هل يعاقب الغرب أردوغان؟

هل يعاقب الغرب أردوغان؟


18/03/2020

عاطف الغمري
في أجواء غير مسبوقة لإدارة المناقشات السياسية في دول الغرب، تجري في الوقت الراهن مناقشات متعددة المستويات يشارك فيها مسؤولون حكوميون، ومحللون سياسيون، تلتقي آراؤهم حول كون تصرفات أردوغان، رئيس تركيا، تقوض الديمقراطية، وحقوق الإنسان، ومبادئ وأهداف السياسات الخارجية لحلفائه الغربيين التقليديين. وما إذا كان ذلك يوجب على الولايات المتحدة، وأوربا، اتخاذ سياسات متشددة تجاه أردوغان.
تابع تفاصيل هذه المناقشات وعرضها ماكس هوفمان، مدير مركز التقدم الأمريكي للسياسات الدولية، والأمن القومي، موضحاً أن علاقات أردوغان مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، هبطت إلى الدرك الأسفل، وسط قلق عميق من انحراف سياسات أردوغان الداخلية نحو الحكم الاستبدادي، والخارجية نحو ما يتبعه مفرداً من تصرفات.
ولا تختلف المواقف التي عرضت من جانب خبراء في دول الغرب، وفي تركيا، عن هذا الاتجاه. وعلى سبيل المثال يقرر الكاتب البريطاني سيمون ديستال، أن التفكير الدكتاتوري لأردوغان جعله يضع نفسه ضد العالم. وأن غزوه لشمال سوريا وجد كل الدول الإقليمية، والقوى التي لها مصالح في سوريا، في معارضة شديدة لما اعتبروه سلوكاً طائشاً يزعزع الاستقرار.
الكاتب التركي سليم كورو، قال إن أردوغان يقوض النظام السياسي الذي كان سبباً في حمله من شوارع إسطنبول - كعمدة للمدينة - إلى رئاسة تركيا. وإن أكرم إمام أوغلو الذي هزم مرشح أردوغان في انتخابات بلدية إسطنبول قال في خطاب عام عن أردوغان، إن «هناك من يريدون وضع بلدنا تحت أقدامهم، لكننا ال 82 مليون نسمة لن ندع هذه الفئة من الأشخاص يدمرون قيمنا».
أيضاً الكاتب التركي بور زو دار جاهي، قال إن سياسة أردوغان، وأسلوبه في الحكم، قد أديا إلى توحيد صفوف المعارضة ضده. وإذا جرت انتخابات بطريقة ديمقراطية فسوف يخسرها أردوغان. فهو يواجه الآن انشقاقات من حزبه، بعد انسحاب أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، وعلى باباجان وزير المالية السابق، وتأسيسهما حزبين منفصلين عن حزبه.
وقد عرضت سياسات أردوغان تركيا لمستقبل غير مضمون، وليس معروفاً كيف سيتصرف مع التهديد لاستمراره في الحكم داخل بلاده. وكما يقول سينيم أدار، عضو المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن في برلين، إن عام 2020 سيزيد الأزمة السياسية في تركيا تعقيداً، نتيجة اندفاع أردوغان نحو حلول غير دستورية للمشاكل التي يواجهها.
من ناحيته، فإن فرنسيس جيلز عضو مركز دراسات برشلونة للعلاقات الدولية، وصف سياسات أردوغان ب«العدوانية»، وأنها كانت وراء انشقاق حلفائه السابقين عنه، وأن هذه السياسات ستقلص عدد الدول التي لا تزال تحتفظ بعلاقات جيدة معه، وأن علاقاته مع العالم العربي صارت سيئة للغاية، باستثناء قطر، وحكومة فايز السراج في ليبيا.
يقول ماكس هوفمان في عرضه للمناقشات الجارية، إن الذين لا يريدون قطيعة مع تركيا يرون أن تركيا ليست أردوغان، وأنها أكبر منه. ثم إن نصف الأتراك يعارضون صراحة سياساته، ونظام حكمه، وعداواته المتزايدة مع دول خارجية، ولا يزال هناك أمل في مجيء رئيس جديد لتركيا في حالة إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة.
بينما يرى الذين يطالبون باتخاذ إجراءات متشددة مع أردوغان، أنه ليس حاكماً ديمقراطياً، وليس حليفاً، أو صديقاً لدول الغرب، وأن عقله لم يكن يتصور أن يكون هناك رد فعل أوروبي مضاد لتصرفاته.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية