إعلاميان يمنيان لـ"حفريات": هكذا يستثمر الحوثيون في الحرب على غزة

إعلاميان يمنيان لـ"حفريات": هكذا يستثمر الحوثيون في الحرب على غزة

إعلاميان يمنيان لـ"حفريات": هكذا يستثمر الحوثيون في الحرب على غزة


12/12/2023

أفاد إعلاميان يمنيان أنّ الميليشيات الحوثية تستثمر في الحرب على غزة من أجل تثبيت دعائمها السياسية والتوسعية. وقالا في تصريحات لـ"حفريات" إنّ الحوثيين يستغلون اسم فلسطين لتجييش عواطف اليمنيين البسطاء.

ولم تسلم القضية الفلسطينية يوماً من التوظيف من أنظمة سياسية وكيانات مسلحة، طالما ارتكبت جرائم بحق شعوب المنطقة. من حزب الله إلى الميليشيات العراقية إلى الحوثيين في اليمن، تحاول تلك الكيانات التي تعمل بالتناغم مع الأجندة الإيرانية الاستفادة من الزخم الشعبي المتضامن مع القضية الفلسطينية.

يرى الإعلامي المقرب من المقاومة الوطنية في اليمن بقيادة العميد طارق صالح، عبد السلام القيسي، بأنّ الحوثي الذي خدع الكثير من اليمنيين باسم صرخة الموت لأمريكا وإسرائيل، يسعى للاستفادة من الحرب في غزة لحشد القبائل التي لم تنخدع بشعاراته حتى اليوم، مضيفاً لـ"حفريات" بأنّ الهدف هو التوسع في الساحل الغربي، والسيطرة على الساحل اليمني في البحر الأحمر وباب المندب.

ادعاء المقاومة

وتنخرط وسائل الإعلام المتنوعة التابعة للحوثيين وحسابات قادة الميليشيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في توظيف الحرب في غزة، بطريقتين؛ الأولى تشويه صورة الدول العربية، والثانية تصوير حرب الميليشيا ضد الشعب اليمني على أنها حرب في سبيل فلسطين. كانت الميليشيا أعلنت عن دعمها للمقاومة في غزة ضمن محور الكيانات الموالية لإيران، على غرار حزب الله والميلشيات الشيعية العراقية.

مسيّرات إيرانية في معرض حوثي

بداية من 27 تشرين الأول (أكتوبر) بدأ الحوثيون سلسلة عمليات باسم دعم المقاومة في غزة، وكانت البداية مع إطلاق مسيّرات باتجاه إسرائيل، لم تنجح في الوصول إلى أهدافها، وسقطت اثنتان منها في الأراضي المصرية. كما خطف الحوثيون سفينة "غالاكسي ليدر" المملوكة لشركة مسجلة تحت اسم "Ray Car Carriers"، والتي يقع مقرها الرئيسي في جزيرة مان، وهي وحدة تابعة لشركة "راي للشحن البحري" المدمجة في تل أبيب، والتي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغار، في 20 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. عقب ذلك أطلق الحوثيون عدة مسيّرات وقذائف باتجاه إسرائيل، تم اسقاطها جميعاً من قبل البحرية الأمريكية في البحر الأحمر.

 

جماعة الحوثي تتخذ من القضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطيني الصامد، مادة للتكسب السياسي والمادي وإطالة أمد الحرب في اليمن والاستمرار في قتل اليمنيين

 

في السياق ذاته، وسع الحوثيون عمليات التجنيد العسكري وتخريج دفعات عسكرية، حملت اسم "طوفان الأقصى"، فضلاً عن تنظيم العديد من الفعاليات الشعبية لنصرة فلسطين، منها مسيرة باسم "مع فلسطين جاهزون لكل الخيارات".

يشير الإعلامي عبد السلام القيسي إلى أنّ الحوثيين يستغلون العاطفة القوية تجاه فلسطين لدى الشعب اليمني، من أجل استمالة القبائل القوية المسلحة، من صعدة وعمران وصنعاء وذمار وإب والبيضاء ونصف تعز ونصف مأرب والمحويت وحجة، موضحاً أنّ الحوثيين يرغبون في حدوث اشتباك مباشر مع قوة أمريكية، لتوظيف ذلك في حشد القبائل، والزحف على المناطق المحررة والساحل الغربي، لتحقيق أهدافهم في السيطرة على سواحل البحر الأحمر وباب المندب.

ارتكب الحوثي جرائم ضد الإنسانية في تعز

بدوره، حذر عضو البرلمان اليمني، شوقي القاضي، من استغلال الحوثيين لاسم فلسطين في التحشيد العسكري لاستهداف مأرب وتعز. وكتب عبر حسابه على منصة "إكس" إلى أشقائنا الفلسطينيين وأحرار العرب والمسلمين والعالم، أما بعد "نعلمكم أننا مثلكم متضامنون مع قضيتنا الأولى فلسطين وأبطالنا في غزة وضد الكيان الصهيوني المجرم، ومن باب النصيحة والمعرفة نحذركم من تصديق ميليشيا الحوثي، التي تمارس التقية بينما هي تُحشِّد لقتلنا في تعز ومأرب."

