بعد فشلها في انتخابات 2012، الجماعة تعود للانتخابات كـ"لاعب مستتر"!
أثناء استعداد ليبيا لخوض الانتخابات النيابية المتوقع إجراؤها خلال عام، تستعد جماعة الإخوان المسلمين للدخول في الانتخابات تحت “مشروع” جديد يُعد له في مدينة إسطنبول التركية.
وكشف موقع “المرصد” المتابع للشأن الليبي، بالوثائق التي صنفت بأنها سرية، أن هناك اجتماعات يعد لها القيادي الإخواني علي الصلابي المقيم في إسطنبول، لجمع المحاور المختلفة للإخوان المسلمين، وتجميعهم تحت عنوان “مقترح المشروع الوطني للسلام والمصالحة الوطنية”.
هذا المشروع هو مشروع سرّي ينص في بنوده على تفضيل الصلابي ترشيح الشباب والمرأة كواجهة للجماعة في الانتخابات، بما يوحي بأن هؤلاء هم أصحاب المشروع، فيما وجهت الدعوات لعدد من الشخصيات الاجتماعية ووجهاء القبائل وبعض عناصر النظام السابق أيضًا للحضور.
ويسعى الصلابي من خلال نفوذه إلى تجميع المحاور الثلاثة المختلفة داخل جماعة الإخوان (الإخوان المعارضون لاتفاق الصخيرات، والإخوان الموافقون عليه، والجماعة الليبية المقاتلة)، ثم تصعيد وجوه جديدة عنوانها الشباب والمرأة، في الوقت الذي تكونه فيه تلك الأسماء من المؤيدين والمؤمنين بالمشروع الإخواني، بحسب ما نصت عليه الوثيقة المسرّبة.
العودة من بوابة إسطنبول-الدوحة
يعود الصلابي، المدرج على القائمة العربية للإرهاب، مرّة أخرى إلى واجهة الأحداث في ليبيا عبر رسم سيناريوهات، فشل الإخوان في تمريرها داخل ليبيا طوال السنوات الماضية، عبر استخدام القوة المسلحة والإرهاب، أو بالانتخابات، بعدما أسقطهم الشعب الليبي في انتخابات 2012.
ويرى مراقبون أن هدف الصلابي، عضو الاتحاد العام للعلماء المسلمون، من هذه المشروع، هو جعل جماعة الإخوان “لاعبًا مستترًا” في الانتخابات القادمة، وإبراز وجوه جديدة على قوائم الترشيح، يستطيع الإخوان من خلالها دعم صندوقهم الانتخابي، وخصوصًا من الشباب والنساء، بعد فشلهم في الانتخابات التي جرت بعد عام من الثورة.
وترافق السيناريو المتوقع للصلابي مع تصريحات للباحث في الشؤون الأمريكية، عصام اسكندر، خلال برنامج USL الذي سيعرض على شاشة 218NEWS الأربعاء المقبل، بحسب ما نقله موقع قناة 218 الليبية. وكان اسكندر قد صرح بأن المرحلة التي تلي القضاء على داعش هي الأخطر، لأن ما يواجه الدولة هو استمرار الحواضن الاجتماعية للفكر المتطرف. وأضاف اسكندر قائلًا إن تنظيمات الإسلام السياسي كانت تعد ليبيا لتصبح “بيت مال” لتحقيق مشروعها.
وتلقى ليبيا، بما تتمتع به من ثروات نفطية، اهتمامًا خاصًا من المحور الإخواني-القطري-التركي، إذ كشفت تقارير إعلامية سابقة بأن الملف الليبي، منذ بداية الثورة، كان بيد أمير قطر السابق حمد بن خليفة، لما تتمتع به ليبيا من إمكانيات مادية، ترشحها لتكون بيت مال مشروع الإسلام السياسي في المنطقة العربية. وكانت الطريق ممهدة لتنفيذ ذلك المشروع في البداية، الذي جرى عبر اختطاف الثورة منذ بدايتها، وتنصيب المتطرفين من الجماعة على رأسها، وإبرازهم كواجهة إعلامية تتحدث باسم الشعب الليبي.
يذكر أن علي الصلابي، المتنفذ في جماعة الإخوان، كان قبل ثورة 17 فبراير/شباط من أشد الداعمين لسيف الإسلام القذافي. وقد لعب فيما سبق دورًا مهمًا في الحوار بين الإخوان والنظام الليبي السابق، مما يدعم خبرته في تأهيل الإخوان مرة أخرى لتصدر المشهد الانتخابي، عبر تغيير الوجوه الإخوانية واستبدالها بالشباب والمرأة هذه المرة.