نظراً لأن عسل النحل هو ثالث أكثر منتج غذائي يتعرض للغش في العالم؛ إذ يتم التلاعب في تصنيفه وتحديد نوعه، أو تخفيفه بواسطة مواد أخرى مثل السوائل السكرية، سعى باحثون في الكلية الإمبراطورية في لندن وكلية لندن الجامعية للوصول إلى طريقة تمكننا من التمييز بين العسل الحقيقي والمغشوش، ووجدوا أن ذلك ممكن، بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحاليل الميكروسكوبية، بحسب ما نشره موقع "دويتشه فيله".
اقرأ أيضاً: خطة جديدة..الذكاء الصناعي ينقذ حياة الآلاف
ونقل الموقع الإلكتروني "تيك إكسبلور" المتخصص في العلوم والتكنولوجيا عن الباحث جيرار جلوسكي قوله: "النحل يصنع العسل من رحيق النباتات، وتحتوي النباتات على حبوب تلقيح، وكل نبات له حبوب تلقيح مختلفة عن الأخرى، بالتالي فإذا كان عسل نبات المانوكا لا يحتوي على حبوب تلقيح مانوكا، أو لا يحتوي على حبوب تلقيح على الإطلاق، فهو ليس عسل المانوكا".
قام الباحثون في إطار الدراسة بجمع عينات من أنواع عسل مختلفة، وتم وضعها على شرائح زجاجية. وقاموا بفحص هذه العينات بواسطة ميكروسكوب عالي الدقة، بحيث تم تسجيل قطاع بحجم 2500 ميكروسكوب من حبوب اللقاح.
تمكن باحثون من التمييز بين العسل الحقيقي والمغشوش وذلك بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحاليل الميكروسكوبية
وبعد تصنيف هذه اللقطات حسب نوعية كل عسل، يتم إدخال هذه البيانات ضمن منظومة للتعلم العميق، بحيث يمكن للمنظومة التعرف على نوعية العسل المعروضة عليها بناء على البيانات المسجلة بها.
ومن خلال التجارب الأولية، تبين أن المنظومة الجديدة يمكنها التعرف بفعالية على العسل المخفف أو المغشوش، وكذلك العسل الذي تم تصنيف مصدره بشكل خاطئ، غير أنها لم تستطع التعرف على العسل الملوث بالمعادن الثقيلة والمضادات الحيوية والمبيدات الحشرية، وبالتالي لابد من الجمع بين التقنية الجديدة وسبل تحاليل كيميائية أخرى، وذلك للتحقق من سلامة العسل في نهاية المطاف.
من جانبه ذكر أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، بيتر هي، أن التحقق من جودة العسل عن طريق تحديد مصدره النباتي، منتشر منذ عقود ولكن هذه الطريقة تشتهر بأنها تقنية بطيئة وتتطلب قدراً من التخصص. وأضاف موضحاً: "نعتقد أنه من الممكن تسريع هذه الخطوات عن طريق عملية إلكترونية لا تتأثر بالعوامل التي يتأثر بها الإنسان مثل الإرهاق والنسيان والملل".
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي والسياسة.. جوانب التأثير
وذكر الباحث ألكسيس جكانتيراجاس: "نتعرف على حبوب اللقاح داخل عينات العسل باستخدام التقنيات القياسية للتعلم العميق، وبالتالي يمكننا تطبيق مناهج كمية لتحليل بعض العناصر مثل كثافة وتوزيع حبوب اللقاح داخل العينة، كما يمكننا التعرف على الموقع الجغرافي لإنتاج العسل ومصدره النباتي".