
في وقت شهدت فيه مواقع التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لصور وأخبار عن تحرك أرتال ضخمة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من الرقة نحو البادية السورية، خرجت "قسد" لتعلن نفيها أي استعدادات لحملة عسكرية جديدة ضد تنظيم داعش في تلك المنطقة.
وقالت في بيان رسمي نشرته على فيسبوك إن "جميع تحركات قواتنا في الوقت الحالي تندرج ضمن الإطار المعتاد"، مؤكدة عدم وجود أي تحضيرات لحملة عسكرية جديدة، لكنها شددت على جهوزيتها الدائمة للمشاركة في أي جهود وطنية أو دولية لمواجهة التنظيم.
ما زال تنظيم داعش يحتفظ بخلايا منتشرة في مناطق صحراوية تمتد من بادية تدمر وحمص حتى ريف دير الزور القريب من الحدود العراقية
في الأثناء، نقلت مصادر محلية خاصة في منطقة الجزيرة السورية، لموقع "إرم نيوز" نفيها وجود أي تحرك فعلي لقوات "قسد" حتى الآن، معتبرة أن المشاهد التي جرى تداولها تمثل استعراضًا عسكريًا فقط. وأضافت المصادر أن قوات "داعش" تتابع عن كثب أخبار الحملة المخطط لها منذ أشهر، وتعرف أماكن انتشار خلاياها وأساليب تحركها، مع استمرارها في الحصول على التمويل من خلال عدة طرق.
وفي ظل هذه الأنباء المتضاربة، أكدت مصادر عربية في المنطقة أن "قسد" لم تعبر إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في البادية الشامية، وأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لم يصدر حتى الآن الضوء الأخضر لبدء الحملة، وأن التصريحات حول موعد العملية لا تزال في إطار التكهنات.
وبحسب مصادر سورية في دير الزور، ما زال تنظيم داعش يحتفظ بخلايا منتشرة في مناطق صحراوية تمتد من بادية تدمر وحمص حتى ريف دير الزور القريب من الحدود العراقية.
ويشير المصدر إلى استمرار التنظيم في تمويل نفسه عبر جمع إتاوات من التجار والعاملين في نقل النفط بين ضفتي نهر الفرات، معتمدًا على علاقات ضمنية مع بعض عناصر "قسد" التي تسمح بعبور آمن لصهاريج النفط مقابل دفع المال، ما يعكس مصالح مشتركة رغم العداء الظاهر.
ويُعتقد أن بقاء "داعش" بهذه الطريقة يوفر لقوات "قسد" دعماً دولياً من خلال استمرار الوجود الأمريكي، الذي يُعد الضامن الأساسي في مواجهة التهديدات الإقليمية، خصوصًا من تركيا وأذرعها، ودعم مشروع الإدارة الذاتية الفيدرالية الذي تسعى إليه "قسد".