فايننشال تايمز: أمام العالم 4 سيناريوهات نووية

فايننشال تايمز: أمام العالم 4 سيناريوهات نووية

فايننشال تايمز: أمام العالم 4 سيناريوهات نووية


02/11/2022

جورج العيسي

"الحرب النووية لا يمكن الفوز بها، ولا يجب أن تطلق أبداً". أصدرت الصين، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة هذا البيان في بداية السنة الجارية. وفي الشهر الموالي، غزت روسيا أوكرانيا.

منذ ذلك الوقت وقادة العالم يكافحون تهديداً بحرب نووية فعلاً، وفي وقت قريب، كما كتب جدعون راخمان في "فايننشال تايمز".

منذ البداية، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النزاع بوجودي لروسيا ولمح إلى أنه قد يستخدم الأسلحة النووية للانتصار.

ومنذ أقل من أسبوعين، سارع مسؤولون أمنيون غربيون إلى مكاتبهم في عطلة نهاية الأسبوع قلقين من اتهامات موسكو لأوكرانيا بتصميمها على استخدام "قنبلة قذرة" خوفاً من إشارة محتملة إلى أن روسيا نفسها تبحث عن ذريعة لاستخدام الأسلحة النووية.

ورغم انحسار الأزمة الفورية، لا يزال تقييم تهديد روسيا باستخدم سلاح نووي يتصاعد.

منطقة غير معروفة والضغط هائل

ناقشت الإدارة الأمريكية سيناريو يقول إن هزيمة روسية مذلة في خيرسون قد تقنع بوتين باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا لعكس المد في الميدان.

يرد البعض أحياناً ببرهان مضاد مفاده أن بوتين لن يستخدمها في منطقة قريبة جداً من روسيا خوفاً من تلويث بلاده. لكن مسؤولين أمريكيين كباراً يشيرون إلى أن أصغر الأسلحة النووية التكتيكية قد يقتل مئات لا آلاف الناس ويدمر ويلوث بالإشعاعات بضعة أميال مربعة وحسب.

تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على منع روسيا من خطوة قاتلة باجتياز العتبة النووية، بمزيج من الردع والديبلوماسية. لكنهم يفكرون بجدية في التداعيات العالمية لاستخدام سلاح نووي روسي.

هذه منطقة غير معروفة والضغط هائل. يقول أحد المسؤولين الأمريكيين الكبار: "سيدرس الناس طوال عقود التعامل مع هذه الأزمة".

هرماغيدون
يرى راخمان  أربعة سيناريوهات يمكن أخذها بالاعتبار، التطبيع النووي، والابتزاز النووي، وتفادي الحرب، وهرماغيدون، نهاية العالم.

لا تصعب رؤية كيف يمكن أن يتحول استخدام سلاح نووي روسي إلى حرب نووية شاملة تؤدي إلى ما أطلق عليه بايدن نفسه "هرماغيدون".

قالت واشنطن إن استخدام موسكو سلاحاً نووياً فسيكون ثمة رد مع تداعيات "كارثية" على روسيا.

لم يوضح الأمريكيون علناً شكل الرد. يعتقد العديد من المعلقين أنه سيكون عسكرياً لكن غير نووي.

تحدث المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الجنرال ديفيد بتراوس عن مهاجمة قوات أطلسية للقوات الروسية على الأرض في أوكرانيا بأسلحة تقليدية إلى جانب إغراق أسطول البحر الأسود.

حجة الرد العسكري الغربي هي أنه لو أفلتت روسيا باستخدام سلاح نووي ونجحت في عكس مسار الحرب فعندها ستتحطم المحرمات النووية التي ظلت صامدة منذ 1945.

لكن تورطاً عسكرياً غربياً قد يطلق على الأرجح رداً روسياً إضافياً. ويمكن أن يسلك الغرب وروسيا "سلم التصعيد" ما يجعل كابوس حرب نووية شاملة احتمالاً واضحاً.

 يقول مسؤول أمريكي: "لا أعتقد أنه يجب أن يكون أحد واثقاً أننا نستطيع السيطرة على مخاطر التصعيد".

مستقبل مزعج آخر

لأن احتمال التصعيد نحو هرماغيدون مرعب حسب راخمان، ثمة إمكانية ألا يطلق استخدام روسيا للسلاح النووي رداً عسكرياً غربياً مباشراً، فتحاول الولايات المتحدة عوض ذلك تنظيم عزلة اقتصادية وديبلوماسية كاملة.

 لكن ذلك سيفتح الباب أمام مستقبل مزعج آخر "التطبيع النووي". سيثبات أن الأسلحة النووية أدوات يمكن استخدامها في حرب عدوانية، لا من أجل الردع فقط.

 قد تشعر روسيا، وحتى الصين، بإغراء انتهاك العتبة النووية مجدداً. وستسارع الدول غير النووية، مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وألمانيا وغيرها، إلى الأسلحة النووية لحماية نفسها.

السيناريو الثالث

ستعقب الفوضى الدولية قصفاً نووياً روسياً. ستنهار الأسواق وقد يصاب الجمهور بالرعب حول العالم، مع احتمال تحركات سكانية على نطاق واسع من المدن إلى خارجها.

يقود الخوف من هذه التأثيرات إلى زيادة الحديث عن الحاجة إلى محادثات السلام مع روسيا. لكن المسؤولين الغربيين يقاومون هذه الخطوة الآن خوفاً من سيناريو ثالث، نجاح الابتزاز النووي.

إذا اكتشفت روسيا أن بإمكانها النجاح في الحروب العدوانية بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية فإن مستقبلاً مظلماً آخر يلوح.

ما الذي سيمنع موسكو من إطلاق المزيد من التهديدات النووية، ربما ضد أوروبا الشرقية؟ وما الذي ستستنتجه الصين وكوريا الشمالية من نزاعات في تايوان أو شبه الجزيرة الكورية؟

نتيجة المعرفة الرصينة

يرى راخمان أن السيناريوهات الأكثر قتامة، هرماغيدون والتطبيع ونجاح الابتزاز النووي – هي أكثر احتمالاً.

لكن بشكل جماعي تبقى أقل ترجيحاً من الاحتمال الرابع، تفادي الحرب النووية. في جميع الأزمات النووية السابقة منذ 1945، تراجع قادة القوى العظمى عن حافة الهاوية.

معرفة أن خطوة خاطئة يمكن أن تتسبب في ملايين الموتى، أو حتى تدمير الكوكب، معرفة رصينة للغاية "لقد منعت العالم من الانزلاق إلى نزاع نووي منذ 1945. يجب أن تنجح مجدداً".

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية