صراعات المصالح تطغى على التخادم... لماذا قتل الحوثيون قياديًا إخوانيًا بارزًا؟

صراعات المصالح تطغى على التخادم... لماذا قتل الحوثيون قياديًا إخوانيًا بارزًا؟

صراعات المصالح تطغى على التخادم... لماذا قتل الحوثيون قياديًا إخوانيًا بارزًا؟


02/07/2025

في حادثة تعكس التناقضات الكامنة في العلاقة غير المعلنة بين حزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن) وبين جماعة الحوثي الارهابية، قُتل أمس الشيخ صالح حنتوس، أحد القيادات البارزة في الحزب، في اشتباكات مسلحة اندلعت عقب هجوم شنه مسلحو أنصار الله على منزله في محافظة ريمة، غربي اليمن.

الهجوم، الذي أسفر عن مقتل الشيخ السبعيني وإصابة زوجته، جاء رغم ما يصفه مراقبون بـ"خطوط اتصال غير مرئية" بين الطرفين، تُرجمت خلال الأعوام الماضية إلى فترات هدوء ميداني وتبادل مصالح ضمنية، لا سيّما في مناطق الشمال اليمني التي تسيطر عليها الجماعة، وفق موقع (العربي 21).

مصادر محلية أكدت أنّ القيادي الإصلاحي واجه محاولة اعتقال مفاجئة من الحوثيين، تطورت إلى اشتباك مسلح، تخلله قصف منزله بقذائف الـ "آر بي جي"، وهو ما أدى إلى مقتله فورًا، في مشهد وصفه أبناء المنطقة بـ "الصادم"، نظرًا لرمزية الشيخ ومكانته.

 

قُتل الشيخ صالح حنتوس، أحد القيادات البارزة في الحزب، في اشتباكات مسلحة اندلعت عقب هجوم شنه مسلحو أنصار الله على منزله في محافظة ريمة.

 

ورغم الصدام الدموي، يشير متابعون إلى أنّ العلاقة بين الحوثيين وحزب (الإصلاح)، ورغم العداء المعلن، شهدت في بعض مراحل النزاع تفاهمات غير مباشرة، خاصة فيما يتعلق بتحييد بعض الجبهات أو تقاسم النفوذ الإداري في مناطق معينة.

ويرى مراقبون أنّ الحادثة قد تكون مرتبطة بصراع داخلي على النفوذ المحلي أو تصفية حسابات داخل أجنحة حزب (الإصلاح)، في ظل تضارب المواقف داخل الحزب بشأن العلاقة مع الحوثيين، واتهامات متكررة بالتقارب أو التنسيق السرّي.

وفي السياق، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني ما وصفه بـ "الجريمة الوحشية" التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق الشيخ حنتوس.

وقال الإرياني في تصريح نقلته وكالة (سبأ) الرسمية: إنّ هذه الجريمة تمثل امتدادًا لنهج الميليشيا الحوثية في استهداف المدنيين وقمع الأصوات الدينية المعتدلة، في محاولة لترهيب المجتمع وإسكات كل من يخالف فكرها الطائفي المتطرف.

 

مراقبون: "الحادثة قد تكون مرتبطة بصراع داخلي على النفوذ المحلي أو تصفية حسابات داخل أجنحة حزب (الإصلاح)".

 

ودعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الجريمة البشعة، واتخاذ موقف واضح إزاء ما ترتكبه الميليشيا من انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها. 

من جهته قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب (الإصلاح) عدنان العديني: إنّ "الشيخ لم يكن سياسيًا، لكنّه جسّد روح الجمهورية وواجه بعلمه الطائفية، مشددًا على أنّ استهدافه يُعبّر عن سعي الميليشيا لكسر كرامة الإنسان الحرّ وإخضاع المجتمع لصوت واحد".

يُذكر أنّ حزب (الإصلاح)، الذي يمثل الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، يتخذ مواقف متذبذبة من جماعة الحوثي، تراوحت بين المواجهة والتحالف الظرفي، وهو ما يجعل كل تصعيد ميداني بين الطرفين محاطًا بعلامات استفهام حول دوافعه وحدوده الحقيقية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية