معارض الكتاب في الإمارات.. ملتقى لثقافات العالم

معارض الكتاب في الإمارات.. ملتقى لثقافات العالم

معارض الكتاب في الإمارات.. ملتقى لثقافات العالم


15/05/2023

تجسد معارض الكتاب في دولة الإمارات، قيمة حضارية وإنسانية تؤكد أن الثقافة فيها أصبحت تشكل هاجسا يوميا وإستراتيجيا لا يقل شأنا عن جانب الإعمار والتنمية الذي أدهشت به العالم.

ووفقا لبيان صحفي صادر عن اتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا”، ضمن التقرير الثقافي الدوري للدول الأعضاء في الاتحاد، وأعدت التقرير وكالة أنباء الإمارات، تشهد الإمارات سنويا إقامة ثلاثة معارض رئيسة للكتاب تتمثل في معرض الشارقة الدولي، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، إلى جانب معرض “بيغ باد وولف” الذي هو في الأصل معرض كتاب سنوي دولي متنقل باتت تستضيفه إمارة دبي بشكل سنوي منذ عام 2018.

ونجحت تلك المعارض في التأسيس لحالة ثقافية وإبداعية قل نظيرها في المنطقة، خاصة بعد تحولها إلى قبلة يقصدها أهم دور النشر وأبرز الكتاب والمؤلفين، فضلا عن الملايين من الزوار، كل ذلك في ظل دعم ورعاية رسمية من الدولة التي وضعت المعرفة والفكر والثقافة ضمن أولوياتها الإستراتيجية، واعتبرت أن البناء المعرفي للإنسان هو أساس نجاح مسيرتها التنموية.

أبوظبي والشارقة

البداية مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنطلق بعد أسبوع تقريبا فعاليات دورته الـ32 بمشاركة أكثر من 1300 جهة عارضة من 90 بلدا، إلى جانب مجموعة من ألمع المثقفين والأدباء والمفكرين والفنانين وكبار الناشرين العرب والعالميين.

ويعد المعرض تتويجا لنهضة معرفية إنسانية تزدهر في دولة الإمارات، التي أصبحت عاصمتها أبوظبي نقطة تلاق لجميع التجارب والإبداعات الثقافية من أصقاع الأرض كافة.

وتحل تركيا ضيف شرف على المعرض في دورته المقبلة ببرامج وفعاليات وندوات تبحث التبادل الثقافي بين تركيا والعالم العربي، وسبل تعزيز الحوار بينهما.

ويحتفل الحدث كذلك، بجوائز الأدب العربي ومنح الترجمة، وهو ما يتيح المجال أمام الجمهور للقاء الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 في إطار الجلسات الحوارية، وعلاوة على ذلك، يتخلل المعرض الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية وتكريم المرشحين في قائمتها القصيرة، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 15 عاما على احتضان أبوظبي للجائزة.

وبالتزامن مع المعرض، يعقد “المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية” فعاليات دورته الثانية يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من مايو الجاري، مسلطا الضوء على أحدث التوجهات في قطاع النشر وتطوير المحتوى العربي والصناعات الثقافية والإبداعية.

هذه المعارض نجحت في تأسيس حالة ثقافية وإبداعية قل نظيرها في المنطقة، وتحولت إلى قبلة لأهم الناشرين والكتاب

تحول معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال العقود الأربعة الماضية إلى ملتقى ثقافي عالمي يجتمع فيه الأدباء والمبدعون من كل حدب وصوب للحوار والنقاش وطرح كل ما يتعلق بالشأن الثقافي من شجون وهموم، من أجل الوصول إلى رؤية مستقبلية مشتركة للثقافة الإنسانية.

وسجل المعرض إنجازا كبيرا للثقافة العربية مع تحقيق المركز الأول بين معارض الكتب العالمية كافة، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر في عامي 2021 و2022، متصدرا بذلك معارض كتب دولية يزيد عمرها عن مئات الأعوام.

واستقطب المعرض في دورته الـ41، التي عقدت في نوفمبر الماضي 2.17 مليون زائر من 112 دولة: 54.2 في المئة من الرجال، و45.8 في المئة من النساء، و40.8 في المئة من الفئة العمرية بين 16 و25 سنة، و35.1 في المئة من الفئة العمرية بين 26 و45.

ووضع المعرض حاصدي كبرى الجوائز الأدبية، وكبار الأدباء والمفكرين والمترجمين في حوار متواصل على مدار أيامه، حيث استضاف الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا الفائز بجائزة البوكر العالمية للرواية لعام 2022، والروائي واسيني الأعرج، والكاتب الروائي أحمد مراد، والشاعر سلطان العميمي، والشاعرة خلود المعلا، وغيرهم الكثير من الأدباء والمفكرين والمثقفين.

وسلط المعرض الضوء على التجربة الأفريقية في الأدب، واحتفى بأدباء المهجر المعاصرين، ببرنامج فعاليات خاصة استضافت خلالها كتابا وأدباء، كما فتح المجال أمام زواره ليطلعوا بعمق على تاريخ وراهن المشهد الثقافي الإيطالي.

وجمع المعرض 2213 ناشرا من 95 دولة، و150 كاتبا ومفكرا من 57 دولة، وقدم على مدار 12 يوما 1500 فعالية، كما حقق حضورا وتفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهد أكثر من 38 مليون تفاعل، ووصلت منشوراته إلى أكثر من 7 ملايين مستخدم.

بيغ باد وولف

تستضيف إمارة دبي، منذ العام 2018 معرض “بيغ باد وولف” الذي يكتسب أهمية كبيرة ضمن أفضل منصات عرض وبيع الكتب في العالم، ليس فقط لأسعاره المخفضة، بل لأنه يحرص على توفير الكتاب للجميع، ولكل الفئات والطبقات داخل المجتمع الواحد خاصة ذات الدخل المحدود.

وقدم المعرض في دورته الرابعة التي عقدت في أبريل الماضي أكثر من مليون كتاب متميز في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية والفكرية، بتخفيضات كبيرة وصلت إلى أكثر من 75 في المئة من سعر الكتاب الأصلي.

وتضمن المعرض كتبا وإصدارات متنوعة خاطبت مختلف الثقافات والجنسيات، وهو ما يتناغم مع التنوع الثقافي في دبي، ويعكس نهج دولة الإمارات في تشجيع القطاعات المعرفية المختلفة وتحفيز مجتمعها بمختلف مكوناته على القراءة والاطلاع والاستفادة من مصادر المعرفة المختلفة.

ونجح المعرض خلال الأعوام الماضية في استقطاب جمهور كبير من القراء والباحثين والمفكرين والمبدعين من مختلف الجنسيات وفي شتى المجالات، ضمن آفاق إبداعية رحبة تخلق حوارا فكريا رفيع المستوى.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية