الأزمة اللبنانية تشهد تفاقماً متسارعاً.. ما الجديد؟

الأزمة اللبنانية تشهد تفاقماً متسارعاً.. ما الجديد؟


22/08/2021

تتوالى الأزمات على لبنان، الذي يعيش انهياراً غير مسبوق، واحدة تلو الأخرى، فبعد الأزمة الاقتصادية الخانقة وتدهور قيمة العملة بنسبة وصلت إلى 90 بالمائة، فضلاً انقطاع الدواء وبعض المواد التموينية، وتعثر المستشفيات، يواجه اللبنانيين اليوم أزمة شح المياه وارتفاع أسعار البنزين.

 وحذرت منظمة "اليونيسف" من أن ما يزيد عن 4 ملايين شخص في لبنان قد يواجهون نقصاً حاداً في المياه في الأيام المقبلة، فيما توقع مسؤولون أن تقفز أسعار الوقود بشكل حاد بعدما قررت الحكومة رفع سعر الصرف المستخدم لواردات الوقود.

 أزمة الوقود تتفاقم

 أعلنت الحكومة اللبنانية رسمياً، اليوم الأحد، رفع أسعار البنزين بنسبة تصل إلى 66 بالمائة، في خطوة قد تفاقم من أزمة الوقود الخانقة في لبنان.

 وحسب موقع النشرة اللبناني فقد أصدرت وزارة الطاقة والمياه، بياناً أكدت فيه رفع أسعار المحروقات ابتداء من صباح اليوم، ليصبح سعر بنزين 98 أوكتان 133200 ليرة، وبنزين 95 أوكتان بـ 129000 ليرة، وديزل أويل بـ 101500 ليرة، فيما أصبحت أنبوبة الغاز المنزلي بـ 90400 ليرة.

 

أعلنت الحكومة اللبنانية رسمياً، اليوم الأحد، رفع أسعار البنزين بنسبة تصل إلى 66 بالمائة، في خطوة قد تفاقم من أزمة الوقود الخانقة في لبنان

 

 وطبقاً لبيان الوزارة اللبنانية، نص القرار على أن تبقى باقي أسعار المشتقات النفطية، كما كانت حسب القرار الصادر في 11 آب (أغسطس) الجاري.

 ويأتي هذا القرار في أعقاب توصل قادة لبنان إلى تسوية قصيرة الأمد للإبقاء على دعم المحروقات، وفق ما أعلن مكتب الرئيس ميشال عون ومكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، في محاولة للحد من النقص الكبير في المشتقات النفطية الذي تعاني منه البلاد.

 وكان المسؤولون اللبنانيون قد توافقوا أمس خلال اجتماع عقد في قصر بعبدا الرئاسي على اعتماد سعر صرف للعملة المحلية، بواقع 8000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، مقابل 3900 ليرة للدولار سابقاً.

 وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان عقب اجتماع ترأسه عون وخصص لمعالجة الأزمة "الموافقة على اقتراح وزارة المالية بالطلب من مصرف لبنان فتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للمحروقات".

 وأضاف البيان أنّ قيمة الحد الأقصى للدعم ستبلغ 225 مليون دولار لتمويل "قيمة الفرق بين سعر صرف الدولار بحسب منصة "صيرفة".

 

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من خطر عدم تمكن اللبنانيين الوصول إلى خدمات المياه الأساسية خلال الأيام المقبلة، وتأثيرها على أكثر من 4 ملايين شخص في البلاد

 

 ويعني هذا القرار عملياً، رفع الدعم عن سلعة الوقود الاستراتيجية في لبنان، وهي خطوة تقول الحكومة اللبنانية إنها تسعى لخفض النقص الحاد في الوقود، لكن توقعات تفيد بأنه سيزيد من المصاعب الاقتصادية في البلاد، وفق ما أوردت "العربية".

 وفي أعقاب ذلك، ساد حالة من الهلع بين اللبنانيين وخفضت شركات المحروقات الكميات التي يتم توزيعها، مما أدى إلى ظهور طوابير طويلة للسيارات أمام محطات الوقود تسببت بإغلاق الطرقات وزحمة سير خانقة.

 وأظهر مقطع فيديو متداول في لبنان، مواطناً يدفع سيارته وسط طابور سيارات يمتد لكيلومترات، لتعبئة البنزين بعد انقطاعه.

 أزمة مياه

 ويوم أمس السبت، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، من خطر عدم تمكن اللبنانيين الوصول إلى خدمات المياه الأساسية خلال الأيام المقبلة، وتأثيرها على أكثر من 4 ملايين شخص في البلاد.

 وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، في بيان، أن "الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة، تواجه احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة".

 وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أنها تحتاج 40 مليون دولار سنوياً لتأمين المستوى الأدنى من الوقود والكلور وقطع الغيار والصيانة اللازمة لإبقاء منظومة المياه الحيوية في حالة عمل.

 وحذرت اليونيسيف في لبنان، أنه "ما لم يُتخذ إجراء عاجل، فلن تتمكن المستشفيات والمدارس والمرافق العامة الحيوية من العمل".

 وكانت اليونيسف قد حذرت في تقرير آخر صدر الشهر الماضي من أنه "إذا انهار نظام إمدادات المياه العام، قد تقفز كلفة المياه 200 في المئة شهرياً في ظل الحصول على المياه من موردين من القطاع الخاص".

 

أطلقت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان تحذيرات من "تفاقم متسارع" للأزمة اللبنانية وحثت على تشكيل حكومة قادرة على تلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني

 

 ويحصل ما يقرب من 1.7 مليون شخص على 35 لتراً فقط من الماء في اليوم، وهو انخفاض يقارب 80 بالمئة مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 165 لتراً قبل عام 2020.

 في هذا الصدد، أوضح رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي، خالد عبيد، لموقع "سكاي نيوز"، أن الوضع "مأساوي"، لافتاً إلى أن "انقطاع المياه يهدد لبنان من أقصاه الى أقصاه، واليونيسف جدية في معلوماتها ولولا وقوفها إلى جانب لبنان لما كنا تمكنا من الاستمرار في تأمين مياه الشرب خلال الأشهر العشرة الماضية".

 وأردف عبيد: "هناك عدة مشاكل أبرزها الكهرباء أو تأمين البديل، والكل يعلم مسألة فقدان الوقود، إضافة إلى صعوبة تأمينه، هناك مشكلة نقله إلى محطات الضخ وصيانة الشبكات، إذ صارت الكلفة خيالية وقطع الغيار تباع وفق سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ناهيك عن المشاكل المالية".

 ولفت عبيد إلى أن نسبة 20 بالمائة فقط من مياه الشرب تصل إلى المنازل من خلال الجاذبية، وهذه أكثر في القرى التي فيها ينابيع، أما النسبة المتبقية فتصل من خلال الضخ.

 وتواجه عمليات ضخ المياه في لبنان معوقات جمة أهمها توليد الكهرباء اللازمة عبر استخدام مادة المازوت غير المتوفرة.

 "تفاقم متسارع"

 وقبل أيام، أطلقت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان تحذيرات من "تفاقم متسارع" للأزمة اللبنانية وحثت على تشكيل حكومة قادرة على تلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني، وإجراء الإصلاحات التي تتطلبها البلاد.

 ورد ذلك في بيان صدر يوم الجمعة عن مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان والتي تضم الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

 

تواجه عمليات ضخ المياه في لبنان معوقات جمة أهمها توليد الكهرباء اللازمة عبر استخدام مادة المازوت غير المتوفرة

 

 وعبّرت مجموعة الدعم عن أسفها الشديد لسقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء انفجار صهريج وقود في شمال لبنان في 15 آب (أغسطس).

 وأشارت المجموعة إلى أن "التفاقم المتسارع" للأزمة يبرز الضرورة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على وضع الأمور في نصابها وتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني والشروع في الإصلاحات التي تحتاجها البلاد وتمهيد الطريق للدعم الدولي.

 ودعت مجموعة الدعم الدولية جميع الأطراف إلى العمل من أجل بلوغ هذه الغاية بدون مزيد من التأخير، كما أعادت تأكيد التزامها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.

 وقد تم إطلاق مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان في أيلول (سبتمبر) 2013 من قبل أمين عام الأمم المتحدة والرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية