مع حُزمة العقوبات الثانية... هل تدرس إيران وساطة عُمانية للتواصل مع إسرائيل؟

إيران

مع حُزمة العقوبات الثانية... هل تدرس إيران وساطة عُمانية للتواصل مع إسرائيل؟


05/11/2018

كانت سلطنة عُمان واحدة من الدول التي أزعجها انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني الذي وُقِّع مع مجموعة (5+1) صيف  العام2015، وعبر وساطة عُمانية هيّأت له منذ أعوام. فالانسحاب الأمريكي، في حسابات عُمان، قد سحب منها جزءاً من رصيدٍ استثمرت فيه كثيراً، وحققت عبره مصالح جيوإستراتيجية. واليوم مع بدء عقوبات أمريكية مشددة على إيران، ووسط أجواء ترقُّب في طهران مع الحزمة الثانية من هذه العقوبات، تدرس إيران إمكانية تنشيط خط الوساطة العمانية للقيام بدور فاعل في تبريد أجواء التوتر بينها وبين إسرائيل.

كانت سلطنة عُمان واحدة من الدول التي أزعجها انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني

وقد ذكر تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، الخميس الماضي، أنّه وبعیداً عن المواقف الرسمية المعلنة، فإنّ أوساطاً إيرانية ترى بأنّ طهران متفائلة بوساطة عُمانية تُسهِم في مرونة إسرائيلية تجاه الاتفاق النووي وحل العقدة بين الجانبين في سوريا.
ضغوط مردها الحملة الإسرائيلية

وتعيد واشنطن اليوم الإثنين فرض عقوبات واسعة النطاق على قطاعين حيويين بالنسبة لإيران؛ وهما مبيعات النفط والبنوك، وذلك في محاولة لإجبارها على الدخول في مفاوضات بشأن التخلي عن برامجها النووية والصاروخية، والكف عن دعم وكلاء في صراعات بمناطق مختلفة في الشرق الأوسط، وفق وكالة "رويترز" للأنباء.

تُعيد واشنطن اليوم فرض عقوبات على قطاعين حيويين لإيران؛ النفط والبنوك

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو قال في مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي" إنّ الإدارة الأمريكية مصممة على "تغيير سلوك النظام الإيراني"، خاصة دعمه للجماعات الإرهابية مثل حزب الله. وتحدث بومبيو في برنامج "فيس ذي نيشن" على شبكة "سي بي أس" قائلاً إنّه "واثق" من أنّ إيران لن تستأنف برنامجها النووي مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. ومن المتوقع أن يقدم بومبيو ووزير الخزانة، ستيفن منوشن، مزيداً من التفاصيل بشأن العقوبات في مؤتمر صحافي اليوم، كما نقل "راديو سوا".

اقرأ أيضاً: بأيّ معنى جاءت زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان؟

وقد أفادت وكالات إيرانية، الأسبوع الماضي، نقلاً عن متحدث باسم الخارجية بأنّ السفير الإيراني في مسقط، محمد رضا نوري شاهرودي، أجرى مشاورات مع مساعد رئيس الوزراء العماني والمبعوث الخاص بسلطان عمان، أسعد بن طارق، لبحث العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر، وذلك في أول حدث بعد أيام من انتقادات وردت على لسان المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي.
ولم تتضمن التقارير الإيرانية معلومات مفصَّلة حول محاور لقاء الجانبين، لكنها أشارت إلى أنّ السفير الإيراني سلَّم بن طارق دعوة رسمية من نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري لزيارة طهران.
في هذا الصدد، قال خبير إيراني تحدث لـ "الشرق الأوسط" من طهران، ورفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إنّ "التشدد الإسرائيلي إزاء الملفات الإقليمية مصدر قلق لحكومة روحاني"، لافتاً النظر إلى أنّ الأوساط السياسية الإيرانية "تعتقد أنّ الحجم الأكبر من الضغوط الدولية مردّه إلى الحملة التي تشنّها إسرائيل دولياً ضد إيران".

اقرأ أيضاً: 4 سيناريوهات ما بعد فرض العقوبات على إيران

وأضاف: "من هذا المنطلق لا يكره الإيرانيون تقارباً إسرائيلياً عمانياً من حيث إن هذا التقارب بين إسرائيل ودولة عربية تعد حليفة لإيران يمكن أن يفتح قناة موثوقة مع إسرائيل، من شأنها أن تخفف الضغوط الإسرائيلية، وتحدث انفراجة جزئية لإيران".
وتابع الخبير الإيراني أنّ "حكومة روحاني جرَّبت - وفقاً للمعلومات المتوافرة - بعض المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل استضافتها بعض البلدان، إلا أنّ عُمان ستكون المحطة المفضَّلة لمثل هذه المباحثات غير المباشرة وتبادل الرسائل، وهي قناة أثبتت جدارتها سابقاً في فتح خطوط الحوار مع الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنّ "الثقة المتبادلة بين حكام إيران وحكام سلطنة عمان تدعم هذا التوجّه".

نتنياهو يتطلع لإنشاء قناة تواصل سرية مع إيران وقد تكون عُمان أفضل القنوات

مباحثات إيرانية - إسرائيلية في الأردن حول سوريا؟

يذكر أنه في بدایة حزيران (يونيو) الماضي، نفى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، تقارير صحافية حول مباحثات إيرانية - إسرائيلية في الأردن حول سوريا.
وكان نفي شمخاني قد سبق بيوم وصول وفد إيراني، برئاسة مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، إلى جمهورية أذربيجان، وقالت مصادر حينذاك إنّ الزيارة جاءت في سياق محاولات للوساطة مع إسرائيل، وحمل المسؤول الإيراني مقترح تهدئة إيرانية، مقابل ما تعتبره وقف نشاط إسرائيل في كردستان العراق.

تقرير: طهران متفائلة بوساطة عُمانية تُسهِم في مرونة إسرائيلية تجاه الاتفاق النووي وحل العقدة بين الجانبين في سوريا

وتزامنت الزيارة مع وصول وفد إسرائيل للغرض نفسه، بحسب مصادر مطلعة. وقالت مصادر إيرانية حينذاك إنّ واعظي يزور باكو لبحث القضايا الإقليمية، من دون ذكر تفاصيل.
وجاءت الوساطة بخلاف مخاوف أعرب عنها مسؤولون إيرانيون في مناسبات عدة بشأن تنامي النشاط الإسرائيلي في جمهورية أذربيجان.
وفي تموز (يوليو)، تزامنت زيارة مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الكرملين.
وجددت إيران مرة أخرى نفيها وجود وساطة روسية بين طهران وتل أبيب، كما تذكر "الشرق الأوسط"، ووصف ولايتي زيارته المفاجئة بـ"المهمة الإستراتيجية"، غير أنهّ هاجم نتنياهو بأشد العبارات، وذلك في سياق الرد على تقارير أشارت إلى وجود وساطة روسية بين إيران وإسرائيل، واتفاق يُطبخ على نار هادئة يؤدي إلى احتواء الدور الإيراني في سوريا، ويُبعِدها عن حدود إسرائيل.

اقرأ أيضاً: هل تقصم العقوبات الأمريكية ظهر النظام الإيراني المنهك؟
وعلى الرغم من الشد والجذب الروتيني الذي شهده الإعلام المعارض والموالي للحكومة في الأيام القليلة الماضية حول الموضوع، فإنّ صحفاً أمريكية أفادت، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، بأنّ نتنياهو يتطلع لإنشاء قناة تواصل سرية مع إيران وحلفائها الإقليميين من دول وميليشيات. وقد تكون سلطنة عمان أفضل القنوات الموجودة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية