالفات شرعية .. وسكوتنا عن هذا كله لا يعد إقراراً لهم، وقد قال العلماء بجواز السكوت عن إنكار المنكر إذا خشي أن يترتب عليه منكر أكبر منه، أو إذا كان لا ترجى فائدة من إنكاره."

الشيخ نوح القضاة رد العام 2008 في رسالته على العرموطي:لا شك أنك تعلم حكم ما تسأل عنه

الشيخ نوح القضاة خاطب العرموطي أيضاً: "اسمح لي، أيها الأخ الكريم، أن أذكرك بأنك رأيت في كتابك مدار البحث أن هذا المهرجان يخالف المادة (2) من الدستور التي اعتبرت أن دين الدولة الإسلام، وأنا لا أريد أن أحرجك، لكن ما رأيك برفع دعوى أمام المحاكم ضد القائمين على المهرجان باعتباره مخالفاً للدستور"؟

 

رسالة العرموطي

ملاحظات على رسالة العرموطي

ويسجل الكاتب حسين الرواشدة على ما تقدم مجموعة من الملاحظات:

الملاحظة الأولى أن استفتاء العرموطي، وإن كان مشروعاً في الظاهر إلا أنه "يبطن" نوايا غير مفهومة – على الأقل-، ليس فقط لأنه سؤال (من يعرف) ومن سبق وحصل على رد عن السؤال ذاته، وإنما أيضاً لأنه يخفي أهدافاً أخرى كنت "أربأ" بأستاذنا أن يقع فيها.

أما الملاحظة الثانية فهي أنّ مسألة الفتوى هذه لا تتعلق بحكم الدين الذي يمكن لأي مسلم أن يعرفه بفطرته السليمة، وإنما بحكم السياسة التي لها عنوان آخر بعيد عن دائرة الإفتاء، والوصول إليه بالنسبة لنائب في البرلمان متاح بسهولة.

الملاحظة الثالثة هي أنني لست في مقام إصدار الفتاوى هنا، ولكن ما أعرفه أنّ من حق المفتي أن يجيب عن أي سؤال للمستفتي أو لا يجيب، استناداً لما يقدره من مصالح ومآلات للإجابة. كما أنّ "تعميم" الحكم على واقعة كمهرجان جرش سيكون متعسفاً.

الملاحظة الرابعة: لا نريد – ولا يجوز أن يجرنا أحد- للوقوع بين فكي كماشة "التحريم" باسم الدين و"التجريم" باسم الدفاع عن قيم الدولة المدنية، أو باسم حق الناس في الاستمتاع والحياة السعيدة كما يرونها. هؤلاء المحرّمون لا يفهمون الدين، كما أنّ أولئك الذين "جرّموا" كل من انتقد المهرجان لا يفهمون الحياة ولا يقدرون حق الناس في حرية اختياراتهم.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية