هل وصلت قصة حزب العدالة والتنمية إلى نهايتها؟

هل وصلت قصة حزب العدالة والتنمية إلى نهايتها؟


19/07/2021

خرج حزب العدالة والتنمية منتصرا في جميع الانتخابات التي أجريت منذ عام 2002، باستثناء الانتخابات المحلية الأخيرة. وبحسب ما يقول الكاتب محمد أوجاكتان في مقال منشور له في صحيفة قرار التركية، فإنّه بالنسبة للسلطة السياسية، هذه فترة طويلة جدًا. وبطبيعة الحال، أوجد هذا الوضع عادات في قطاعات مهمة من المجتمع ليس من السهل التخلي عنها، والتي تنبع أيضًا من المزايا التي توفرها السلطة.

ولفت الكاتب أوجاكتان إلى أنّه ليست العادات الاقتصادية فقط هي التي تجعل من الصعب الاستسلام، بل من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن أولئك المنغلقين على التغيير قد يكون لديهم بعض المخاوف بشأن الحساسيات الدينية والهوية. وبغض النظر عن أولئك الذين يستفيدون بشكل كبير من الفوائد الاقتصادية للحكومة، فإن القطاعات المحافظة غير راضية على الإطلاق عن المسار الحالي لحكومة حزب العدالة والتنمية والانحلال الأخلاقي والفساد اللذين يعاني منهما.

ودعا أوجاكتان إلى عدم نسيان أن جزءًا كبيرًا من المحافظين والمتدينين كان يصوّت لهذه الحكومة منذ 19 عامًا. وأكّد أنّ الفئات الدينية أيضًا ترى أن قصة حزب العدالة والتنمية قد وصلت إلى نهايتها، لكنها تريد بحق معرفة نوع معادلة القوة التي ستحكمها في الفترة الجديدة.

كما أكّد أنّه يجب الاعتراف بأن الفئات المحافظة بشكل خاص قد تكون قلقة من تكرار مظالم الماضي من حيث الحقوق والحريات. وقال إنّه مما لا شك فيه، من وجهة نظر أحزاب المعارضة، أنه لا يوجد حتى أدنى مؤشر لتأكيد هذا القلق. على العكس من ذلك، فإن سجل الحكومة الحالي للحقوق والحريات أسوأ من جميع الحكومات في تاريخنا السياسي الحديث.

وشدّد الكاتب على أنّه إذا كان المتدينون، على الرغم من هذه الصورة السلبية، لا يزالون يواجهون مشكلة في التخلي عن حكومة أصبحت مرادفة للفساد وانعدام القانون والرشوة وشؤون العصابات والمافيا، فهناك مشكلة تنبع من الواقع الاجتماعي لتركيا. طريقة القضاء على هذه المخاوف؛ إنها لغة شاملة للسياسة من شأنها أن تخفف ضمير أولئك الذين عانوا من مظالم في الماضي في سياق الحقوق والحريات وتمنحهم الثقة.

كما قال أوجاكتان إنّه عندما ننظر إلى القضية من منظور أحزاب المعارضة، إذا تم إجراء تقييم من خلال الإشارة إلى فترة "الحزب الواحد" في الماضي، فإن الحزب الأكثر تضررًا هو حزب الشعب الجمهوري. لكن مثل هذا التقييم لن يكون واقعياً ولا عادلاً. لأن موقف كمال كليجدار أوغلو الديمقراطي والموجه نحو التغيير يمنحنا الفرصة للحديث عن حزب الشعب الجمهوري آخر اليوم. لإجراء مقارنة داخل الهيكل السياسي الحالي، من الممكن أن نقول إن حزب العدالة والتنمية اليوم قد حل محل حزب الشعب الجمهوري في فترة "الحزب الواحد" في الأربعينيات، بينما أظهر حزب الشعب الجمهوري اليوم إرادة أكثر تحولًا.

واسدرك بالقول: لكن على الرغم من كل هذا، فمن الواضح أنه من الضروري تحديد مرشح رئاسي سيقنع قاعدة حزب العدالة والتنمية غير الراضية، مع الأخذ في الاعتبار العادات المحافظة الحالية التي لم تتغلب بعد على مخاوف معينة.

وقال إنّه يبدو أنه من غير الممكن أن يحصل تحالف الشعب على أغلبية في البرلمان في انتخابات مبكرة أو في موعدها. في جميع الاستطلاعات التي أجرتها شركات الأبحاث، كان الرقم الأكثر تفاؤلاً الذي وصلت إليه الكتلة الحاكمة حوالي 45 في المئة، ويمكن أن ينخفض ​​هذا الرقم إلى أبعد من ذلك. بعبارة أخرى، تبلغ جبهة المعارضة 55 في المئة إجمالاً.

وأكّد أوجاكتان على أنّ لكن المشكلة الأساسية بالنسبة للمعارضة هي أن تكون قادرة على تحديد الاسم الذي سيتولى الرئاسة، فأولاً، يجب أن يكون لدى المرشح القدرة على الحصول على أصوات جميع مكونات المعارضة. علاوة على ذلك، والأهم من ذلك، أين سيقف حزب الشعوب الديمقراطي من هذه الصيغة الرئاسية؟

وأضاف أنّه في واقع الأمر، وجهت الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، برفين بولدان، تحذيرات مهمة إلى كل من تحالف الأمة وتحالف الشعب، قائلة: "لا ينبغي لأحد أن يرى أصوات الأكراد والشعب الكردي كجزء من الكيس". عندما أضيفت رسالة صلاح الدين دميرطاش "لا تجعلنا نختار أحد الشرين"، قال حزب الشعوب الديمقراطي لتحالف الأمة: "لا تأتوا إلينا بمرشح لا يستطيع الشعب الكردي التصويت له..".

وختم أوجاكتان مقاله بالتأكيد على أنّه بالنظر إلى الانهيار العاطفي في المجتمع الناجم عن الأزمة الإدارية الحالية في تركيا، لا مفر من الشعور بالقلق بشأن المستقبل. وقال إنّه بطبيعة الحال، في مثل هذه اللحظات، قد يواجه الناس مخاوف مثل "أتساءل عما إذا كان سيحدث وضع أسوأ إذا اختفت هذه الأمور". لكن دعونا لا ننسى أنه على الرغم من انخفاض مستوى ديمقراطيتنا إلى حد كبير مؤخرًا، وحيث تم إنشاء صناديق الاقتراع في هذا البلد منذ عام 1876، فهناك دائمًا أمل في التغيير.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية