معركة قضائية جديدة بين إيرباص والخطوط الجوية القطرية.. ما القصة؟

خلاف إيرباص والخطوط الجوية القطرية يعيد العلاقات مع الجهات التنظيمية إلى الواجهة

معركة قضائية جديدة بين إيرباص والخطوط الجوية القطرية.. ما القصة؟


12/11/2022

معركة قضائية جديدة وطويلة الأمد استُؤنفت الجمعة بين إيرباص والخطوط الجوية القطرية لدى المحاكم البريطانية، ستسلط الضوء على علاقاتهما مع الجهات التنظيمية ضمن نزاع حول سلامة طائرات إيه 350 الموقوفة عن التحليق.

وتخوض الخطوط الجوية القطرية وإيرباص نزاعاً يتضمن مطالبات ضخمة تتعلق بنحو (29) طائرة من طراز إيه 350 منعتها الهيئة العامة للطيران المدني في قطر من التحليق؛ بسبب مخاوف من احتمال أن تمثل عيوب على سطح الطائرات خطراً على سلامة الركّاب. وتؤكد كل من إيرباص ووكالة السلامة أنّها لا تمثل أيّ خطر.

وقد أقامت الشركة القطرية دعوى ضد إيرباص تتعلق بأضرار بالسطح المطلي ونظام مكافحة الصواعق الأساسي في طائرات إيه 350. وأوقفت الهيئة العامة للطيران المدني في قطر ما لا يقل عن (29) طائرة من هذا الطراز بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

المعركة القضائية بين إيرباص والخطوط الجوية القطرية ستسلط الضوء على علاقاتهما مع الجهات التنظيمية

ومن المنتظر أن تكون الجلسة إجرائية، إلا أنّ مصادر مطلعة على القضية ذكرت أنّها قد تتضمن عرض دفوع تتعلق بمراسلات كل طرف مع الجهات التنظيمية، خصوصاً بعدما ذكرت رويترز الخميس أنّ القيادة القطرية بحثت الخلاف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة إلى الدوحة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وقالت إيرباص للمحكمة: إنّها ستسعى لإثبات أنّ الخطوط الجوية القطرية "تواطأت" مع الهيئة العامة للطيران المدني في قطر على إيقاف الطائرات دون داع للحصول على تعويض، وهو اتهام تنفيه الشركة.

وتقرّ أكبر شركة لتصنيع الطائرات في العالم، المدعومة من الجهات التنظيمية الأوروبية، بوجود عيوب تتعلق بالجودة في جزء من أسطول إيه 350، لكنّها تؤكد أنّ طائرتها الأبرز للمسافات الطويلة آمنة.

القيادة القطرية بحثت الخلاف مع الرئيس الفرنسي خلال زيارة إلى الدوحة في كانون الأول الماضي

ويطالب كل جانب بتسليم المزيد من الاتصالات ورسائل الرؤساء التنفيذيين إلى الجانب الآخر قبل محاكمة محتملة في عام 2023.

وتقول إيرباص: إنّ الخطوط الجوية القطرية أعادت طلاء طائرتين وواصلت تشغيلهما رغم اعتبارهما في السابق متضررتين على الأقل بمقدار تضرر تلك الممنوعة من التحليق، وأشارت إلى أنّ هذا يثير التساؤل عمّا إذا كانت مخاوفها بشأن صلاحية طائرات إيه 350 حقيقية أم زائفة.

هذا النقاش يمثل أول تأكيد لامتداد الخلاف المتعلق بالتعاقد والسلامة خارج أروقة المحاكم، وقد أدى الخلاف إلى تدهور العلاقات بين الشركتين وإلغاء غير مسبوق لطلبيات كبيرة. 

وقال المسؤول متحدثاً بالنيابة عن مكتب ماكرون: "نؤكد أنّ الموضوع طُرح مع جوانب أخرى للعلاقات الاقتصادية الثنائية".   

ويقول خبراء: إنّ هذه هي المرة الأولى التي يتحول فيها نزاع دولي كبير كهذا، بشأن العقود والسلامة في مجال الطيران الذي يتضمن مطالبات تقترب الآن من ملياري دولار، إلى محاكمة علنية.

يطالب كل جانب بتسليم المزيد من الاتصالات ورسائل الرؤساء التنفيذيين إلى الجانب الآخر قبل محاكمة محتملة في عام 2023

وكتب مهندس كبير في إيرباص في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى سابين كلاوك كبيرة المسؤولين الفنيين بالشركة في 8 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي: سياسياً، "زيارة السيد ماكرون والرئيس التنفيذي لشركة إيرباص جيوم فوري للشيخ (ح) في نهاية الأسبوع الماضي، ‬يمكن أن تسفر عن بعض النفوذ الذي لم يتضح بعد".

والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون التقى بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل ذلك بـ (5) أيام بمناسبة مرور (50) عاماً من العلاقات مع حليف اقتصادي مهم، كما اجتمع الزعيمان في غداء عمل في باريس في أيار (مايو).

ويرى بعض الدبلوماسيين الأوروبيين أنّ الضغوط تتزايد للحفاظ على علاقات طيبة مع قطر، في الوقت الذي تواجه فيه القارة شتاء صعباً مع نقص في إمدادات الطاقة، وتعتبر قطر مورداً بديلاً للغاز عن روسيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية