الطريق إلى كابول.. هل تسقط العاصمة الأفغانية بيد حركة طالبان؟

الطريق إلى كابول.. هل تسقط العاصمة الأفغانية بيد حركة طالبان؟


14/08/2021

بتسارع كبير تتساقط المدن والمحافظات الأفغانية أمام زحف قوات طالبان، وما هي إلا أيام ـ وربما أقل- قبل أن تسقط العاصمة كابول في يد طالبان وتعود إمارتها الإسلامية.

فقد أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على 7 ولايات جديدة في أفغانستان خلال الساعات الماضية، وبذلك يرتفع عدد الولايات التي تقول الحركة إنها أصبحت تحت سيطرتها إلى 17 ولاية، وآخرها قندهار المعقل التاريخي والأسطوري لطالبان.

يبدو أنّ القوى الغربية تستعد لسقوط كابول، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا عن نشر قوات جديدة للمساعدة في إجلاء المواطنين والمقيمين الآخرين في العاصمة الأفغانية

كل هذا يحدث وسط دهشة مبالغ فيها وكاذبة من المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية الكبرى وكأنها مفاجأة.

تحدثت اليونسيف في 13 آب (أغسطس) 2021 عن حالات نزوح وتهجير واسعة النطاق قدّرتها بأكثر من 300 ألف، نصفهم من الأطفال، وجزء كبير منهم يبيتون في العراء.

في الوقت نفسه الذي قال فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أيام إنه ليس نادماً على قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي من المقرر أن ينتهي نهاية هذا الشهر؛ هذا القرار الذي ما يزال حتى اللحظة مثار استقطاب وخلاف سياسي داخل أمريكا، تحدّث وزير الخارجية أنطوني ج. بلينكن ووزير الدفاع لويد ج. أوستن هاتفياً في 12 آب (أغسطس) 2021 مع رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية أشرف غني للتأكيد على أنّ الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بأمن أفغانستان واستقرارها في مواجهة العنف الذي تمارسه طالبان.

اقرأ أيضاً: هذا آخر تقدم لطالبان في أفغانستان حتى الآن... تفاصيل

الوزيران بلينكن وأوستن أبلغا الرئيسَ غني أنّ الولايات المتحدة ستخفّض من وجودها المدني في كابول في ضوء الوضع الأمني المتطور وستسرّع وتيرة رحلات تأشيرات الهجرة الخاصة (SIV). وشدّد كلا الوزيرين على أنّ الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع حكومة أفغانستان. وتبادل الوزير بلينكن والوزير أوستن مع الرئيس غني، خلال المكالمة، وجهات النظر حول البيئة الأمنية في أفغانستان والجهود المبذولة للحدّ من العنف والجهود الدبلوماسية الجارية، وأكّد الوزير بلينكن أنّ الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بدعم حلّ سياسي للصراع!

يبدو أنّ القوى الغربية تستعد لسقوط كابول، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا عن نشر قوات جديدة للمساعدة في إجلاء المواطنين والمقيمين الآخرين في العاصمة الأفغانية يوم الخميس 12 آب (أغسطس).  

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: إنّ الولايات المتحدة سترسل 3000 جندي لتأمين مطار كابول الدولي وبذل جهود إجلاء لموظفي السفارة الأمريكية إلى جانب الأفغان الذين لديهم تأشيرة دخول خاصة،  بشكل منفصل، وأعلنت المملكة المتحدة عن خطط لإرسال 600 جندي لاستعادة أفرادها، بينما سترسل كندا قوات خاصة للمساعدة في إغلاق سفارتها في كابول.

السيناريو المرعب أنّ تتحول أفغانستان بتسارع كبير إلى ساحة جديدة ونقطة جذب لتجميع كل الجماعات الإرهابية من السلفية الجهادية في العالم من شمال أفريقيا الصحراء والساحل إلى سوريا والعراق

هذا في الوقت الذي حذّر فيه وزير الدفاع البريطاني بن ولاس في 13 آب (أغسطس) صراحة بأنّ أفغانستان تتجة إلى حرب أهلية.

وفي سياق تسارع التقدم العسكري لطالبان، أضاف وزير الدفاع البريطاني أنّ بريطانيا قد تعود إلى أفغانستان، إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة على نحو يهدد الغرب.

ورداً على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجدداً إلى أفغانستان قال والاس: "سأترك كافة الخيارات مطروحة، إذا كان لديّ رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون؛ إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود"؟

بغضّ النظر عن التحذيرات الغربية لطالبان سواء كانت من الأمريكان أو البريطانيين أو الألمان الذين حذروا من وقف المساعدات المالية فوراً لأفغانستان إذا عادت إلى الإرهاب وإيواء الإرهابيين، فإنّ السيناريو المرعب والأكثر ترجيحاً هو أنّ أفغانستان ستتحول بتسارع كبير إلى ساحة جديدة ونقطة جذب لتجميع كل الجماعات الإرهابية من السلفية الجهادية في العالم من شمال أفريقيا الصحراء والساحل إلى سوريا والعراق.

اقرأ أيضاً: أردوغان مستعد للتفاوض مع زعيم طالبان... فهل تقبل الحركة صفقته؟

أمّا كيف سينتقل هؤلاء إلى أفغانستان، أرض الإمارة الإسلامية الجديدة، فلا أسهل منه إذا تمعنا في الآلية التي بدأت فيها الحرب ضد السوفيات في أفغانستان والنشأة الأولى للإمارة، ثم كيف جذبت البوسنة والعراق وبعدهما سوريا وليبيا آلاف المقاتلين المصممين على الموت من أجل الخلافة.

ربما يكون هذا السيناريو المرعب من مركبات نظرية المؤامرة، لكنه يبقى مطروحاً للنقاش في الأيام القادمة؛ ونحن بالانتظار.

الصفحة الرئيسية