برنامج إيران النووي... هل تستغل طهران تعطش أوروبا لنفطها وتصنع سلاحاً نووياً؟

برنامج إيران النووي... هل تستغل طهران تعطش أوروبا لنفطها وتصنع سلاحاً نووياً؟


01/09/2022

على وقع سعي أوروبا، المتعطشة للنفط والغاز، لإنقاذ الاتحاد الأوروبي، نالت إيران قسطاً كبيراً من الجرأة لتحدي المجتمع الدولي وإعلان مضيها قُدماً في تحديث برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذي كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنّه بدأ بالفعل.

 ونقلت وكالة "رويترز" عن الوكالة الأممية قولها في تقرير: إنّ إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام واحدة من (3) مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز "أي آر- 6"، التي تم تركيبها مؤخراً في محطة تحت الأرض في نطنز.

 يورانيوم عالي التخصيب

 مثل المجموعة الأولى من هذه المجموعات الـ3 التي يصل عددها إلى (174) آلة لكل منها، تستطيع المجموعة الثانية تخصيب اليورانيوم حتى درجة النقاء الانشطارية التي تقدر بـ 5%، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمّا الثالثة، فقد أشارت الوكالة إلى أنّه لم يتم تغذيتها بعد بمواد نووية. 

 وفي تقرير منفصل الإثنين الماضي، قالت الوكالة الأممية: إنّ المجموعة الأولى من أجهزة الطرد المركزي المتطورة "أي آر-6"، التي تم تركيبها مؤخراً في نطنز تم تشغيلها، ويتم تخصيب اليورانيوم في الوقت الحالي.

 أوروبا متعطشة للنفط والغاز لإنقاذ الاتحاد الأوروبي

 ووفقاً لـ"رويترز"، فإنّ إيران تستخدم منذ أكثر من عام أجهزة الطرد المركزي من الطراز نفسه "أي آر- 6" لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي النسب القريبة من درجة النقاء التي تسمح بصنع الأسلحة النووية.

  موقع فوردو 

في تطور خطير، قامت إيران مؤخراً بتوسيع تخصيبها لليورانيوم بأجهزة الطرد المركزي "أي آر-6" في مواقع أخرى، ومن بينها فوردو، فقد كشفت "رويترز" نقلاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ طهران بدأت الشهر الماضي تخصيب اليورانيوم بنسب تصل إلى 20%، باستخدام المجموعة الثانية من أجهزة الطرد المركزي "أي آر- 6" في محطة "فوردو"، وهي محطة داخل جبل.

 مرحلة ضبابية

التطور المقلق للبرنامج النووي الإيراني يأتي في وقت دخل فيه الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مرحلة ضبابية، ولا سيّما بعد مطالبات الأخيرة بإنهاء التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة إيران النووية، في محاولة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

 

الوكالة الأممية: إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام واحدة من (3) مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة

 

 وتضغط طهران للحصول على التزام من واشنطن بإنهاء تحقيقات الوكالة التابعة للأمم المتحدة في آثار اليورانيوم التي عثر عليها في (3) مواقع سرّية، قبل أن تشرع في التنفيذ الكامل للاتفاق المقترح لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، غير أنّ واشنطن وحلفاءها أبدوا رفضهم لهذا المطلب، مؤكدين استحالة إنهاء التحقيقات قبل الحصول على إجابات "مرضية" من إيران بشأن المواقع الـ3.

  عين على النفط

في حين يسارع الاتحاد الأوروبي الخطى لإنقاذ جهود إحياء الاتفاق النووي، لم تُخفِ دوائر سياسية أوروبية تطلع القارة العجوز للنفط الإيراني لإنقاذ الأسواق الأوروبية من زلزال تضخمي يتوقع حدوثه بعد حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، على أمل نجاح الإنقاذ المتبادل وضخ طهران أكثر من مليون برميل نفط يومياً في السوق الدولية.

 

في تطور خطير، قامت إيران مؤخراً بتوسيع تخصيبها لليورانيوم بأجهزة الطرد المركزي في مواقع أخرى، ومن بينها فوردو

 

 وحذّر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، خلال اجتماع غير رسمي مع وزراء خارجية الكتلة الأوروبية، من "أزمة ثلاثية" تلوح في الأفق، ولا سيّما في البلدان الناشئة، وهي "أزمة مالية، وأزمة طاقة، وأزمة غذاء"، وفقاً لتغريدة لآلية العمل الخارجي الأوروبية.

  حيرة أمريكية

رغبة أوروبا في إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني مقابل ضخ إيران كميات مهولة من النفط يصطدم، في الواقع، برفض إسرائيل أيّ اتفاق نووي قد يجعل طهران تتنفس الصعداء تجارياً ونووياً، حتى أنّ موقع "ناسداك" الأمريكي كتب أنّ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018 كان من "دواعي سرور" إسرائيل، حين أعاد ترامب فرض عقوبات صارمة على طهران.

 وبين رغبة أوروبا وتعطشها للنفط الإيراني، وبين رفض إسرائيل، تقف الإدارة الأمريكية حائرة، غير أنّ موقع "ناسداك" الأمريكي نقل عن البيت الأبيض قوله في بيان: إنّ الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في اتصال هاتفي أمس الأربعاء أنّ الولايات المتحدة "لن تسمح لإيران أبداً بامتلاك سلاح نووي".

  ووفقاً للموقع الأمريكي، فإنّ بايدن قد تعهد بـ"إحياء الاتفاق مع ضمان أمن إسرائيل"، في مكالمة بحث فيها بايدن ولابيد أيضاً "التهديدات التي تشكّلها إيران"، على حدّ قول "ناسداك".

 وبدا الاتفاق النووي على وشك التوصل لتفاهم في آذار (مارس) الماضي، لكنّ المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن انهارت بعد ذلك بسبب عدة قضايا، بما في ذلك إصرار طهران على إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في (3) مواقع غير معلنة قبل إحياء الاتفاق النووي، ورفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية