ملفات على طاولة السيسي وتميم في قطر... هل للإخوان مكان؟

ملفات على طاولة السيسي وتميم في قطر... هل للإخوان مكان؟

ملفات على طاولة السيسي وتميم في قطر... هل للإخوان مكان؟


14/09/2022

في توقيت بالغ الأهمية على صعيد السياسة الإقليمية والدولية، وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة هي الأولى له منذ توليه الحكم في 2014، تلبية لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في خطوة اعتبرها مراقبون "مهمة" لإعادة ضبط بوصلة العلاقات الثنائية، ولا سيّما بعد توتر استمر لأعوام على خلفية اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في مصر وعدد من الدول.

 إلى جانب بوصلة العلاقات الثنائية، يُنظر إلى الزيارة، التي تحمل العديد من الدلالات، على أنّها مهمة كذلك لأمن واستقرار المنطقة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تفرض ملفات بعينها نفسها على طاولة المحادثات بين السيسي وتميم اليوم، وفي مقدمتها الطاقة وبعض القضايا العربية ذات الاهتمام المشترك.

توقيت "مهم للغاية"

الزيارة تأتي فى توقيت مهم للغاية؛ بسبب الظروف العالمية والأزمة الروسية الأوكرانية، وما يعاني منه العالم من أزمة طاقة، بحسب ما نقل موقع "صدى البلد" المصري عن المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.

 وأشار راضي إلى أنّ ملف الطاقة سيكون من الملفات المهمة، وذلك لدور قطر المهم فى مشروعات الطاقة، في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمة طاقة فجرت سباقاً خفياً بين الدول الأوروبية على وجه الخصوص لتجنب شتاء قارس، ولا سيّما بعد قطع روسيا إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا قبل نحو شهرين من قرار أوروبي يحظر النفط الروسي.

 وتكتسب الزيارة "أهمية خاصة" من حيث توقيتها، على حدّ قول وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر، فقد أشارت إلى أنّ الزيارة تأتي قبل انعقاد القمّة العربية في الجزائر في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وفي هذا الصدد، أكد متحدث الرئاسة المصرية "موقف مصر الثابت لوحدة الصف العربي، وحلّ أيّ سوء فهم".

 مرحلة جديدة

زيارة الرئيس السيسي تأتي كذلك تتويجاً للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة، على حدّ تعبير راضي.

 الزيارة "تؤسس لمرحلة جديدة ومحطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة المثمرة"، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا"، التي أشارت إلى أنّ العلاقات المصرية القطرية تشهد حركة اتصالات وزيارات نشطة من الطرفين باتجاه توثيقها لما فيه مصلحة البلدين".

في توقيت بالغ الأهمية على صعيد السياسة الإقليمية والدولية، وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إلى الدوحة

 

 وقد مرت العلاقات المصرية القطرية بلحظات حرجة على خلفية اتهام الأخيرة بدعم الإخوان المسلمين وإنكار ثورة الـ 30 من حزيران (يونيو) التي أدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013 وجماعته، غير أنّ أمير قطر زار القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي، وهنأ الشعب المصري والقيادة المصرية بذكرى تلك الثورة، ممّا اعتبره العديد من المراقبين اعترافاً بثورة الـ30 من حزيران (يونيو)، ولم تُبدِ جماعة الإخوان المسلمين، حينها، أيّ ردة فعل تجاه ذلك.

 وبعد (3) أعوام من قطيعة خليجية ومصرية لقطر في حزيران (يونيو) 2017، وقّعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بوساطة كويتية، "بيان العلا" للمصالحة مع الدوحة، بناءً على شروط، أبرزها وقف جميع وسائل التمويل للأفراد أو الجماعات أو المنظمات المصنفة إرهابية من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين والولايات المتحدة الأمريكية، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب تسليم إرهابيين للدول العربية الـ 4، وكف قناة "الجزيرة" عن بث أخبار تهدف، وفق دول الرباعي، إلى إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار.

  نصيب الأسد

يتوقع أن يستحوذ ملف الأزمة الليبية على نصيب الأسد في المحادثات الموسعة المقررة اليوم بين الرئيس السيسي والأمير تميم ، ولا سيّما أنّها تأتي في أعقاب زيارتين لاثنين من أطراف النزاع الرئيسيين في ليبيا للدوحة خلال الأيام الأخيرة.

مرت العلاقات المصرية القطرية بلحظات حرجة على خلفية اتهام الأخيرة بدعم الإخوان المسلمين

 وقد استقبلت الدوحة خلال الأيام الماضية رئيس الحكومة الليبية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، ثم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الداعم للحكومة الموازية، وغير مستبعد الترتيب لاستقبال فتحي باشاغا، رئيس الحكومة المكلف من النواب، ممّا يوفر إشارات إلى أنّ الدوحة تجهّز طبخة جديدة بشأن وساطة قد تقوم بها قريباً بعد بلورة ملامحها السياسية.

ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسن هريدي قوله: إنّ ملف العلاقات الثنائية وإزالة الشوائب التي تعترض التطبيع على رأس أولويات السيسي، إلى جانب التشاور لمنع التصعيد السياسي في ليبيا على أن يكون ذلك في دائرة الإطار العربي، والتنسيق لتهدئة التوترات في سوريا، والإعداد لمناقشة بعض الملفات المعروضة على القمة العربية المرتقبة في الجزائر.

إلى جانب بوصلة العلاقات الثنائية، يُنظر إلى الزيارة على أنّها مهمة كذلك لأمن واستقرار المنطقة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين

 

والرأي نفسه تبنّاه الباحث في شؤون الشرق الأوسط فادي عيد، فقد قال في تصريحات لقناة "الحرة": إنّ الزيارة تهدف لـ"حسم مشكلات إقليمية عدة وعلى رأسها الملف الليبي"، مشيراً إلى "الزيارات المتعاقبة لأطياف مختلفة من القوى السياسية الليبية إلى الدوحة"، مؤكداً أنّ "القاهرة والدوحة سوف تسعيان لتهدئة الأوضاع في ليبيا بعد تصاعد التوترات بين القوى المتناحرة هناك".

ويرجح متابعون للشأن السياسي في ليبيا أن تكون قطر وراء التصعيد الأخير الذي قامت به مجموعات مسلحة في طرابلس لصالح رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا "المحسوب" على تيار الإخوان المسلمين، وفقاً لصحيفة "العرب"، في حين يحسب رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة على تيار "المقاتلة"، الذي يدين بالولاء لتركيا.

وقد اندلعت اشتباكات عنيفة في طرابلس في 26 و27 آب (أغسطس) على خلفية محاولة باشاغا دخول طرابلس لانتزاع السلطة من خصمه الدبيبة، غير أنّ المحاولة باءت بالفشل، ولا سيّما بعد تقارير عن تصدي طائرات مسيّرة تركية لهجوم باشاغا.

  ملف الإخوان

في حين يعضّ عناصر جماعة الإخوان المسلمين الأنامل من الغيظ لاستقبال الرئيس السيسي، في الدوحة، أكد السفير هريدي أنّ "هناك ميلاً مصرياً لتجاوز ملف الإخوان المسلمين وتحييد الجماعة"، حتى لا تكون "عائقاً" لتطوير العلاقات مع قطر في ظل تصاعد الأزمات التي تجابهها المنطقة، وأنّ فترة القطيعة السابقة وفرت معطيات يحاول الطرفان استيعاب دروسها.

هجوم الإخوان على زيارة الرئيس السيسي للدوحة كان مادة لسخرية الإعلام المصري

 لم تسلم زيارة الرئيس السيسي المعلنة والواضحة للدولة الخليجية من هجوم عناصر جماعة الإخوان المسلمين، الذين لجؤوا إلى خلط الأوراق، ففي التفاف واضح على تورط الإخوان ومن بينهم الرئيس الأسبق محمد مرسي في تسريب "وثائق سرّية للغاية" تتعلق بالأمن القومي المصري لجهاز المخابرات القطري وقناة الجزيرة، اعتبر بعض عناصر الجماعة، بشكل يدعو للسخرية، أنّ الزيارة تبرئة لمرسي.

 وفي أيلول (سبتمبر) 2017، حُكم على مرسي، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط"، بالسجن المؤبد في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر مع قطر" التي تضم أيضاً (11) متهماً آخر، أغلبهم إعلاميون عملوا مع قناة "الجزيرة" القطرية، أدينوا باختلاس تقارير صادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية، والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، من بينها مستندات غاية في السرّية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها والسياسات العامة للدولة؛ بغية تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة "الجزيرة" القطرية، بقصد الإضرار بمركز مصر الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية.

تكتسب الزيارة "أهمية خاصة" من حيث توقيتها، وفقاً لـ"قنا"، فقد أشارت إلى أنّها تأتي قبل القمة العربية في الجزائر

 

 هجوم الإخوان على زيارة الرئيس السيسي للدوحة كان مادة لسخرية الإعلام المصري، فقد قال الإعلامي أحمد موسى: إنّ الزيارة أشعلت حريقاً في بيت كل إخوان، مضيفاً: "زيارة الرئيس السيسي اليوم دمّرت مخطط جماعة الإخوان الإرهابية بالكامل".

 وأضاف موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسؤوليتي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أنّ الإخوان تعرضوا لجلطات بعد مشاهدة الرئيس السيسي في قطر اليوم: "الطلبات كثرت على الصيدليات اليوم نتيجة هذه الزيارة، السيسي ضرب الكلّ بالزيارة دي وكل مخططات الإخوان انضربت بالزيارة دي".

 واستطرد: "اليوم تُقرأ الفاتحة على كل شخص إخواني إرهابي، الذي لا يصدّق حتى الآن ما يراه، وأنّ الرئيس السيسي يتواجد مع قطر ويتعاون مع قطر"، متحدياً أيّ عنصر إخواني أن يتحدث عن الزيارة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية