نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية معاناة المدنيين في بلدة "عين عيسى" شمال سوريا، إثر التصعيد التركي الأخير في محاولة للسيطرة على البلدة الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقالت الصحيفة: إنّ آلاف السكّان يهربون من قنابل أردوغان التي تسقط يومياً على البلدة، مشيرة إلى أنّ أنقرة تريد احتلال عين عيسى ذات الأهمية الاستراتيجية بأيّ ثمن.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ قصف المدفعية التركية على بلدة عين عيسى يبدأ في وقت مبكر من الصباح بمدافع هاوتزر T-155 Firtina من عيار 155 ملم، بحسب ما أورده موقع العين.
قائد المنطقة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في تل أبيض، التي تتبع لها عين عيسى، قال في تصريحات لـ"بيلد": لقد هزمنا داعش ومنعنا الخطر الإرهابي عن العالم كله
ووفقاً للصحيفة، يريد الجيش التركي، والميليشيات المتطرفة المتحالفة معه، احتلال عين عيسى لموقعها الاستراتيجي الواقع على الطريق السريع بين كوباني والرقة، ويريد طرد قوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على البلدة، التي عانت كثيراً في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال أبو خلف، قائد المنطقة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في تل أبيض، التي تتبع لها عين عيسى، في تصريحات لـ"بيلد": "لقد هزمنا داعش ومنعنا الخطر الإرهابي عن العالم كله".
وتابع: "نحن الآن ندافع عن أنفسنا ضد الجيش التركي وحلفائه، ونأمل في دعم الغرب"، لافتاً إلى أنه كان أحد النازحين من تل أبيض عندما هاجمها الأتراك العام 2019.
والسبت الماضي، ردّ مقاتلو سوريا الديمقراطية بإطلاق النار على الجيش التركي والميليشيات المتطرفة، لأول مرّة، بشكل متقطع، لكنّ نيران قوات سوريا الديمقراطية لا تضاهي الجيش التركي، وفق "بيلد".
وقالت الصحيفة: إنّ نيران ومدفعية الأتراك أجبرت سكان عين عيسى على تركها، والخروج إلى العراء في البرد القارس، وباتت البلدة شبه مهجورة.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن خليل مصطفى إسماعيل "33 عاماً"، وهو مواطن من عين عيسى، تساؤله: "أين يجب أن نذهب؟ هذه مدينتنا".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت قبل يومين وحدات من الشرطة العسكرية في عين عيسى، لنزع فتيل التوتر .
وقالت صحيفة بيلد: "لا أحد في عين عيسى يعتقد أنّ الشرطة العسكرية الروسية ستضمن السلام، لأنه حتى الآن يكتفي الجنود الروس بمشاهدة القصف التركي".