توظيف سياسي

وفي السياق ذاته، يؤكد الإعلامي اليمني الجنوبي، إياد الهمامي، بأنّ ميليشيا الحوثيين استثمرت خلال الأيام الأخيرة في قضية فلسطين، مستغلة تعاطف الشعب في المحافظات الشمالية، وشرعت في تنفيذ حملات التجنيد في أوساط الشبان وصغار السن في عشر محافظات. وتابع لـ"حفريات"، بأنّ الحوثي يريد الدفع بتلك القوات لاستهداف المناطق التي لا يسيطر عليها، ومنها جبهات القتال في المحافظات الجنوبية.

وذكر الهمامي أنّ الحوثيين أطلقوا حملات لجمع الأموال، تحت مسميات منها؛ دعم فلسطين والوقوف مع شعب فلسطين والدفاع عن الأقصى، لكنّ الحقيقة خلاف ذلك؛ حيث يستخدم الحوثيون تلك الأموال بهدف تعزيز قدراتهم وتماسكهم.

من جانب آخر، لفت الإعلامي الجنوبي إلى أنّ جماعة الحوثي تتخذ من القضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطيني الصامد، مادة للتكسب السياسي والمادي، وإطالة أمد الحرب في اليمن، والاستمرار في قتل اليمنيين، وبالتالي فإنّ ممارسات ميليشيات الحوثي لا تختلف عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وكلاهما وجهان لعملة واحدة، منوهاً إلى أنّ الحوثيين استغلوا زيادة أسعار المحروقات في عام 2014 لاحتلال صنعاء، وهو الأمر نفسه الذين يسعون لتكراره من خلال استغلال اسم فلسطين.

الإعلامي اليمني عبد السلام القيسي، يعتقد أنّ إيران توظف الحرب في غزة لتثبيت الحوثيين في الذاكرة العربية كجماعة مقاومة، على غرار استفادة حزب الله من معركة تموز 2006. لافتاً إلى أنّه عندما ينتهي الحوثي من تثبيت دعائمه سيصير حملاً وديعاً قولاً وفعلاً، وسيبيع المياه الإقليمية للصهاينة كما فعل حزب الله قبل عام فقط.

يقول القيسي عن استغلال الحوثيين اسم فلسطين "هذه ليست معارك إزالة الكيان، بل تثبيت كيانات فارسية جديدة في المنطقة." 

المأساة اليمنية

يُذكر أن جماعة الحوثي هي المسؤول الأول عن الأزمة الإنسانية التي يعشيها الشعب اليمني، والتي صُنفت كأسوأ أزمة إنسانية في القرن الحالي. وبحسب إحصاءات دولية متعددة، لقي أكثر من 11 ألف طفل مصرعهم، من بينهم عدة آلاف لقوا حتفهم في جبهات القتال بعد تجنيدهم من قبل الحوثيين. وفي مدينة تعز التي يفرض عليها الحوثيون حصاراً منذ عدة سنوات لقي الآلاف حتفهم. وبحسب مركز تعز الحقوقي؛ فإنّ 3590 مدنياً قتلوا، منهم 761 طفلاً و347 امرأةً و289 مسناً، وأصيب 13736 آخرون، منهم 3155 طفلاً و1180 امرأةً و764 مسناً خلال الأعوام من 2015 إلى 2020، جراء أعمال القصف والقنص التي تنفذها الميليشيا الحوثية على المدينة.

 

الإعلامي اليمني عبد السلام القيسي لـ"حفريات": إيران توظف الحرب في غزة لتثبيت الحوثيين في الذاكرة العربية كجماعة مقاومة على غرار حزب الله في معركة تموز

 

يقول الإعلامي الجنوبي، إياد الهمامي، بأنّ الصرخة الحوثية التي خدعت الآلاف وجلبت الدمار على اليمن، لم يكن لليهود نصيبٌ فيها، وما هي إلا شعار أجوف ودلالة على أنّ هذه الجماعة غير واقعية. وأفاد بأنّ جماعة الحوثيين تستهدف اليمنيين من خلال شعار كهذا، ويمكن أن ينضم إليه شعارات مثل؛ المولد النبوي، ويوم الشهيد، ويوم القدس، وغيرها من اللافتات، التي تتحول إلى بازار للجبايات ونهب أموال الناس، إضافة إلى صناعة بعض المجد الزائف لدى الجماهير البسيطة.

أما الإعلامي عبد السلام القيسي، فيرى أنّ مغامرات الحوثيين في البحر الأحمر، مثل عملية قرصنة السفينة، تستهدف مصر بشكل مباشر، وتقدم خدمات مجانية لإسرائيل. وتابع بأنّ العملية أدت على تعزيز التواجد العسكري الإسرائيلي في البحر الأحمر. يقول القيسي: "ستصل صواريخ الحوثي كل مدينة وعاصمة عربية ولن تصل إسرائيل، وسيكسب من هذه العاطفة الجماهيرية فقط، فهو يتعامل مع قضية فلسطين كمغسلة لتنظيف كل جرائمه".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية